ثمّن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، أمس، الدور «الحيوي والوظيفي» للمرأة في صفوف الحماية المدنية، معربا عن اعتزازه بأدائها إلى جانب الرجل في مجابهة المخاطر وخدمة الوطن.
قال بلجود، خلال إشرافه على مراسم الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة على مستوى الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل التابعة للحماية المدنية بالدار البيضاء، بالعاصمة: «إننا وإذ نثمن الدور الحيوي والوظيفي للعنصر النسوي في قطاع الحماية المدينة، فإننا نشيد باحترافية أدائه وارتقائه إلى مصاف دولية، ونؤكد التزامنا بمرافقتكم ودعمكم ومدكم بالوسائل اللازمة حفاظا على هذه المكتسبات وعلى الأرواح والممتلكات والبيئة».
وأضاف في ذات السياق: «نعتز اليوم بالمرأة في صفوف الحماية المدنية عاملة وموظفة وإطارا مقتدرا في التكوين والأداء إلى جانب أخيها الرجل، وكلهم أبناء الجزائر، يكابدون المخاطر وكلهم عزم على مجابهتها بأقل الأضرار الممكنة خدمة للوطن والمواطنين».
حماية كيان المجتمع
وبعد أن هنأ كافة الجزائريات بيومهن العالمي، أكد الوزير أن «همة المرأة الجزائرية في أداء وظيفتها المجتمعية التربوية أو العمومية، لا تقل شأنا عن همة وعزيمة شهيدات ومجاهدات ثورة التحرير المباركة»، معتبرا أنها «المرأة المتعاونة والمواطنة التي تصبو إلى جزائر جديدة ذات إقلاع اقتصادي وتنموي، ونسيج اجتماعي متين ذي هوية جزائرية».
وبالمناسبة، ذكر بلجود أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، «أولى ضمن برنامجه عناية خاصة للمرأة، تهدف إلى ترقيتها وتمكينها من تعزيز مشاركتها في المجالات السياسية، الاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف بهذا الخصوص، أن الدولة «أقرت تدابير حمائية للمرأة من أي عنف يتهددها، وجعلت فرص مشاركتها متاحة في الحياة العامة والسياسية على وجه الخصوص، مساهمة في تسيير الشأن العام»، كما قررت - يضيف بلجود - «حماية المرأة الماكثة بالبيت وأمنت لها حماية اجتماعية، تكريما لها وتقديرا لما تساهم به في الاستقرار الاجتماعي والتربوي وكيان المجتمع الجزائري».
في خندق مواجهة الوباء
بذات المناسبة، أبرز وزير الداخلية أن هذا الحفل يعقب أيضا الاحتفاء باليوم العالمي للحماية المدنية المصادف للفاتح مارس، بينما «تواجه الجزائر ظرفا صحيا غير مسبوق جراء فيروس كورونا (كوفيد-19)، والذي تجندت له الدولة بكافة إمكاناتها البشرية والمادية تنفيذا لاستراتيجية علمية محكمة يقودها رئيس الجمهورية والتي تقوم على المكافحة والوقاية في آنٍ واحد، ويشرف عليها الوزير الأول من خلال الطاقم الحكومي بهدف حفظ الصحة العامة للمواطنين».
ونوه في هذا الصدد، بـ»البلاء الحسن» لمنتسبي الحماية المدنية وإطاراتها وهم يتقدمون الصفوف في مجابهة الوباء بمعية الأسلاك الأمنية والطبية ومؤسسة الجيش الوطني الشعبي»، مشددا على أنهم «لم يدخروا جهدا في التدخل أو مرافقة المصابين وكذا تحسيس المواطنين والذين أبدوا ارتياحهم لجاهزية نساء ورجال الحماية المدنية، على الرغم من الأخطار المحدقة بهم».
وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، قد قام لدى وصوله إلى الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل التابعة للحماية المدنية، بوضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح شهداء الواجب المهني مرفوقا بالمدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف.
كما قام بلجود بجولة تلقى فيها شروحات حول دور المرأة في مختلف تخصصات الحماية المدنية، بعدما تمكنت من تولي مهام كبيرة كانت حكرا على الرجل، أبرزها الإنقاذ والبحث في الأماكن الوعرة الذي يضم 14 عنصرا نسويا على مستوى 23 ولاية، الغوص (10 نساء على المستوى الوطني)، الإسعاف الجوي، الإسعاف الطبي (88 طبيبة مسعفة)، إلى جانب التدخل السريع باستخدام الدراجات النارية والبحث والإنقاذ تحت الردم والبحث في الغابات باستخدام الكلاب المدربة (10 نساء على المستوى الوطني).
ترقيات ومفاتيح سكن
عقب ذلك أشرف الوزير، رفقة العقيد بوغلاف، على تقليد الرتب وترقية عدد من نساء الحماية المدنية من رتبة طبيب نقيب إلى طبيب رائد، ومن طبيب نفساني عيادي إلى طبيب نفساني عيادي رئيسي ومن رتبة عون إلى رتبة عريف، كما قاما بتسليم مفاتيح سكنات عدل لعدد من المستفيدات في إطار تحسين المستوى المعيشي للأعوان.
وبالمناسبة، حظيت الملازم بلحاج جلول العالية، من الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بغليزان، بتكريم خاص نظير تفانيها في العمل، حيث أشرفت على 16 عملية توليد مستعجلة في سيارات الإسعاف أو المنازل خلال فترة الحجر الصحي، كما قام العقيد بوغلاف بتكريم عدد من الصحفيات.
..ويدعو المرأة لرصّ الصفوف لمواجهة التحدّيات
نظمت، أمس، المديرية العامة للأمن الوطني حفلا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف لـ 8 مارس من كل عام، تحت إشراف وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم كمال بلجود والمدير العام للأمن الوطني خليفة وأنيسي، وشمل حفل التكريم وزيرات، شرطيات من مختلف الرتب، ومجموعة من النساء والصحفيات، والفاعلات في مختلف المجالات.
المناسبة كانت فرصة دعا خلالها كمال بلجود المرأة الشرطية إلى رصّ الصفوف إلى جانب إخوانها في المؤسسة الأمنية لمواجهة حاضر التحديات والرهانات المستقبلية حفاظا على النظام العام ومؤسسات الدولة وضمان أمن المواطن وسلامة الأملاك العمومية والخاصة.
يأتي هذا الحفل، يقول وزير الداخلية، والجزائر تشهد على غرار كل دول العالم فيروس كورونا «كوفيد «19، الذي سخرت له الدولة الجزائرية كافة الإمكانيات البشرية والمدنية لمكافحته والوقاية منه باتباع إستراتجية محكمة يقودها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإشراف الوزير الأول، في إطار عمل حكومي تضامني، حفاظا على الصحة العامة.
ونوّه بلجود بما سجّلته السلطات العليا للبلاد من مؤسسات أمنية على غرار سلك الشرطة وبخاصة العنصر النسوي، حيث كنّ في الصفوف الأولى رفقة كامل المتدخلين من الأسلاك الطبية والأمنية، سواء في مكافحة الوباء أو الوقاية منه، من حيث مراقبة المصابين أو المشتبه فيهم أو تحسيس المواطنين على أرض الميدان بخطورة هذا الفيروس إلى جانب المهام الشرطية اليومية ومراقبة المنافذ الحدودية ومعاينة مسارح الجريمة. واستطر بلجود يؤكد في كلمته أنّ الاهتمام بالمرأة لا ينحصر في الاحتفال بعيدها، فهي حاضر يعوّل عليه، وبالتالي فهي تشكل مسألة من أولويات برنامج رئيس الجمهورية الرامية إلى ترقيتها وتمكينها من تعزيز مشاركتها في المجالات السياسية الاجتماعية الاقتصادية للبلاد. وفي هذا الصدد، تم اتخاذ كافة التدابير لحماية المرأة من أيّ عنف يطالها أسريا أو على مستوى مقر عملها، سواء كانت عاملة أو ماكثة في البيت، وفي هذه التدابير يؤكد وزير الداخلية نجد التكريم الحقيقي للمرأة بما يثمن وجودها كقيمة أساسية في هوية المجتمع الجزائري.
المناسبة كانت فرصة ثمّن من خلالها ممثل الحكومة دور المرأة الشرطية الهام الذي تقوم به في جهاز الأمن الوطني خدمة للمواطنين والوطن إلى جانب إخوانها الرجال حفاظا على سير مؤسسات الدولة، تماما كما حملت في الأمس شهيدات ومجاهدات الوطن واجب النضال.
وأبدى حرص دائرته الوزارية في مرافقة جهاز الأمن خاصة العنصر النسوي، مشيدا بما بلغته من تكوين احترافي يليق بمؤسسة أمنية جزائرية مقارنة بما يجري على الصعيد العالمي، فنحن ـ يقول بلجود ـ «ملتزمون على الدوام بمرافقتكم ومدكم على الدوام بالوسائل الضرورية التكوينية والمادية دعما لدولة القانون بغية الوصول إلى خدمة أمنية مرافقة للتنمية الاجتماعية الاقتصادية.»
من جهته، أكد المدير العام للأمن الوطني، خليفة أونيسي، أنّ منتسبة الأمن بسلكيها الشرطي والشبيه تمكنت من أن تفتك لنفسها مكانة رائدة في تولي المهام الصعبة وهكذا أصبحت بنات الجزائر تلتحق بالقوافل تلو الأخرى بصفوف الشرطة، بعدما تسلحت بزاد العلم والمعرفة وبعزيمة تسهر على أمن المواطن وممتلكاته، وكلها تشبع بقيم الجمهورية، يقينا منها أنّ بناء الوطن يستوجب مشاركة كل بناته وأبنائه.
وحظيت بالمناسبة أيضا الصحفية «آسيا مني» بتكريم من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم بمعية المدير العام للأمن الوطن، تقديرا وعرفانا لجريدة «الشعب»، كشريك إعلامي، فعال في تحقيق المعادلة الأمنية رفقة كل وسائل الإعلام الوطنية الأخرى المختلفة.
آسيا مني / وأج