طباعة هذه الصفحة

الكهرباء، المـاء الشـروب والطـريق

إنــشغالات سكان «العناصـر» بـتيارت

تيارت:عمارة عمر

يشتكي سكان دوار العناصر ببلدية سي عبد الغاني بتيارت من إنعدام المرافق الضرورية، حيث لا يزال المواطنون يستعملون الأدوات البدائية للحصول على الإنارة كقارورة غاز البوتان بأنبوب مكشوف أو إشعال النار بالحطب، ما يشكل خطرا على صحة الجميع لا سيما الأطفال زيادة على مخاطر تسرّب الغاز المحترق المشكّل لثاني أكسيد الكربون، بينما تستعمل فئة أخرى الشموع.

«الشعب»، لدى زيارتها للدوار الذي يبعد بأكثر من 20 كلم عن مقر البلدية، وقفت عند انشغالات السكان المقدّر عددهم بأكثر من 800 مواطن، حيث عبروا على أهم ما يؤرق حياتهم كغياب الكهرباء التي جعلت الكثيرين يستعملون المحركات التي تشغل بمادة المازوت والبنزين، فإذا كان فائدتها في الإنارة أحسن، فإن تكاليفها باهضة كما ـ يقول الحاج جلول من سكان العناصر ـ والذي أكد أن التكاليف المسخّرة للإضاءة أنهكت كاهلهم.
وأجمع المشتكون على أن أبناءهم هجروا سكناتهم الى المدن عند أقربائهم ليتسنى لهم استعمال الكهرباء، لا سيما الطلاب الذين يحتاجونها في بحوثهم وتشحين هواتفهم واستعمال حواسيبهم.
 وعلى ضوء المشاكل المترتبة عن غياب هذه المادة الحيوية يطالب مواطنو دوار العناصر بسي عبد الغاني السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية التدخل من أجل توفير الكهرباء، وذلك في إطار برامج الموجهة لمناطق الظل والتي تخصّ الكهرباء الريفية.
 وطرح سكان العناصر مشكل انعدام الماء الشروب، فلا يزال المواطنون يستعينون بالدواب لجلب الماء على مسافة 5 كلم يوميا، زيادة على المياه التي تستعمل لشرب بهائمهم لكونهم فلاحين وموالين وهي المهنة الوحيدة لهم  ومصدر رزقهم، حيث يستأجرون صهاريج حديدية من لدن الخواص بسعر 1200دج للصهريج الواحد والذي ينفذ بعد مضي يومين، وتزداد الحدة عند حلول فصل الصيف الذي يتطلّب استعمال الماء بكثرة زيادة على شرب المواشي.
 وعلى ضوء هذه المعاناة، طالب سكان دوار العناصر من السلطات المحلية حفر بئر ارتوازية وسط سكان المنطقة ليتمكّن جميعهم من الاستفادة من الماء، حيث لا تطرح مشكلة المياه الجوفية لكونها منطقة بها خارطة مائية جوفية معتبرة، حسب الدراسات التي أجريت من طرف الجهات المختصة.
 وتطرّق سكان المنطقة إلى مشكل إهتراء الطريق الوحيد الذي يصل دوار العناصر بالبلدية الأم سي عبد الغاني،  هذا الأخير عرف جزء منه خلال السنوات الماضية عملية تزفيت غير أن الأجزاء الأخرى تبقى تشهد حالة كارثية، ما يشكّل عائقا لتلاميذ المدرسة المقدر عددهم بأكثر من ثمانين تلميذا، حيث يتنقلون يوميا على متن حافلة وحيدة للنقل المدرسي، والتي تصلهم على مسافة 10 كلم فقط على أن يكمّلوا بقية المسافة مشيا على الأقدام كون الحافلة لا تسير على الطريق غير معبد خوفا من تعطلها، وعليه طالب سكان المنطقة من المجلس البلدي إتمام إصلاح الطريق إلى غاية دوار العناصر.
 وتحدث سكان المنطقة عن وضعية تدريس أبناء المنطقة الذين يتكبّدون معاناة التنقل على مسافة بعدية رغم  وجود مدرسة قريبة من منازلهم كانت قد شيدت في ثمانينات القرن الماضي، غير أنها لا تزال مغلقة، بسبب العشرية السوداء، وطالبوا بإعادة فتحها.
 أما نقل المواطنين فحدث ولا حرج ـ كما عبر عن ذلك  المواطن مقدم الزاوية ـ، ففي حال إصابة مواطن بوعكة صحية فإن الجرار إذا وجد هو سيارة الإسعاف الوحيدة لنقله، وقد حدث أن ولدت سيدة حامل وسط الطريق المذكور حسب سكان المنطقة بسبب اهتراء الطريق،وعدم وجود وسيلة نقل لإيصالها إلى مشفى.
 وفي ظلّ جملة هذه المشاكل توّجهنا بانشغالات السكان إلى رئيس بلدية سي عبد الغاني السيد فرحات الطيب، وطرحنا علية الانشغالات المذكورة، فكانت إجاباته مطمئنة للسكان، حيث قال إن الماء الشروب في طريق الحل، فما عليهم سوى الصبر، والاقتراح يتمثل في برمجة بئر ارتوازية.
وعن مشكل  الكهرباء قال رئيس البلدية، إن منطقة العناصر هي منطقة ظل بامتياز وتمّ اقتراح برنامج للكهرباء رفقة رئيس دائرة السوقر، كما تمّ اقتراح تخصيص مبلغ مالي لترميم المدرسة الابتدائية الشيخ المقراني والتي هي مغلقة منذ ثلاث عشريات، ويبقى مشروع الطريق مسجّل في انتظار الإجراءات الإدارية.