قال الرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة «البوليساريو»ابراهيم غالي، أمس، أن النزاع في الصحراء الغربية دخل مرحلة جديدة بعودة الكفاح المسلح ستكلل باستعادة كل تراب الوطن، وذلك تنفيذا لإرادة الشعب الطامح للاستقلال، واصفا تقاعس المجتمع الدولي بالمخيب للآمال لا سيما صمت الأمم المتحدة إزاء انتهاكات الاحتلال الغربي المتواصلة.
حذّر الرئيس غالي من تفاقم الوضع في المنطقة أمام استمرار صمت الأمم المتحدة وإغفالها الغريب لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، الداعي إلى حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية سلميا لأن نتائج الحرب ستكون وخيمة على كل الأطراف، كما أنها تهدد الأمن والسلم في الإقليمي، مؤكدا أنه ليس هناك حل واقعي يقوم على استمرار انتهاك القانون الدولي والانساني مع عودة المواجهة المسلحة.
جدد الأمين العام لجبهة «البوليساريو» في كلمة له خلال حفل تخليد الذكرى 45 لقيام الدولة الصحراوية بولاية اوسرد بمخيمات اللاجئين، مطالبة المجتمع الدولي لوقف تمادي الاحتلال المغربي في الانتهاكات الجسيمة للمواطنين الصحراويين بالأراضي المحتلة، التي تشهد تصاعدا خطيرا في الانتهاكات، منذ إسقاط المغرب وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر المنصرم.
واشنطن مدعوة لإلغاء إعلان ترامب
ولما شكله إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تقويض للسياسة الأمريكية بخصوص النزاع في الصحراء الغربية، دعا الأمين العام لجبهة البوليساريو الرئيس جو بايدن إلى التراجع عن قرار ترامب، والعودة إلى سياسة واشنطن السابقة الداعمة لحق تقرير المصير. في حين أشاد بموقف الجزائر الداعم للشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن مساندة الجزائر للقضية الصحراوية أسهم في استمرار زخمها الدولي بفضل جهودها الإنسانية النابعة من قيم الثورة التحريرية.
ولما تشكله ذكرى إعلان قيام الجمهورية الصحراوية من رمزية ومحطة سياسية هامة في تاريخ نضال الشعب الصحراوي، شدد الرئيس غالي على ضرورة إيجاد حل نهائي يضع حدا لاستمرار حالة الاحتقان الداخلي وتداعياتها على السلم في المنطقة برمتها، قائلا: «إن الحرب فرضت علينا ولا خيار سوى الرد على الاعتداء المغربي».
حلم الصحراويين
جسّد قيام الجمهورية الصحراوية في 27 من فيفري 1976 بحسب الرئيس غالي، الحلم الذي راود الصحراويين عبر تاريخهم وشكل مصدر افتخار بكيانهم الذي يصون حقوقهم ويجسد آمالهم في العيش بكرامة وسيادة كاملة، ويترجم طموحاتهم في تحقيق مستقبل أجيالهم، لافتا إلى أن اندلاع الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري الاسباني، جاء امتدادا لمقاومة شعبية طويلة الأمد كان آخر تجلياتها انتفاضة الزملة.
في السياق ذاته، ذكٌر الرئيس غالي، بتكريس الوحدة الوطنية كخطوة جبارة وحكيمة ومتلاحقة، جاءت كرد على المخططات الرامية الى وأد المشروع الوطني وقطعت الطريق نهائيا أمام كل المؤامرات والدسائس الاستعمارية، وهي اطار جامع لكل الصحراويين أينما كانوا، في اطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والمجلس الوطني الصحراوي المؤقت، ثم جاء الرد الوطني الحاسم والصارم بالاعلان عن قيام الجمهورية الصحراوية.
تعزيز مؤسسات الدولة
قال ان الجمهورية الصحراوية التي تأسست في أجواء التكالب الاستعماري الحاقد، ظلت تتعزز في خضم الحرب التحريرية، لتتبوأ مكانتها الجهوية والقارية والدولية وتمضي بإصرار في تكريس مؤسساتها وهيئاتها وبسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، مشيرا الى التجربة الفريدة والمتميزة التي صنعها الشعب الصحراوي في كنف دولته الفتية وتحقيقه مكاسب متنوعة والاستثمار في العنصر البشري باعتباره الأولوية والضمانة الحقيقية لبلوغ الأهداف الوطنية، وصولا الى بناء مجتمع عصري منفتح على العالم ومتمسكا بهويته، مسجلا التحولات النوعية التي شهدها المجتمع الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو، خلال فترة وجيزة.