طباعة هذه الصفحة

وسط حضور عربي ودولي مكثّف

السيسي ينصّب رئيسا لمصر

فضيلة دفوس - الوكالات -

صرح الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي، أمس، “أن مصر لم تشهد تسليماً ديمقراطياً سلمياً للسلطة على مرّ تاريخها”، مؤكداً أن بلاده ستعاود لعب دور فاعل إقليمياً ودولياً، وستكون دولة قوية ديمقراطية عادلة، مشدداً على أن الخلاف يكون من أجل الوطن وليس على الوطن”.

جاء ذلك خلال خطابه الأول داخل قصر الاتحاديةالرئاسي، بعد مراسم تأدية اليمين القانونية رئيساً للبلاد لولاية تدوم أربع سنوات، بحضور الرئيس المؤقت المنتهية رئاسته عدلي منصور، والضيوف من الملوك والرؤساء والوفود العربية والأجنبية.
وشدد السيسي على أن مصر ستظل مقر الإسلام الوسطي الذي يرفض الإرهاب والعنف مهما كانت الدوافع، مشيراً إلى “أن الشعب المصري يحصد ثمار ثورتين لتحقيق آماله وتطلعاته المشروعة”.
ووجه الرئيس المصري الجديد شكره لسلفه عدلي منصور قائلاً: “كنت رئيساً صبوراً حكيماً خلوقاً كريماً محباً للوطن وأبنائه جميعاً، وأنا متيقن أن عطاءك من أجل الوطن سيستمر”.
كما أثنى السيسي على مبادرة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر أصدقاء مصر، داعياً الدول الشقيقة للتفاعل مع تلك المبادرة الكريمة.
وبعد ادائه اليمين، وقّع الرئيسان المنتخب عبدالفتاح السيسي، والمنتهية رئاسته عدلي منصور، على وثيقة تسليم السلطة، التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ السياسي المصري.
وكان المستشار عدلي منصور قد وجه بدوره الشكر لكل صديق وفيّ أثبت أن مصر كانت على قدر المسؤولية، وحيّا كل دولة ساندت إرادة الشعب المصري متنمياً أن يتعاونوا مع بلاده فى مرحلة بنائها، قائلاً:«مصر لن تنسى من يقف إلى جوارها”.
ووسط آمال بقدرته على تحقيق الاستقرار،أدى عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية بمقر المحكمة الدستورية العليا نظرا لعدم وجود برلمان منتخب، بحضور أعضاء الجمعية العامة بالمحكمة والرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور المنتهية ولايته، وكذلك لفيف من الرموز السياسية والدينية في مصرحيث حضر التنصيب، جميع اعضاء الحكومة المؤقتة برئاسة ابراهيم محلب وعدد من الشخصيات العامة من بينهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني والأمين العام للجامعة العربية السابق عمرو موسى.
وكانت المشاركة الدولية في مراسم حفل تنصيب السيسي كثيفة ومتنوعة حيث حضرت وفود أكثر من 50 دولة عربية وافريقية واجنبية فضلا عن ممثلين لمنظمات اقليمية ودولية.
 وحضر احتفالات التنصيب ممثل رئيس الجمهورية، السيد محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، والملك عبدالله ملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وسفير قطر في القاهرة.

الرئيس الجديد في سطور

- ولد عبد الفتاح السيسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت في ماي الماضي بنحو 97 في المائة من أصوات الناخبين أمام منافسه الوحيد حمدين صباحي،في 19 نوفمبرعام 1954، وخدم في سلاح المشاة بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية عام 1977.
- درس السيسي في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي بالولايات المتحدة عام 2006، وحضر العديد من المؤتمرات العسكرية في أمريكا وبريطانيا، كما عين ملحقا عسكريا لمصر في المملكة العربية السعودية.
- رُقي عبد الفتاح السيسي داخل المؤسسة العسكرية، وشغل مناصب مهمة عدة، منها قيادة سلاح المشاة، وقيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، ثم عين رئيسا للمخابرات الحربية والاستطلاع قبل أن يختاره الرئيس المصري المعزول مرسي لتولي منصب وزير الدفاع.
وجاء تعيين السيسي في اليوم الذي شهد تقاعد كل من المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة والفريق سامي عنان الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان.
- وبعدها ظل الرئيس المصري الجديد بعيدا عن التدخل في الأمور السياسية لأشهرعدة، وبدا واضحا اهتمامه بإعادة الانضباط داخل صفوف القوات المسلحة، والانشغال بتلبية احتياجات الجيش من التدريب والعتاد العسكري.
- وبعد أن اندلعت احتجاجات واسعة في 30 جوان عام 2013 للمطالبة برحيل مرسي بعد عام من حكمه للبلاد، صدر بيان عن القوات المسلحة يحذر من أن الجيش لا يمكن أن يصم آذانه عن مطالب الشعب، وأعلن البيان عن مهلة لمدة 48 ساعة “لتلبية مطالب الشعب”.
- في الثالث من جويلية، وفي بيان ألقاه أمام التلفزيون الرسمي وبحضور عدد من قادة القوى السياسية المعارضة لمرسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الاسكندرية، أعلن السيسي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وإلغاء العمل بالدستور، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور بتولي منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت.
وكانت تلك الخطوة بمثابة نقطة تحول في شعبية السيسي في مصر، حيث بدأت صوره تكسو العديد من الميادين والأماكن العامة في البلاد،لكنه قال إن الخطوة التي اتخذها كانت ضرورية، وليست طمعا في السلطة.
- قرر رئيس الجمهورية عدلي منصور في 27 جانفي الماضي ترقية السيسي إلى رتبة مشير، كما أعلن المجلس الأعلى للقوات عن قراره في اليوم نفسه بأنه “للمشير عبد الفتاح السيسى أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسؤولية الواجب الذى نودي إليه، خصوصا وأن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب فى صناديق الإقتراع،” في إشارة إلى دعم القوات المسلحة لترشحه للرئاسة إذا قرر ذلك.
- يلقى السيسي دعما كبيرا من الشعب المصري الذي يعتبره الشخص الوحيد الذي يمكنه القضاء على الإرهاب وقيادة البلاد نحو الاستقرار وتحقيق الرخاء الاقتصادي.