مؤسّسة «الشعب» حاضرة بثلاثة إصدارات جديدة
استعاد أصحاب دور النشر أنفاسهم، أول أمس، في صالون الجزائر للكتاب، المنظّم من طرف المنظمة الوطنية للناشرين بقصر المعارض يدوم إلى غاية 20 مارس الجاري، وتراهن الوزارة الوصية والمنظمون على إنجاح الطبعة الأولى بالحرص على تطبيق البروتوكول الصحي، حتى «لا يتّهموا برفع عدد الإصابات بفيروس كورونا»، مثلما ذكرت وزيرة الثقافة، ويستفيد الزوار من تخفيضات هامة قد تصل 50 بالمائة احتفالا بـ «عودة الكتاب» بعد تعليق المعارض والتظاهرات الثقافية أكثر من سنة، وحرمت القرّاء من خير جليس.
عادت الحركة إلى أروقة الجناح المركزي بقصر المعارض، الصنوبر البحري، نهاية الأسبوع، وتزيّنت رفوفه بكتب وإصدارات أكثر من 216 دار نشر، حضرت بقوة في معرض الجزائر للكتاب، في تجربة أولى تقوم بها المنظمة الوطنية للناشرين، بعد تعليق التظاهرة الدولية بسبب الجائحة العالمية التي ضربت عدة دول، وعلقت معارض وتظاهرات ثقافية وطنية ودولية. ورغم استمرار الوضعية الصحية المتأزمة وبقاء العمل بالتدابير الوقائية الموصى بها، إلا أن هذا لم يمنع المنظمة الوطنية للناشرين من تنظيم صالون الكتاب، ولكن تحت توصيات مشددة باحترام البروتوكول الصحي حتى لا «يتهم المنظمين برفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد أو المتحور».
وشدّدت وزير الثقافة مليكة بن دودة، وهي تفتح صالون الكتاب، على ضرورة تقيد القائمين على المعرض بتوصيات اللجنة العلمية المتعلقة بإجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا، وحتى «يسمح مستقبلا بتنظيم مثل هذه التظاهرة في ولايات أخرى ومرافقة من الوزارة»، لإرواء ظمأ العائلات المتعطشة للعلم والمعرفة، وإيصال «خير جليس» للأطفال والناشئة.
وعلّقت على الصالون، أنه «عودة الكتاب لجمهوره» بعد أكثر من سنة من الغلق، معلنة عن تنظيم معارض أخرى خارج العاصمة، سترافقها وزارة الثقافة، وهي مسألة وصفتها بـ «المهمة» وستركز عليها مصالحها، «لأن الناس حرمت من الكتاب».
واعترفت في هذا السياق بـ «الإنهزام» أمام الكتاب منذ سنوات، لأنه لم «نعرف كيف نوصل الكتاب للناشئة والأطفال وكيف نعوّدهم عليه»، مشيرة إلى وجود «تفكير عميق وجاد» في هذه المسائل لجعل «خير جليس» في متناول الجميع، ونخلق الحاجة إليه خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعول عليهم ليكونوا القراء الحقيقيين.
وذكرت في سياق ذي صلة، بتنظيم مصالحها نوادي القراءة على المستوى الوطني، منذ شهر، وهو ما سمح بالكشف عن وجود شباب شغوف بالقراءة والكتب، قائلة «لعله يكون القاطرة التي تعيد إحياء الرغبة في القراءة بالجزائر وتوسيع شريحة المقروئية».
وأوصت وزيرة الثقافة منظمي الصالون، باعتماد تخفيضات على أسعار الكتب حتى يستفيد منها الجميع، وهو ما أكّده رئيس منظمة ناشري الكتب، مصطفى قلاب ذبيح، حيث قال إنّه وجه تعليمات لكل العارضين، ليدرجوا تخفيضات قدر المستطاع، لجميع الزوار دون استثناء، بعضها يصل إلى 50 بالمائة، معتبرا أن ذلك «أقل شيء يقدمه الناشرون خدمة للقارئ وخدمة لعودة الحياة للكتاب والثقافة عامة».
بالموازاة مع ذلك، أعلنت بن دودة عن تنظيم نهائي «تحدي ثقافة آپ»، اليوم، بأوبرا الجزائر، قالت سيعرف عدة مفاجآت ومشاريع بادرت بها مجموعة من الشباب، مهتمة بالكتاب وبقية الفنون، قد تحول نمط تسيير المؤسسات الثقافية وتوزيع النشاط الثقافي في الجزائر.
«الشعب» تعرض تجربتها الجديدة
تشارك مؤسّسة «الشعب» في التّظاهرة، عبر جناح خاص، تعرض فيه آخر منشوراتها اليومية (جريدة الشعب) والدورية من خلال مجلات متخصّصة في مجال التنمية المحلية، الإقتصاد والثقافة.
سيكون الصالون فرصة للمؤسسة، لتعريف الزوار بالتجربة الجديدة التي تخوضها في مجال النشر، حيث وسّعت نشاطها ليشمل إصدار المجلات الشهرية المتخصّصة، بعد تجربة سابقة خاضتها في ترجمة الكتب.
وتقوم منذ أشهر قليلة بإصدار ثلاث مجلات متخصّصة، «الشعب الإقتصادي» تهتم بالشؤون الاقتصادية والمالية، و تستعرض آخر التطورات والأحداث الوطنية والدولية، بالاستناد إلى تحاليل وآراء وزراء، خبراء ومختصين، ومجلة ثانية موسومة بــ «التنمية المحلية»، تهتم بالشؤون المحلية للمواطن، وتنقل انشغالاته وهمومه، وتسلّط الضوء على التجارب والمشاريع الناجحة التي تدعم التنمية المحلية، ومجلة ثالثة «فواصل» ثقافية، تعرض فيها أهم القضايا المتعلقة بالهوية والثقافة الجزائرية، وتفتح الأبواب واسعة أمام المثقفين والأدباء لنشر إبداعاتهم.