تشهد هذه الأيام ساحة الثورة بعنابة إقبالا كبيرا لعشّاق القراءة، للوقوف على آخر ما جادت به المكتبة الجزائرية من إصدارات في مختلف المجالات والتّخصّصات، من خلال «صالون ربيع الكتاب»، الذي يعود مجدّدا إلى بونة تحت شعار «لكل كتابه»، بعد توقف النشاطات الثقافية والفنية بهذه المدينة بسبب جائحة «كوفيد-19»، ليعيد معه عبق الثقافة وروح المطالعة، واكتشاف الإصدارات الجديدة للكتاب الجزائريين.
تزيّن القلب النابض لعنابة «الكور» بخيم حملت بين طياتها أكثر من 6 آلاف عنوان في مختلف التخصصات والمجالات، بمجموع 19 ألف و911 كتاب، حيث تضع أكثر من 16 دار نشر وطنية مشاركة في هذه التظاهرة بين يدي القراء باللغتين العربية والفرنسية، كتبا في مجال العلوم السياسية، القانونية، الاقتصادية، الدينية والتاريخية، ناهيك عن الكتب الأدبية من روايات وأشعار وقصص، فضلا عن القواميس والموسوعات..
وهو ما جعل القراء من مختلف الفئات والأجناس العمرية، يتهافتون على المعرض، الذي ارتأى القائمون عليه تنظيمه على الهواء الطلق، لتقريب الكتاب من القارئ واستمالة أكبر عدد من القراء، الذين يبحثون عن ضالتهم في مختلف المجالات، حيث توزعوا على مختلف دور النشر بحثا عن ما يلبي نهمهم وشغفهم للمطالعة.
رفوف المعرض تزينت أيضا بمجموعة متنوعة وثرية من الكتب والمؤلفات التي تُعنى بالقارئ الصغير، وفي مختلف التخصصات من القصص التربوية والتعليمية والترفيهية إلى الكتب شبه المدرسية، والتي من شأنها أن تنمّي روح المطالعة لدى جيل المستقبل، وعلى هذا الأساس تعرف التظاهرة إقبالا لهذه الفئة لاقتناء ما يساعدها في مشوارها الدراسي على وجه الخصوص وتنمية أفكارها، كما سيكون الأطفال على موعد مع لقاءات ترفيهية تربوية من خلال جلسة «الحكواتي» وتنظيم مسابقات لهم.
وكان للطلبة نصيب في هذا المعرض، بحيث وجدوا ضالتهم فيما يساعدهم في منهجهم الدراسي سواء في المجال الأدبي أو القانوني أو الاقتصادي، إلى جانب تلاميذ الأطوار الثلاثة، خصوصا الممتحنين في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، دون نسيان ربة البيت والتي خصص لها حيز هام لعرض كتب الطبخ، حيث ثمن في هذا الصدد زوار المعرض عودة صالون الكتاب إلى الشغوفين بالقراءة والمطالعة من أبناء بونة، والوقوف على ما تقدمه الأقلام الجزائرية لقرائها، من أعمال ترقى إلى مستوى تطلعات القارئ.
الصالون الوطني للكتاب الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 03 أفريل المقبل، ثري بالنشاطات الثقافية، على غرار تنظيم مداخلة حول «الحكاية الشعبية» و»أهمية المقروئية»، وفي إطار الاحتفاء باليوم العالمي للشعر وعيد النصر وتحت شعار «الشعر لغة الانتصار»، نشّط نخبة من الأدباء والأكاديميون منهم الدكتور فصيح مقران، علي خفيف، ادريس بوديبة وابراهيم بادي، مداخلة بعنوان «راهن الشعر وأشكال التعبير الجديدة»، والتي أشرف عليها «بيت الشعر الجزائري» بالتنسيق مع مديرية الثقافة والمكتبة الجهوية.
التظاهرة الثقافية شهدت أيضا تنظيم وقفة تكريمية لبعض أدباء مدينة عنابة، الذين أصدروا مؤلفات جديدة خلال هذه السنة، على غرار الكاتب الإعلامي سبتي سلطاني، الكاتب سليمان عميرات، مدير الثقافة لولاية عنابة ادريس بوديبة صاحب الإصدارات المتنوعة، والشاعرة سلوى لميس مسعي..ناهيك عن تقديم قراءات شعرية، على لسان نخبة من فطاحلة الشعر في الجزائر، على غرار عبد الحميد شكيل، عقيلة زلاقي، أم البنين، سلوى مسعي لميس، لطفي حسايني، منى بلخيري وصالح جلاب، وهي الجلسات التي جلبت لها عددا معتبرا من الجمهور المتذوق للحرف والقافية.
مع العلم «صالون ربيع الكتاب»، من تنظيم مديرية الثقافة والفنون لعنابة، بمساهمة مكتبة المطالعة العمومية بركات سليمان، وجمعية العزة والكرامة لوهران.