طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تقف عند انشغالات سكان مناطق الظل

دواويـر «دوي ثـابـت» بسعيــدة يطـالبـون بحقّهم في التّنمـية

سعيدة: ج - علي

   لم تنل بلدية «دوي ثابت» التابعة لدائرة يوب بولاية سعيدة بالرغم من تاريخها الثوري وقدمها الإداري وموقعها الجغرافي، نصيبها من المشاريع التنموية الكافية التي تخرجها من دائر الظلام، لتبقى مداشر وقرى مثل الرقاقنة، عين البيضاء ودوار أولاد زايد تعاني في صمت.
عبّر قاطنو المنطقة عن مختلف الانشغالات ومشاكلهم العويصة التي يتخبّطون فيها، ومن ضمنها مشكل الوادي الذي كانوا يعتمدونه في سقي محاصيلهم، حيث تمّ ربطه ببعض قنوات الصرف الصحي ما جعله غير صالح، وزاد نقص الآبار بالمنطقة من حدة المشكل. ولعل ما نغّص حياتهم هو عدم ربط بعض السكنات بالماء الشروب، ونقص تزويدهم بقارورات غاز البروبان.
دوّار أولاد عبد القادر التابع لقرية العين البيضاء ببلدية دوي ثابت يعاني سكانه من نقص الماء الشروب الذي اعتبروه العنصر الأساسي في حياتهم اليومية، وحسب تصريحاتهم لـ «الشعب»، فإن الحيوانات والمواشي لا تجد ما تشربه في حين تتوفر المنطقة على نقب، ولكن بسبب انعدام الكهرباء حال دون استغلاله إضافة الى مشكل نقص المسالك الريفية.
وانتقلت «الشعب» إلى دوّار أولاد سعادة، الذي عبّر فيه السكان عن احتياجهم للسكنات الريفية كونهم يقطنون في سكنات هشة ومهترئة، ويناشدون السلطات المحلية بتوفير النقل المدرسي وكذلك قارورات غاز البروبان لأنّهم لا زالوا يعتمدون على الحطب للتدفئة والطهي وانعدام الماء الصالح للشرب. وضعية جعلتهم يستنجدون بصهاريج الماء بمبالغ مالية أثقلت كاهلهم.
وبدوّار أولاد سيدي محمد، الذي بلغ عدد ساكنيه حوالي 740 عائلة، طرح قاطنوه مشكل المدرسة الابتدائية المغلقة منذ العشرية السوداء، ولم يتم ترميمها والإسراع بفتحها لأبنائهم، وبذلك أصبح تلاميذ ذات المنطقة يقطعون عشرات الكيلومترات للالتحاق بمقاعد الدراسة، متكبّدين معاناة التضاريس الجبلية الصعبة التي تعرفها المنطقة والبرودة القاسية.
وطلب هؤلاء بتزويدهم بقارورات غاز البروبان، ووضع حد لمشكل نقص الماء الشروب بسبب وجود بئر واحد بالمنطقة، حيث أصبح لا يغطي حاجيات كل هذا العدد من السكان، ويطالبون أيضا بقاعة علاج لتقديم الإسعافات الأولية مع توفير التجهيزات وطبيب أسنان.
توفير ملعب جواري لممارسة الرياضة الجماعية سيما المفضلة لدى شباب الجهة كرة القدم كان من بين مطالب سكان المنطقة، فلا وجود لمرافق جوارية تخفّف عنهم ضغط الحياة، متسائلين في الوقت ذاته عن خلفيات حرمانهم من حقهم في توفير مركز ثقافي أو دار للشباب كبقية القرى والدواوير الكبرى.
وتوقّفت «الشعب» بدوار أولاد سيدي أمحمد على صحة ثلاث مجاهدين متقدمين في السن ويعانون من أمراض مزمنة مختلفة بسبب العزلة وقلة زيارات الفرق الصحية لمنطقتهم بالنظر الى وضعيتهم التي تتطلّب المتابعة الميدانية والإهتمام الدائم بوضعيتهم خصوصا في ظل تقدم سنهم.
رئيس المجلس الشعبي البلدي لدوي ثابت، ربود عمر، وفي رده على كل هذه الانشغالات، أكّد لـ «الشعب» أن البلدية تعمل جاهدة على التكفل بكل انشغالات مواطني هذه المناطق، والتي يبلغ عددها 17 دوارا.
وتمّ تزويد منطقتي دوار اولاد زيد والرقاقنة بقناة الدفع وخزان مائي لكن نقص الكهرباء حال دون تشغيلهم مما دفع الى تسجيل مشروع تزويد المنطقة بمحول كهرباء حتى يتسنى تشغيل قناة الدفع والخزان، ويتم بذلك أيضا تزويدهم بالإنارة العمومية.
أما فيما يخص دوار أولاد سعادة، فقد تمّ برمجة 9 كلم من طرف محافظة الغابات في إطار فتح المسالك الريفية لكن المشروع لم ير  النور حتى الآن وأضاف رئيس البلدية أنه ناشد الوالي لحفر نقب بالمنطقة لأن النقب الموجود لم يعد به ماء فقد اشتغل لمدة 6 أشهر وتوقف.
وبالنسبة لأكبر دوار أولاد سيدي محمد، فقد بشّرهم رئيس البلدية ربود عمر أنه تم إعداد دفتر الشروط وفتح الأظرفة لمشروع ترميم المدرسة سوف تنطلق الأشغال بها خلال الأسبوع القادم، وأضاف رئيس البلدية أنه سيتم توصيل الكهرباء للمساكن المتبقية.
وفيما يخص قارورات الغاز، فقد استفادت البلدية من 20 قارورة لكنها غير كافية لمعظم هذه المناطق، وقد وعد الوالي تزويدهم بقارورات إضافية لتستفيد كل المناطق المعنية من هذه المادة الحيوية.