طباعة هذه الصفحة

جابو يثبت مكانته

الناخب الوطني يملك عدة خيارات في وسط الميدان

شهد اللقاء الودي الثاني الذي خاضه الفريق الوطني ضد نظيره الروماني يوم الأربعاء الفارط بجنيف الذي يدخل ضمن التحضيرات الخاصة بمونديال البرازيل تألق عدة عناصر في وسط الميدان، إضافة إلى الصعيد الهجومي ما يعني أن المدرب هاليلوزيتش يملك عدة حلول في هذا الشأن قبل بداية المنافسة الرسمية في الأيام القليلة القادمة.

نبيلة بوقرين
 
 وتمكن اللاعب جابو من إقناع كل المتتبعين خلال المباراة  الأخيرة للفريق الوطني خلال التربص الذي جرى بسويسرا من خلال الأداء الذي ظهر به على مستوى الجهة اليسرى، حيث كان له دور كبير في تنشيط الهجوم من خلال بناء الهجمات القادمة من الخلف ما جعله يخلق عدة فرص سانحة للتهديف أبرزها كرة الهدف الأول وساعده في ذلك سرعته الكبيرة في التحرك و التوغل في منطقة المنافس من خلال التناسق الكبير مع كل من بن طالب، فغولي و غولام.
بن طالب يسجل ويواصل التألق
 من جهته، بن طالب هو الآخر كان في الموعد خلال المواجهة الثالثة له بألوان الفريق الوطني والتي أثبت فيها أنه تأقلم بسرعة مع المجموعة من خلال الأداء الذي قدمه في وسط الميدان وقراءاته الصحيحة للكرات التي كانت تأتيه من طرف زملائه من مختلف الجهات، حيث كانت له نزعة هجومية بارزة فوق المستطيل الأخضر بدليل أنه وقّع  أول أهداف المباراة والأول له في مشواره مع “الخضر”.
 كما كان النجم الصاعد للفريق الوطني يرجع إلى الخلف لمساعدة زملائه في الدفاع و استرجاع الكرات و تكسير الهجمات المرتدة، معتمدا في ذلك على سرعته وقوته البدنية بما أنه من أفضل العناصر، من هذا الجانب، بالنظر إلى لعبه لأكبر عدد من اللقاءات رفقة ناديه توتنهام الذي ينشط في الدوري الإنجليزي ما يعني أن الفريق الوطني كسب لاعبا من طينة الكبار بإمكانه  أن يكون في وسط الميدان سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي بدليل توّغلاته الكثيرة في منطقة جزاء الخصم.
تايدر وفغولي بإمكانهما تقديم الأفضل
 أما تايدر رغم أنه لم يظهر بمستواه الحقيقي من الناحية البدنية إلا أنه تمركز بشكل جيد في وسط الميدان وفقا لتعليمات المدرب الوطني هاليلوزيتش، أين كان له دورا دفاعيا و عمل على بناء اللعب من الخلف بداية بتكسير الهجمات المعاكسة و إعادة الكرات للهجوم من خلال تشكيله لثنائي منسجم مع بن طالب ما جعلهما يفوزان في كل الصراعات الثنائية من خلال تقديم الحلول اللازمة في الوقت المناسب ما انعكس على نسبة استحواذ الكرة لصالح الفريق الوطني خاصة في الشوط الثاني.
 أما فغولي كالعادة نشط الجانب الهجومي من الجهة اليمنى، إضافة إلى العمل الكبير الذي قدّمه في وسط الميدان من خلال تحكمه في الكرة عندما تكون بحوزته وتمريرها بطريقة جيدة لزملائه، إضافة إلى دوره في تجسيد اللعب الجماعي من خلال الربط بين خطي الوسط والهجوم عندما يكون “الخضر” في حالة الهجوم وعودته إلى الخلف لمساعدة المدافعين في استرجاع الكرة من لاعبي الفريق المنافس.
بينما شارك مجاني في منصب لم يعتد عليه مع الفريق الوطني من قبل في قلب الدفاع أو في الجهة اليمنى، بل أقحمه هاليلوزيتش كمدافع متقدم ما جعله يصعد في أغلب الأحيان إلى وسط الميدان وساعد زملاءه في بناء الهجمات المنظمة من الخلف رفقة كادامورو، وهذا الأخير تحرك كثيرا في هذه المواجهة رغم أنه كان في الخط الخلفي رفقة المدافعين إلى أنه كان يصعد في أغلب الأحيان إلى الأمام دون نسيان دوره في الخلف من خلال عودته السريعة عندما يفقد زملاؤه الكرة.
عودة يبدة تريح الجميع
  في حين شهد هذا اللقاء عودة موفقة ليبدة بعد أن كان يعاني من الإصابة التي جعلته يبقى تحت الرقابة الطبية في الأيام الماضية من التربص، إلا أن الأداء الذي ظهر به فوق المستطيل الأخضر في الدقائق التي لعبها أراحت الطاقم الفني وكل المتتبعين لأن اللاعب أكد أنه جاهز لتقديم الإضافة للفريق خلال أكبر حدث كروي في العالم رغم أنه لم يقدم الأفضل لأنه كان متخوفا من الاحتكاك مع عناصر الفريق الروماني.
 إلا أن طريقة تعامله مع الكرة و تحركاته طيلة الفترة التي لعبها، أظهرت بشكل كبير أنه جاهز إضافة إلى الخبرة التي يتمتع بها بما أنه سبق وأن لعب في المونديال الماضي في سنة 2010 وبهذا يكون يبدة قد وضع حدا لكل المنتقدين والمشككين في جاهزيته بعد المشاكل التي عاشها في الموسم الكروي الماضي.
  أما لحسن و براهيمي، كالعادة،  كان كل واحد منهما في المستوى المطلوب رغم أنهما شاركا بديلين في مواجهة الأربعاء الماضي حيث عوضا كل من بن طالب و فغولي على التوالي، لكنهما كانا في الموعد من خلال تحركات كل طرف في وسط الميدان رفقة محرز الذي دخل مكان جابو الذي أكد أنه يستحق مكانة في تشكيلة هاليولزيتش خلال المونديال من خلال الأداء الذي قدمه في الدقائق التي لعبها إضافة إلى مشاركته الأساسية ضد أرمينيا.  
أما فيما يتعلق بالهجوم يجب أن يكون أكثر تركيزا من طرف سوداني و سليماني لتفادي تكرار الأخطاء المرتكبة في اللقاءين الوديين خلال المواجهات الرسمية، لأن الوضع سيكون أكثر صعوبة والخطأ ممنوع لتحقيق نتائج إيجابية تسمح للمجموعة ببلوغ الدور الثاني من المونديال بالنظر إلى الكرات الكثيرة التي تم تضييعها في عدة مناسبات بسبب التسرع وعدم التعامل مع الفرص السانحة بالشكل المطلوب وإلا لكانت النتيجة أفضل والتي من دون شك سيكون هناك كلمة صارمة للناخب الوطني للاعبي الهجوم من أجل أن يكون الجميع في المستوى المطلوب.
في حين نجد أن التألق اللافت لكل من لاعبي الفريق في وسط الميدان خلال آخر مواجهة ودية قبل شد الرحال نحو بلاد “السامبا” سهرة اليوم  ما أراح الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للخضر لأنهم أثبتوا حضورهم القوي في الجانب الدفاعي وكذا الهجوم و هذا ما يسهل مهمته في تعيين التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها المواجهة الأولى ضد بلجيكا والتي تعد مفتاح التألق و تشريف الألوان الوطنية بالنظر إلى توفره على عدة خيارات في مختلف المناصب.