تعرف عدة أحياء ببلدية باب الزوار بعاصمة الجزائر، إنتشارا رهيبا للقاذورات والنفايات المنزلية التي تحولت مع مرور الوقت لمفرغة عمومية تشمئز لها النفوس مشوهة بذلك المنظر الجمالي لهذه الأحياء التي لطالما عانى سكناها من غياب النظافة والتطهير.
عبّر سكان إسماعيل يفصح في حديثهم مع «الشعب» عن إمتعاضهم من تراكم النفايات التي باتت تشوه منظر الحي وتنبعث منها روائح كريهة وتحوم حولها الحيوانات الضالة كالكلاب والجرذان والبعوض، دون أن تحرك مصالح النظافة والتطهير ساكنا.
نفس الشيء وقفنا عليه بالطريق الفاصل بين حي 08 ماي 1945 وشارع عيسى الذي وجدناه يعج بأكياس النفايات المتناثرة أمام العمارات، وفي هذا الشأن أكد احد قاطنيه أن السكان بالمنطقة لا يعرفون معنى النظافة ويلقون القمامة بعد ذهاب شاحنات تفريغ، صناديق النفايات مما جعلها تتراكم، والشيء المخزي أنهم يتركون أكياس القمامة داخل العمارات ما يجعلها مصدر لانبعاث الحشرات الضارة والتي إنتشرت بكميات كبيرة في السنوات الأخيرة بالمنطقة.
واشتكى السكان من عودة التجارة الفوضوية بالحي، حيث عاود التجار غير الشرعيون وبقوة احتلال الأرصفة والشوارع، بعد أن تم إبعادهم في وقت سابق عن مزاولة هذا النشاط الفوضوي.
قاطنو هذا المجمع السكني قالوا أن عشرات التجار غير شرعيين إستغلوا غياب المراقبة لعرض مختلف السلع بطرقات الحي لتتحول أزقته وأرصفته إلى سوق فوضوي مؤكدين أن الفوضى أصبحت السمة التي تميز الحي فضلا عن الفضلات التي يخلفها التجار ورائهم بعد فراغهم كل مساء من ممارسة نشاطهم.
سكان 05 جويلية بدورهم إشتكوا من الإنتشار الفضيع للنفايات، داعين تدخل لعاجل للسلطات المحلية بالبلدية للحد من هذه الظاهرة وإيجاد حل نهائي لهذا الإنشغال لتفادي تفاقم الوضع وطالب السكان التحرك العاجل للجهات المعنية ومصالح النظافة وأعوان مؤسسة «نات كوم»، لإزالة أكوام النفايات المكدسة قرب عماراتهم محملين مصلحة التطهير والنظافة ببلديتهم والعاملين بها، مسؤولية تكرار هذه المشاهد، بسبب ما وصفوه بـالتقاعس في أداء مهامهم رغم إلزامهم بالتدخل بشكل يومي لرفع هذه النفايات المنزلية التي شوهت كثيرا المنظر الجمالي للحي، وزادت من تدهور وضعية هذا الأخير.
سكان هذه الأحياء قالوا أنهم قاموا برفع شكاوي عديدة لمصالح البلدية من أجل تسطير مخطط عادل للتنظيف الدوري واليومي للأحياء غير أن شكاويهم لم تلق آذانا صاغية من طرف القائمين على حفظ النظافة، في ظل غياب الوعي والحس البيئي لدى المواطنين، الذين يضطرون إلى رمي قماماتهم عبر الأرصفة والطرقات دون أدنى إعتبار للصحة العمومية، التي قد تتضرر من الأمر.