فرض الفريق الوطني لكرة القدم التعادل بواقع ثلاثة أهداف في كل شبكة ضد منتخب زامبيا، في إطار الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بالرغم من الانحياز التحكيمي الذي طغى على أطوار اللقاء، وهو ما سمح لرفقاء القائد رايس الوهاب مبولحي تعزيز صدارتهم للمجموعة الثامنة برصيد 11 نقطة، مع إقصاء منتخب الشيبولوبولو من التأهل إلى «كان» الكاميرون، ومواصلة سلسلة المباريات دون هزيمة التي بلغ عددها 23 مقابلة كاملة.
شرع الناخب الوطني جمال بلماضي في التحضير للتصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، بتغيير خطة اللعب من (4-1-4-1) إلى خطة (4-4-2) الكلاسيكية، وكذا إعطاء فرص للاعبين جدد في مناصب حساسة، وهو ما جعل قلة التوازن تظهر على خطيْ الوسط والدفاع، خصوصا بعد غياب 6 لاعبين أساسيين ساهموا بقوة في عودة المنتخب بكأس إفريقيا الثانية في خزائن الفريق من أرض الكنانة، يتعلق الأمر بكل من (محرز، فيغولي، بن ناصر، عطال، ماندي، بن سبعيني).هذا،
ووجد بعض اللاعبين صعوبات من أجل التأقلم مع الخطة التكتيكية الجديدة للناخب الوطني، حيث لم يتمكّن الثنائي قديورة وعبيد من جلب التوازن لخط الوسط، وهو ما جعل لاعبي المنتخب الزامبي يصلون بسرعة لدفاع المنتخب الوطني في أكثر من هجمة مرتدة، ما شكل الخطورة على مرمى الحارس مبلوحي.
تساؤلات عن المنظومة الدفاعية
في ذات السياق، قام الطاقم الفني بإشراك رباعي دفاعي يلعب لأول مرة جنبا إلى جنب، وهو ما جعل المنتخب يظهر بوجه شاحب دفاعيا، ويعيد الحديث مجددا عن المنظومة الدفاعية التي تلقت خمس أهداف كاملة في مواجهتين متتاليتين خارج الديار ضد زيمبابوي وزامبيا على التوالي، حيث أقحم بلماضي لأول مرة الثنائي بن العمري وتاهرات في محور الدفاع، وهو ما جعل الكثير من الهفوات تحصل، خصوصا في كرة الهدف الثاني الذي عدل على إثره المنتخب الزامبي نتيجة المواجهة في المرة الأولى بسبب غياب الرقابة الدفاعية.
كما أن الظهير الأيسر أيوب عبد اللاوي منحت له الفرصة للمرة الرابعة أساسيا مع بلماضي الذي شرع في تحضير لاعب جديد على الرواق الأيسر، في حالة تواصل ابتعاد فارس عن المنافسة الرسمية مع فريقه لازيو أو إصابة بن سبعيني قبل تصفيات مونديال قطر 2022، لكنه لم يقنع وقام بالكثير من الأخطاء، وكاد يهدي الفوز لمنتخب الشيبولوبولو بنيران صديقة بعدما ارتطمت كرته بالعارضة في لقطة حبست أنفاس الجميع. وكان لاعب النجم الساحلي التونسي حسين بن عيادة على موعد مع أول مواجهة رسمية له مع المحاربين، أين قدم مستوى جيد دفاعيا، بالرغم من النقص البدني الذي عانى منه خلال أطوار اللقاء، جراء غيابه عن المنافسة الرسمية طيلة 11 شهرا، لكن المردود المقدم أمام زامبيا يؤكد أن بلماضي وجد لاعبا رابعا في الرواق الأيمن يمكنه الاتكال عليه، بعد كل من (عطال، زفان، حلايمية).
غزال يعوّض محرز ببراعة وسليماني يقترب من تحطيم رقم تاسفاوت
من جهة أخرى، أكد مهاجمو الخضر أنهم دائما في المستوى، حيث عوّض رشيد غزال ببراعة غياب نجم الخضر وقائده رياض محرز، أين تمكّن من افتتاح باب التهديف وتقديم كرة ثابتة في لقطة الهدف الثاني بعد ترويض رائع ومراوغة أروع داخل منطقة العمليات، مؤكدا عودته القوية مع فريقه الجديد بيشيكتاش التركي الذي يتصدر معه البطولة، وقائمة أفضل الممرين بـ 13 تمريرة حاسمة، نصبته ثاني أفضل ممرر في البطولات الأوروبية.
ثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني إسلام سليماني تمكّن هو الآخر من البصم على مباراة زامبيا، بتسجيله ثنائية جديدة وتقديمه كرة الهدف الأول لغزال، وهو ما رفع رصيده إلى 32 هدفا و19 تمريرة حاسمة طوال مسيرته في المنتخب الوطني مساهما في 51 هدفا كاملا، الأمر الذي قربه من معادلة الرقم القياسي المدون باسم عبد الحفيظ تاسفاوت صاحب 36 هدفا.
في سياق آخر، لم يقنع الثنائي القوي (بونجاح ـ بلايلي) في خط الهجوم، أين تأثر يوسف بلايلي كثيرا من الناحية البدنية ولم يتمكّن من الظهور بمستواه المعهود، على غرار زميل الصبا بغداد بونجاح الذي لم يجد معالمه فوق أرضية الميدان، بالرغم من تقديمه كرة حاسمة في لقطة الهدف الثالث.
يذكر، أن وفد المنتخب الوطني عاد ظهر أمس إلى العاصمة قادما من زامبيا عبر رحلة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وتنقّل مباشرة إلى مركز سيدي موسى لمباشرة التحضير لمواجهة الجولة السادسة من تصفيات «كان» الكاميرون، المقررة الاثنين المقبل ضد منتخب بوتسوانا بداية من الساعة التاسعة ليلا.