طباعة هذه الصفحة

مخبر الموارد الحيوية الصحراوية بجامعة ورڤلة

استغلال النتائج البحثية لتطوير اقتصاديات المنطقة

إيمان كافي

 إصدار 40 نشرية علمية خلال 4 سنوات

يُقدم مخبر الموارد الحيوية الصحراوية التابع لكلية العلوم الطبيعة والحياة بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، العديد من الخدمات العلمية والبحثية التي تشكّل الاستثناء وتحمل ميزة خاصة، نظرا لمجال البحث الذي يهتم من خلاله المخبر بكل ما يخصّ الموارد الحيوية في البيئة الصحراوية الجزائرية وسبل تثمينها وتنميتها.

وخلال زيارة «الشعب ويكاند» لهذا المخبر، الذي تحصّل لأول مرة على براءة اختراع عن دراسة أجريت في إطار بحث حول استخلاص مادة الجيلاتين من جلد الإبل وأبانت عن نتائج جد مشجّعة على المستوى الميداني، سبق وأن تطرّقنا له في أعداد سابقة.
قدّمت مديرة مخبر الموارد الحيوية الصحراوية التابع لكلية العلوم الطبيعة والحياة بجامعة قاصدي مرباح بورقلة سعاد بابا حني، لمحة عن أهداف هذا المخبر العلمي وتركيبته البشرية والفرق المكونة له وأهم انجازاته خلال السنوات الأخيرة وخاصة خلال سنة 2020.

انجازات علمية خلال 2020، لم تتوقّف رغم الجائحة

وذكرت المتحدثة، أن أهداف المخبر تنطلق من تسميته، حيث يتكفّل بالمجال البحثي الخاص بكل الموارد الصحراوية ولهذا هناك خمس فرق، كلها تندمج في إطار إستراتيجية تجسيد هذه الأهداف، من بين هذه الفرق، الفرقة الأولى والخاصة بالتنوّع الحيواني والنباتي في الوسط الصحراوي وهدفها دراسة كل ما يتعلّق بالنباتات والحيوانات في الطبيعة الصحراوية، من ناحية التنوّع والتأقلم والاستغلال ومن ناحية المشاكل الصحية.

تهتم بالبحوث المتعلّقة بمشاكل التربة الزراعة، باعتبار البيئة وطبيعة التربة، ذات أهمية خاصة، كما أن من أهداف هذه الفرقة، دراسة كل ما يتعلّق بالخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للتربة الصحراوية بتنوعها

والفرقة الثانية، المختصة ببحوث الوسط الفيزيائي وتهتم بالبحوث المتعلقة بمشاكل التربة الزراعة، باعتبار البيئة وطبيعة التربة، ذات أهمية خاصة كما أن من أهداف هذه الفرقة، دراسة كل ما يتعلّق بالخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للتربة الصحراوية بتنوعها في كل مناطقها وكذلك إمكانية استغلالها واستصلاحها.
والحديث هنا عن الاستصلاح، يقصد به إيجاد حلول لبعض المشاكل التي تعرف بها التربة الصحراوية على غرار ميزاتها المتمثلة في ارتفاع منسوب الملوحة، الكثرة في الجير والكلس، هناك أيضا التسميد بالنسبة للنباتات وغرس النباتات مع التربة، خاصة كيفية تحسين وتسميد النباتات سواء التسميد العضوي أو الكيميائي.
أما بالنسبة للفرقة الثالثة، فتهتم بدراسة منتجات الواحة النباتية وكل ما هو إنتاج نباتي بالواحة الصحراوية من النخلة وتمورها، ثم كل النباتات التحتية أو حتى النباتات التي قد تكون عبارة عن أشجار مثمرة أو خضروات أو حبوب تحت النخيل وإلى ما ذلك، هدفها إيجاد التأقلم بين النخلة ودراسة خصائصها في التكيّف في هذا الوسط الشديد الحرارة، من أجل مناخ جيد لأقلمة هذه المنتجات.
وتهتم الفرقة الرابعة وهي الإنتاج الحيواني بكل ما يرتبط باستغلال الحيوانات المنتجة من الجمال، وكل الحيوانات الموجودة في البيئة الصحراوية وتعتبر الدراسات التي لها أولوية هي الدراسات المتعلقة بالجمل، بما أنه المورد الحيواني الرئيسي والأساسي في الصحراء.
بينما الفرقة الخامسة وهي فرقة مختصة في متابعة دارسات التنمية المستدامة، تهتم بكل ما هو اقتصاد استدامة، كيفية تسويق المنتجات، كيفية إعداد دراسات ما قبل الإنتاج لكي يكون الإنتاج ذو جدوى بالإضافة إلى استشراف الآفاق المستقبلية في الاستثمار.
العديد من الإنجازات العلمية قدمها المخبر، الذي يضمّ أكثر من 80 عنصرا في المخبر، كما أن هذه التركيبة البشرية تضمّ أساتذة تعليم عالي بحوالي 11 أستاذا وأساتذة محاضرين درجة «أ» حوالي 8، وأساتذة محاضرين بـ21، أما بالنسبة للأساتذة الذين لم يتحصلوا على درجة الدكتوراه حوالي 9 و40 طالبا في الدكتوراه ويشكل طلبة الدكتوراه حوالي 50 في المائة من التركيبة البشرية للمخبر.
كما يعمل المخبر بالتعاون مع عدد من الجامعات المحيطة بورقلة منها جامعات غرداية والوادي وأدرار. كما أن التعاون قائم بشكل دائم ومستمر بالنسبة للأساتذة بورقلة والأساتذة من جامعات أخرى في الوطن أو في جامعات دولية.

في سنة 2020 رغم أن نشاط المخبر تأثر بالوباء، لكن الانجازات العلمية لم تتوقّف مع ذلك، حيث تمّ إصدار 20 نشرية وتقديم حوالي 30 مداخلة وأكثر من 30 مشروع ماستر، 9 مشاريع دكتوراه نوقشت، تظاهرتين علميتين و4 مشاريع في إطار مشاريع البحث الجامعي ومشروع دولي في إطار مشروع «بريما»

وبالنسبة للنشريات العلمية أصدر المخبر في 4 سنوات الأخيرة، أكثر من 40 نشرية ويقدر عدد المداخلات بحوالي 60 مداخلة، مشاريع الماستر حوالي 50 مشروعا بالنسبة للدكاترة، في 2016 تمّ تسجيل 6 مشاريع دكتوراه نوقشت و8 تظاهرات علمية تمّ انجازها ومشروعين وطنيين ومشروعين دوليين.
في سنة 2020، رغم أن نشاط المخبر تأثر بالوباء، لكن الانجازات العلمية لم تتوقف مع ذلك، حيث تم إصدار 20 نشرية وتقديم حوالي 30 مداخلة وأكثر من 30 مشروعا ماستر، 9 مشاريع دكتوراه نوقشت، تظاهرتين علميتين و4 مشاريع في إطار مشاريع البحث الجامعي ومشروع دولي في إطار مشروع «بريما».
وتصدر مجلة الموارد الصحراوية الحيوية، وهي مجلة تابعة للمخبر كل (6) ستة أشهر، أي بمعدل عددين في السنة، تشمل كل المواضيع الخاصة بالموارد الصحراوية وفيها مداخلات من أعضاء المخبر من مخابر أخرى ومن جامعات أخرى في الوطن وخارج الوطن.
وتعدّ مساحة هامة للأستاذ الباحث والباحث الطالب في الدكتوراه، يمكّنه من خلالها نشر أعماله كما تساهم في تحسين الجودة العلمية للنشاط في جامعة ورقلة وتلقى هذه المجلة صدى في الوسط العلمي، حيث تتلقى اللجنة العلمية العديد من المقالات والتدخلات من أساتذة وباحثين داخل وخارج الوطن.
أما مشاريع البحث التي يعمل عليها المخبر، فمنها مشاريع وطنية تدخل في إطار الدكتوراه منها حوالي 5 مشاريع مستمرة خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2019، وهي مازالت مستمرة تدوم لحوالي 4 سنوات وتهتم بدراسة بعض المواضيع على غرار الأمراض الحشرية، نبات الكينوا والنباتات المدخلة على البيئة الصحراوية، في إطار محاولات لأقلمتها مع هذا الوسط وأيضا دراسة البيئة الصحراوية واستدامتها والأنظمة الإنتاجية والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى مشروع دولي «بريما»، الذي يعدّ ثمرة تعاون بين بعض دول المغرب العربي ودول أوروبية مع جامعة ورقلة للفرقة رقم خمسة.
كما أضافت مديرة المخبر أنه عندما نتحدّث عن الموارد لا ينتهي الأمر بمجرد تحديدها أو دراستها فقط ولكن حتى تكون استدامتها، لابد من استغلال هذه النتائج البحثية وتُـحول إلى منتوج اقتصادي وهذه غاية مخابر البحث، إيجاد بعض الحلول للانشغالات المطروحة محليا واستحداث الأفكار التي من شأنها مساعدة المستثمرين على تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع عملية، من شأنها إعطاء إمكانيات الاستغلال الأفضل والأنجع لهذه الموارد.
ومن خلال التعاون الدولي - كما أوضحت - يمكننا الانفتاح على الخارج واكتساب الخبرة من تجاربهم وأيضا التسويق لمواردنا والتحسين من مردودية ونوعية الإنتاج وبالتالي المساهمة في تطوير اقتصاديات المنطقة، بما يحافظ على استقرار السكان وتحسين وتنمية إطارهم المعيشي وهذا هدف كل بلد، استغلال موارده بطريقة مدروسة لا تنافي الأنظمة البيئية.
ومن منطلق ضرورة أخذ مخابر البحث، بعين الاعتبار، خصوصية المنطقة التي تتواجد فيها وبحكم تواجدنا في منطقة صحراوية، لهذا فإننا نأخذ بالاعتبار محيطنا ونسعى إلى تطويره والبحث فيه وفي إمكانية استغلاله وجلب التعاون الدولي.

ترتبط استمرارية أي مخبر بوجود طلبة دكتوراه ومشاريع بحث وأساتذة باحثين هذه التركيبة البشرية بمشاريعها العلمية، تتطلّب توفر أجهزة ومواد أولية تجهيز هذه المخابر بالعتاد اللازم

وترتبط استمرارية أي مخبر بوجود طلبة دكتوراه ومشاريع بحث وأساتذة باحثين هذه التركيبة البشرية بمشاريعها العلمية، تتطلّب توفر أجهزة ومواد أولية تجهيز هذه المخابر بالعتاد اللازم، بالإضافة إلى تشجيع العنصر البشري للبقاء والعمل وهذا يتطلّب توفر الجو المناسب والتنافسي والتحفيزي، كما أن الطالب أيضا من المهم أن يكون على وعي وقناعة بمدى أهمية مساهمته في إيجاد حلول لبعض المشاكل المطروحة في إطار تنمية البيئة المحيطة.
وتقول مديرة المخبر، أن الجو الذي يطبع العمل هو ما يساهم في مساعدة الباحث على تقديم اجتهادات في البحث العلمي، فرغم أن الإمكانيات ليست بالكبيرة مقارنة بالمخابر الأخرى ولكن التعاون الإنساني والعلاقات الإنسانية التي تجمع أعضاء المخبر جعلتنا نتحدى الكثير من الصعوبات.
وبالنسبة لمخبر تثمين الموارد الحيوية فهو يعاني من قلة الأجهزة بالمقارنة مع مخابر أخرى، حيث وعلى الرغم من المساهمة التي يقدّمها المخبر في مجال البحث العلمي ولكل الباحثين في تخصصات متعددة هناك احتياجات خاصة بالعتاد واقتناء الأجهزة الخاصة بالمخبر كما قالت مديرة المخبر بابا حني.
وخلال زيارة «الشعب» للمخبر وقفنا على بعض الطلبة والباحثين، الذين وجدوا في هذا الصرح العلمي فضاء سانحا للبحث، من بينهم طلبة من تخصّصات أخرى وفي التخصّص كما كان لنا لقاء بالدكتور حسن محمة في تخصص إنتاج حيواني، وهو باحث قدم رسالة الدكتوراه حول السلوك الرعوي للإبل في بيئته الطبيعية، قام من خلالها كما ذكر لـ»الشعب»، بمتابعة سلوكات الإبل اليومية في مختلف المراعي وبين الفترة الصباحية والمسائية وفي مختلف الفصول، أين لاحظ أن للإبل سلوك خاص مقارنة بحيوانات أخرى، فيما يتعلّق بسلوكه الغذائي، حيث هناك نباتات يأكلها صباحا وأخرى في المساء وحسب الفصول، يختار جزءا من نباتات معينة ويحافظ من خلال هذه الطريقة على الغطاء النباتي وهو سلوك يوضّح مساهمته في التوازن البيئي ويندرج موضوع بحثه كما أشار ضمن مشروع «بريما» الذي يرأسه البروفيسور سنوسي حكيم وحاليا يعمل محدثنا الدكتور محمة على العمل لاستغلال النتائج المتحصّل عليها وتقديمها في مقال علمي هو بصدد نشره في مجلة عالمية محكمة.
تجدر الإشارة، إلى أن مشروع «بريما»، يتطرّق لموضوع هام يتعلق بتربية الجمال في المناطق الصحراوية ويجري بين 4 متعاونين وهو مشروع مستمر، أيضا كما أنه تكملة لمشروع دولي سابق لنفس المجموعة ـ حسبما ذكر البروفيسور عبد القادر عضامو ـ، حيث يعد مشروع بريما تكملة لمشروع سابق ينشط في إطاره عدد من طلبة الدكتوراه وباحثين على مستوى المخبر وعلى مستوى جامعات خارج الوطن، يهتم بالبحث في ميدان الإبل، من خلال عدة محاور وهي التغذية، أنواع المراعي، أنواع النباتات الموسمية والدائمة، دراسة نظم التربية الموجودة في المناطق الصحراوية ودينامكيتها، تثمين المنتوجات الأولية والثانوية للإبل القدرات الإنتاجية والدراسات الفيزيوكيمائية للحليب واللحم والجلد وكنظرة مستقبلية يسعى الفريق للتطرّق لمحاور أخرى كدراسة وبر الإبل وتكنولوجيا استخراج مواد أخرى من لحم الإبل.