تواجه الجزائر تحديات كبيرة في مجال البيئة، وهي مهددة بالتصحر والفيضانات، بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، حسب ما أكده الشيخ فرحات ـ مختص في الأحوال الجوية والبيئة ـ في تصريح لـ»الشعب»، عشية الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، المصادف لـ5 جوان من كل سنة.
يعرف الغطاء الغابي تراجع كبير كل سنة حيث تخسر المساحات الغابية ما بين 40 ألف إلى 60 ألف هكتار بفعل النيران التي تشب في فصل الصيف، بالإضافة إلى تناقص الأراضي الفلاحية بسبب غزو الإسمنت، وكذا ارتفاع حدة التلوث خاصة في المدن الكبرى نتيجة التزايد السكاني والانتشار الكبير للنسيج الصناعي، تلك هي عوامل تنبئ بالخطر الداهم على البيئة، وكذا الصحة العمومية، كما أوضح الشيخ فرحات الذي دق ناقوس الخطر للوضعية البيئية التي ستواجهها الجزائر، إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الانعكاسات الكارثية.
قال هذا المختص في الشؤون البيئية، إن الحفاظ على البيئة يتطلب تضافر جهود الجميع من جانب السياسة، والحركة الجمعوية، وعلى وزارة التربية أن تساهم بفعالية في إرساء دعائم التربية البيئية، وتوسيعها لتشمل كل الأطوار التعليمية، ثم يأتي دور المنظمات والجمعيات، ووسائل الإعلام لتقوم بدورها التوعوي والتحسيسي بضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية لضمان مستقبل الأجيال القادمة، في بيئة نظيفة خالية من الملوثات والسموم.
ومن بين العوامل التي تدل على تدهور البيئة في الجزائر، تراجع الحدائق العمومية في كبريات المدن على غرار العاصمة، التي أصبحت تعد على أصابع اليد الواحدة، ناهيك عن النفايات التي تزايد حجمها بشكل كبير خاصة خلال السنوات الماضية، والتي أصبحت حاليا تطرح إشكالية رسكلتها واسترجاعها في إطار الاقتصاد الأخضر لإعادة استعمالها.
ولا يمكن حماية البيئة إلا بتطبيق القوانين التي تنص على ضرورة احترامها على ارض الواقع، والتقليص قدر الإمكان من العوامل المتسببة في اختلال النظام الإيكولوجي، الذي تظهر انعكاساته السلبية متمثلة في ظهور بعض النباتات البحرية ذات لون أحمر في بعض السواحل الجزائرية، حسب ما أكده بعض الخبراء في مجال التنوع البيولوجي.