يتواجد الناخب الوطني جمال بلماضي في وضعية لا يحسد عليها، بعد تأكّد غياب عدد كبير من اللاعبين عن تربص الخضر الذي ينطلق يوم 22 مارس المقبل بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، بسبب إصابة عدد من اللاعبين الأساسيين وغياب آخرين جرّاء رفض تسريحهم من قبل فرقهم، وذلك للبروتوكول الصحي الصارم الذي سيفرض عليهم بعد عودتهم إلى أنديتهم المحترمة، وهو ما يجعل تشكيل فريق تنافسي لخوض مواجهتي زامبيا وزيمبابوي في إطار الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022 أمرا صعبا للغاية.
وضعت تعليمة الاتحاد الدولي لكرة القدم لشهر أوت من السنة الماضية المنتخبات الإفريقية في حرج كبير خلال تاريخ الفيفا لشهر مارس، بعدما سمحت للأندية الأوروبية منع انتقال لاعبيها إلى منتخبات بلدانهم، في حال تأزّم الحالة الصحية وفرض قوانين صارمة على المغادرين لتراب ذلك البلد. قرار فلت منه لاعبو الخضر خلال تربصي أكتوبر ونوفمبر المنصرمين، لكنه لاحقهم خلال الشهر الحالي بسبب فرض حجر صحي مدته 10 أيام كاملة في الكثير من البلدان الأوروبية على كل مقيم يعود من سفر خارج تراب ذلك البلد، وهو الأمر الذي رفضته الأندية الأوروبية حماية لمصالحها.
هذا، وسيغيب عن تربّص الخضر رسميا لاعبا نادي نيس الفرنسي يوسف عطال وهشام بوداوي بسبب الإصابة، بالإضافة إلى كل من متوسط ميدان نادي ميلان إسماعيل بن ناصر، وهدّاف الخضر في آخر مواجهة بزيمبابوي أندي ديلور لنفس السبب.
كما تأكّد غياب الثنائي الناشط في البريمرليغ القائد رياض محرز والعائد بقوة مع فريقه الجديد ويست هام يونايتيد سعيد بن رحمة، بسبب الحجر الصحي الذي يدوم عشر أيام كاملة عند العودة إلى بريطانيا من تربص الخضر، وهو نفس ما ذهب إليه نادي ميتز الذي منع أفضل لاعب في الفريق العنابي فريد بولاية بالالتحاق بالخضر، رفقة زميلع الحارس أوكجدة الذي كان مرشحا للعب مواجهتي الشهر الجاري أساسيا، في ظل ابتعاد مبولحي الطويل عن المنافسة الرسمية.
يبدو أنّ رامي بن سبعيني العائد من الإصابة كشف في تصريحات صحفية، أنّ رئيس مانشنغلادباخ أعلمه بأنه لن يتم تسريحه للمنتخب، بسبب الحجر الصحي المفروض على كل من يخرج التراب الألماني عند العودة من السفر، موضّحا له أن الفريق بحاجة ماسة إلى خدماته في الفترة الحساسة التي يمر بها وكذا لتحقيق أهداف الموسم، لكن ابن مدينة الجسور المعلقة أكد بأنه سيحاول اقناع رئيسه بالالتحاق بالخضر.
الفرق الفرنسية على خطى ماتز
كشفت صحيفة «ليكيب» الفرنسية، أنّ الكثير من الفرق الفرنسية تفكر في السير على خطى نادي ميتز الذي منع لاعبيه الأفارقة الـ 15 من الانتقال إلى منتخباتهم، وهو ما قد يحرم الطاقم الفني للمنتخب من خدمات ثنائي نادي ليون الفرنسي جمال الدين بن العمري وإسلام سليماني، ومتوسطا الميدان بلقبلة وزركان والجناح الأيمن لنادي نيم زين الدين فرحات.
في ذات السياق، يبقى استدعاء المحارب سفيان فيغولي أمرا مستبعدا، خصوصا أنه لم يسترجع إمكانياته بعد، هو الذي تعرض لإصابة على مستوى الفخذ أبعدته عن المنافسة الرسمية لأزيد من شهر عن الميادين، ورغم تعافيه كليا إلا أن مدرب غلاتاساري فتيح تيريم منحه 29 دقيقة لعب خلال مواجهتين.
عودة فارس، وناس وغزال إلى مستواهم
في الجهة المقابلة، استعاد الثنائي الناشط في الكالتشيو محمد فارس وآدم وناس مستويهما، حيث أعاد مدرب نادي لازيو الظهير الأيسر الجزائري إلى تشكيلته الأساسية في المواجهتين الأخيرتين ضد يوفنتوس وكروتون، كما أنّ الثاني أضحى لاعبا أساسيا منذ انتقاله إلى كروتون وخاض 6 مواجهات أساسيا من أصل 7 لقاءات منذ التحاقه بفريقه الجديد، وهو ما من شأنه أن يتيح الفرصة لبلماضي قصد تعويض غياب محرز وبن سبعيني.
كما أن تألّق الجناح الأيمن رشيد غزال مع فريق بيشيكتاش التركي هذا الموسم، بتقديمه 12 تمريرة حاسمة وتسجيله لهدف وحيد، ساهم بها في تصدّر فريقه الدوري التركي، وستكون مفتاح عودته للمنتخب الوطني، وهي معطيات إيجابية لمهندس التتويج القاري الذي سيعتمد عليهم في هذا التربص من دون أدنى شك.
منح الفرصة للمحترفين بتونس والمحليّين
هذا، وأنقذ لاعبو دوري نجوم قطر ومهدي عبيد الناشط في البطولة الإماراتية، وكذا حرّاس الخضر الناشطين في البطولة السعودية الطاقم الفني، الذي سيستعين من دون أدنى شك باللاعبين الناشطين في البطولة التونسية في مقدمتهم لاعبي الترجي (بدران، شتي وبن غيث) لتعويض الغيابات العديدة، خصوصا أنهم يتصدّرون الدوري التونسي والمجموعة الرابعة لدور المجموعات برابطة الأبطال الإفريقية.
وسيكون تربّص شهر مارس فرصة لا تعوّض للاعبين المحليين لفرض وجودهم في المنتخب، الذين دوّن مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة أسماءهم لتدعيم المنتخب المحلي، على غرار مدافع العميد معاذ حداد، ومتوسط ميدان اتحاد العاصمة أوسامة شيتة وأفضل ممرّر في البطولة لاعب مولودية وهران ملال بن عمار وزميله المحوري مصمودي، وهدّاف البطولة مهاجم شبيبة الساورة بلال مسعودي وجوهرة وفاق سطيف الصّاعدة عمورة.
يذكر، أنّ قرار الفرق بمنع تنقل لاعبيهم إلى المنتخبات الافريقية، أحدث ضجّة كبيرة في القارة السمراء ودفع العديد من المنتخبات إلى مطالبة الاتحاد الدولي للعبة بالتدخل لحل المشكل، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك حين طالب الكونفدرالية الإفريقية بتأجيل مباريات شهر مارس إلى تاريخ لاحق بسبب تواجد كل منتخبات القارة السمراء في نفس الوضعية.