ألقت ظاهرة ندرة تساقط الأمطار خلال الموسمين الفارط والحالي بولاية تيبازة بظلالها على واقع المياه الصالحة للشرب
والتي يتمّ جلبها عادة من الآبار والمياه السطحية على مستوى السدود وكذا محطة تحلية مياه البحر بفوكة، بحيث تراجع منسوب المياه بشكل ملحوظ، مما أجبر مصالح الموارد المائية على التحرّك على أكثر من صعيد لمجابهة الموقف الصعب.
لأنّ الماء يعتبر عصبا رئيسيا للحياة، فقد دقّت مصالح الموارد المائية ناقوس الخطر منذ الوهلة الأولى لبروز ملامح الجفاف بالمنطقة، بحيث افتكت برنامجا استعجاليا لحفر 11 بئرا عميقة منذ بداية السنة الجارية وتوشك هذه المشاريع مجتمعة على نهايتها هذه الأيام لتكون جاهزة بصفة كلية عشية حلول موسم الاصطياف.
وتضاف بالتالي، إلى مشاريع 6 آبار أخرى كانت قد شرعت في إنجازها مؤسسة سيال منذ نهاية العام المنصرم، وبإمكان هذه المشاريع مجتمعة إنتاح ما يقارب 20 ألف م3 يوميا في آجال قريبة.
غير أنّ السعي الحثيث لمصالح الموارد المائية لاحتواء الأزمة لم يتوقف عند هذا الحد بل تواصل إلى أبعد من ذلك بكثير بحيث تمّ الإلحاح على الجهات الوصية لاستكمال المسعى بمشاريع مماثلة تكون مكملة للمشاريع الأخرى، خاصة بعد تواصل شحّ السماء لفترات طويلة نسبيا على غير العادة.
أسفرت هذه الخطوة مؤخرا عن الحصول على تغطية مالية لمشاريع 20 بئرا إضافية تمّ توزيعها بشكل منتظم عبر أقاليم الولاية حسب الحاجة المعبر عنا، وبوسع هذه الخطوة توفير ما يقارب 30 ألف م3 يوميا، ليصل بذلك مجموع المياه المرتقب انتاجها من الآبار الجديدة إلى حدود 50 ألف م3 يوميا، وهي الكمية ذاتها التي تمّ فقدانها في الواقع عقب تراجع منسوب سد بوكردان.——