في مهمة بيئية بعنوان «الموانئ الزرقاء»، تعد الثانية من نوعها عبر المناطق الساحلية بالجزائر، تمكنت وهران على مدار الطبعتين، من جمع أكثر من 56 طنا من النفايات بمختلف أنواعها، خاصة من النفايات البلاستيكية الصغيرة التي تعد العدو الأول للأسماك والكائنات البحرية حيث تهددها بالموت.
خلال الحملة التي أطلق عليها «تثمين النشاطات والموارد البحرية في خدمة اقتصاد منتج ودائم»، تم جمع أكثر من 1 طن من النفايات الصلبة والزيوت المسترجعة من عملية الشحن والتفريغ وغيرها من المخلفات المرتبطة بمهنة الصيد البحري، إضافة إلى الحشائش والأتربة والحواجز التي تراكمت بكل من وهران وأرزيو، نتيجة التصرفات غير المسؤولة. وقال مدير الصيد البحري والموارد الصيدية، بن قرينة محمد لـ»الشعب»، «إن المبادرة تهدف أساسا إلى «تعزيز التربية والتوعية للحد من مثل هذه الممارسات». كما أكد «أن الجهات المعنية والمتدخلين يعملون بشكل مستمر في إطار سعيهم الدائم للمحافظة على سلامة البيئة البحرية وحمايتها»، والدليل على ذلك انخفاض نسبة النفايات التي فاقت الموسم المنصرم 55 طن». وذكر بن قرينة أن هذه المهمة، التي تم إطلاقها عام 2013 من قبل وزارة الصيد البحري وتربية المائيات، تعد اللبنة الأولى للنظام البيئي البحري، بعدما بات الخطر يتهدد الحياة البحرية بموت الكثير من الأنواع، خصوصا الثدييات منها. وبحسب تأكيد قدور عمر، مدير مركزي بوزارة الصيد البحري والموارد الصيدية وتربية المائيات، فقد عرفت الطبعة الأولى مشاركة أكثر من 7000 فرد تمكن خلالها المعنيون من جمع أكثر من 750 طن من النفايات واسترجاع أكثر من 20 قارب صيد عبر الموانئ 14 المعنية بالعملية، منها 5 قوارب انتشلت من ميناءي وهران.
كما شهدت حملة «الموانئ الزرقاء 2014» في طبعتها الثانية، مشاركة عدد كبير من المتطوعين والمهنيين والهيئات والمديريات، بالإضافة إلى الحركة الجمعوية، ومختلف المتدخلين، بما فيهم خلية البيئة التابعة للدرك الوطني، شرطة الحدود ومديرية الحماية المدنية. كما تميزت الطبعة الثانية للعملية الوطنية، بمشاركة أول فوج بحري للكشافة الإسلامية بالجزائر، والذي تأسس بوهران في 17 أفريل 2013، تحت إشراف وزير الصيد البحري والموارد الصيدية، السيد سيد أحمد فروخي، وتم على إثر ذلك توقيع شراكة واتفاقية لتكوين الغطاسين مع جمعية بربروس البحرية.
للإشارة، تم بالمناسبة تسليم شهادة بحار لـ80 متخرجا من الأقسام الخاصة بوهران، كما أعلن مدير الصيد البحري، بن قرينة، عن تخرج نحو 500 بحار عبر دفعات، مؤكدا أن هذا النوع من أصناف التكوين يعرف طلبا متزايدا.