طباعة هذه الصفحة

طالبوا بدعم المربّين ورفع التّجميد عن استيرادها

تجّار اللّحوم يتوقّعون ارتفاع أسعارها في رمضان

خالدة بن تركي

 مذبح وسوق الجملة بأولاد الشبل للقضاء على المضاربة

تتوقّع اللجنة الوطنية لتجار اللحوم ارتفاعا مرتقبا لأسعار اللحوم بنوعيها  «البيضاء والحمراء» خلال شهر رمضان، وهذا بعد الزيادات التي سجلت مؤخرا وقدّرت بـ 300 دينار في الكيلوغرام، مرجعة السبب إلى الغلاء الكبير للأعلاف، وتجميد عملية استيراد اللحوم الذي أثّر بشكل مباشر على سعر هذه المادة.
قال رئيس اللجنة، خير مروان، في تصريح لـ «الشعب»، «نتوقع ارتفاع أسعار اللحوم في رمضان بسب الندرة وغلاء الأعلاف، إلى جانب عزوف المربين بسبب الخسارة الكبيرة التي يتكبّدونها نتيجة غياب الدعم على الكمية والسعر»، موضّحا أن المربين يشتكون سنويا قلة الكمية مقارنة بعدد الماشية، الأمر الذي جعلهم يدفعون مصاريف إضافية أثرت على هامش ربحهم.
وأشار خير مروان إلى عامل آخر يتحكم في ارتفاع الأسعار، يتعلق بتجميد استيراد اللحوم الذي أثّر بنسبة 30 بالمائة في سعرها مثلما لوحظ مؤخرا بأغلب الأسواق، حيث يمكن أن تسجل - حسبه - غلاء أكثر في حال عدم حل مشاكل المربين، موضحا في ذات السياق، أنّ استقرار أسعار اللحوم مرهون برفع التجميد عن الاستيراد، وفتح مجال المنافسة للتحكم في السعر والقضاء على الاحتكار.
وقال المتحدث بخصوص السعر المتوسط للحوم البيضاء، إنه وصل إلى 420 دينار للكيلوغرام، في حين وصل سعر لحم الغنم في سوق الجملة إلى 1200 دينار للكيلوغرام الواحد، أما سعر التجزئة 1300 دينار للكيلوغرام، فيما وصل سعر لحوم الأبقار إلى 1017 دينار في سوق التجزئة، أما سعر الجملة فقد بلغ 1025 دينار للكيلوغرام، مؤكّدا أنّ الأسعار ستقفز بشكل رهيب في حال عدم توجيه الدعم للمربين وفتح مجال الاستيراد.
وأضاف بذات الخصوص، أنّ قانون العرض والطلب يؤثّر على أسعار وتكاليف النقل، بالإضافة إلى الوسطاء الذين يتحكّمون في سلسلة التوزيع مع هامش ربح لكل متدخّل على حساب المستهلك النهائي، بدءا بالمربي، الموال، تاجر الجملة وصولا إلى تاجر التجزئة، وهذا ما يفسّر - حسبه - الفارق في الأسعار بين منطقة وأخرى، والذي قد يصل إلى 200 دينار أحيانا.
ويرى خير مروان أنه من الضروري دعم المربين، وفتح مجال التنافس من خلال رفع التجميد على استيراد لحوم الأبقار، مع ضرورة إنشاء أسواق للجملة للقضاء على المضاربة في الأسعار، مثمّنا في ذات السياق قرار المصادقة على مذبح بلدية أولاد شبل وسوق الجملة الذي من شأنه المساهمة في الحفاظ على الاستقرار، والقضاء على المضاربة تدريجيا
من جهتهم، أكّد بعض مربي المواشي في حديثهم لـ «الشعب «، أن الحل الوحيد للحفاظ على استقرار الأسعار، هو حل أزمة غلاء الأعلاف التي باتت تثير قلقهم وتهدّد نشاط تربية هذه الثروة الحيواينة، التي أضحت بحاجة إلى التفاتة جدية، خاصة وأن الموالين يقتنون الأعلاف بأثمان خيالية أثّرت بشكل كبير على أسعار اللحوم الحمراء.