طالب الممثل والمخرج ياسين بن جملين بضرورة الاهتمام بانشغالات الفنان، وتهيئة الظروف المناسبة له، حتى يتمكّن من الإبداع وخدمة الفن الجزائري، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى الاهتمام به طوال السنة، وليس استذكاره فقط في المناسبات الوطنية.
وقال ياسين بن جملين في حديث لـ«الشعب”، بأن اليوم الوطني للفنان بالنسبة له، مثل باقي الأيام، حيث أنه ليس بحاجة إلى مناسبة للاحتفاء به، بل على العكس ـ يقول ـ على السلطات الوصية إعطاء الأولوية للفنان على مدار السنة، وتحقيق مطالبه وتجسيدها على أرض الواقع.
وأضاف المخرج بن جملين أن العديد من الفنانين الجزائريين يعانون في ظل التهميش الذي يعيشونه، مؤكدا بأن أغلبهم يقدمون النفس والنفيس لأجل النهوض بالفن في الجزائر والارتقاء به، دون أي مقابل نظير جهودهم.
وأشار إلى أن الفنان الجزائري لم يتوان لحظة عن رفع انشغالاته ومطالبه، إلى السلطات الوصية بهدف تحسين وضعيته، وارتأى بن جملين الحديث عن قانون الفنان، مشيرا إلى أنه يتضمن فقط التأمين الصحي للفنان، بالرغم من أن الممثل أو المبدع بصفة عامة ـ يضيف ـ لا يحتاج فقط إلى التأمين، وإنما هو بحاجة إلى رد الاعتبار، وتوفير له حياة اجتماعية في المستوى، تساعده على الإبداع، بعيدا عن التهميش واللامبالاة بهاته الشريحة، التي تعد ـ حسبه ـ جزءا فعالا في هذا المجتمع وجب الاهتمام بها ماديا ومعنويا لتقديم الأفضل للفن، خدمة للثقافة الجزائرية في المقام الأول، قائلا بأن أي وطن يزدهر بثقافته وفنه، لا بأمور أخرى، حيث أعاب بن جملين في سياق حديثه تفضيل الميادين الأخرى كالرياضة على حساب الفن، والذي يأتي في المرتبة الثانية ضمن أولويات المسؤولين.
ولم يفوّت المخرج والممثل ياسين بن جملين فرصة الحديث عن وزيرة الثقافة الجديدة نادية لعبيدي، حيث تمنى بأن تتمكن ابنة القطاع من إعادة الاعتبار للفن الجزائري بمختلف أشكاله، سواء السينما أو المسرح وحتى الفنون التشكيلية، مشيرا إلى أن ما يحسب على الفن والفنان أن وزيرة الثقافة الجديدة فنانة ومخرجة، وبذلك ستكون قريبة من مختلف الفئات من الممثل إلى المخرج والمطرب، وتأخذ بعين الاعتبار مشاكل الفنان.
وشدّد محدثنا على ضرورة توفير الإمكانيات اللازمة للفنانين، قائلا بأنه كما تستفيد قطاعات أخرى من حصص السكن ـ على سبيل المثال ـ لماذا لا يتم تخصيص حصة منه للفنان تُقدم لوزارة الثقافة، وهي تعمل على توزيعها، مضيفا بأن ذلك يعد جزءا بسيطا من أولويات الفنان الجزائري، حتى تكون له مكانته، مقارنة بما يعيشه نظرائه في الدول المجاورة كتونس والمغرب، وهي الدول التي تحترم ـ حسبه ـ الفنان حتى يتمكن من الإبداع.
وعن بطاقة الفنان قال ياسين بن جملين إن هاته الفئة هي بحاجة في بادئ الأمر إلى تمكينها من حقوقها، ثم تأتي بطاقة الفنان في الدرجة الثانية، مشيرا إلى أن عديد الفنانين يبحثون عن هاته البطاقة لتحقيق فقط أغراضهم الخاصة، وقال “الجمهور هو بطاقتي الفنية”.
وأضاف بن جملين بأن بطاقة الفنان تأتي في آخر المطاف، حيث تهتم بها لجنة خاصة، تحدد من هو الفنان من عدمه من خلال أعماله ومشاريعه، داعيا في الأخير إلى ضرورة الاهتمام أولا بقانون الفنان الذي يحدد حقوقه وواجباته.