قافلة طبية لتشخيص الأمراض بمناطق الظل
فورار: السّمنة مرض مزمن يستدعي المجابهة
أضحت السمنة هاجسا صحيا يواجه العالم وليس الجزائر فقط، سيما إذا اجتمعت مع السكري وفيروس «كوفيد-19»، ما يجعل البشرية تواجه معادلة ثلاثية قاتلة، ويستدعي - حسب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد - وضع استراتيجية وطنية لمجابهتها، والحد منها بداية بالتوعية والتحسيس إلى المستوى الجواري قبل المرور إلى التكفل الاستشفائي بالحالات المرضية.
تحوّلت السمنة من العوامل الخطرة على حياة الإنسان إلى مرض مزمن يفرض حسب الوزير تنسيق الجهود، حسب ما قاله في كلمته التي ألقاها عنه بالنيابة جمال فورار، أول أمس، في اليوم الدراسي والإعلامي حول السمنة المنظم بفندق السوفيتال، وكذا إطلاق القافلة الطبية لتشخيص الأمراض بمناطق الظل عبر 20 ولاية، سيما سرطان الثدي والقولون والمستقيم والسكري تحت إشراف مجموعة من الأطباء والمختصين، وبمشاركة جمعيات ومخابر عالمية.
اليوم العالمي الموحّد للسمنة المصادف للرابع مارس والمخصص له شعار «معا نستطيع تغيير النظرة إلى السمنة»، يستوقف المختصون كل سنة للتأكيد على خطورته بعدما تحول إلى مرض يستقطب الاهتمامات العالمية من خلال وضع إستراتيجية وطنية لمواجهته، خاصة مع التغيرات الحاصلة في النمط المعيشي الذي أثّر على التوازن بين الطاقة المتحصل عليها وصرفها، ما يؤدي إلى زيادة الكتلة الدسمة، وبالتالي يترتب عنها مضاعفات تقلص من متوسط العمر.
وحسب الوزير، فإنّ أسباب السمنة متشعّبة وتتجاوز التغذية والجينات، لتدخل على الخط العوامل البيئية ما قد ينجر عنه الإصابة بالسكري ومختلف السرطانات، مشيرا إلى أنّ الإصابة بفيروس «كوفيد-19» ضاعفت من خطر الوفاة لدى المصابين بالسمنة، حسب ما تؤكده كل الدراسات والملاحظات على المستوى الوطني.
وبلغة الأرقام، تحدّث بن بوزيد عن المرض المزمن بالجزائر خصّت السمنة ما نسبته 12 إلى 14 ٪ لدى الأطفال من 0 إلى 5 سنوات، ولدى البالغين بين 18 إلى 69 سنة 55.6 ٪.
وسجلت لدى 63.3 ٪ من النساء، ولدى الرجال 48.3 ٪، مذكرا بأنّ وزارة الصحة وضعت مخططا وطنيا استراتيجيا متعدد القطاعات للوقاية ومكافحة الخطر للأمراض غير المتنقلة للفترة الممتدة بين 2015 - 2019 في إطار ترقية الأكل الصحي من خلال إجراءين الأول يهدف لوضع برنامج إعلام واتصالي حول زيادة الوزن والسمنة، والثاني يهدف لتطوير الوقاية وعلاج الوزن الزائد وضرورة تعميمها على مستوى كل الهياكل سيما الجوارية منها مع إشراك الطبيب العام.
في المقابل، أشار وزير الصحة إلى حرص دائرته الوزارية على الاستفادة من بعض الإجراءات الهيكلية من الأولوية المطلقة، من حيث تنظيم التكفل بالسمنة ضمن هيكل أولي بوضع دليل لفائدة مهنيي الصحة للتكفل بالسمنة باعتباره أداة ضرورية للممارسات الحسنة، بالإضافة إلى رفع كفاءات مستواهم من خلال التكوين، وإشراك صانعي القرار من مختلف القطاعات في عمليات التحسيس.
من جهته، الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا جمال فورار، وفي حديثه عن القافلة الطبية لتشخيص الأمراض أكد أنها ستنطلق عبر ثلاث ولايات من الشلف والبويرة، في حين سيتم نقل جهاز التصوير الشعاعي للثدي « الماموغراف» بتيميمون.
وحسب فورار يتولى الأطباء من خلال هذه القافلة تشخيص الأمراض كالسكري، الضغط الدموي وسرطان الثدي بكل مناطق الظل بعدة ولايات، مشيرا إلى أنها فرصة للسكان هذه المناطق للتقرب والاستفادة من هذه الخدمات الصحية، وكذا توعيتهم وتحسيسيهم بأهمية الكشف المبكر من أجل رفع نسبة العلاج والوقاية.