طباعة هذه الصفحة

في الذكرى الثانية للحراك الشعبي

جزائريون يرسمون من جديد صورا للتلاحم مع جيشهم

آسيا مني

 رسم الجزائريون من جديد صور التلاحم، الأخوة والوحدة في الذكرى الثانية لـ22 فيفري؛ تاريخ أكد فيه الشعب على أنه المصدر الحقيقي والفعلي للسلطة، إذ شهدت شوارع العاصمة، أمس، خروج المواطنين موشّحين بالعلم الوطني، لاستذكار مسيرات ميزها التضامن بين الشعب وجيشه، متأملين في غد أفضل في ظل الوحدة والاستقرار.
«الشعب» وقفت، أمس، عند هذا الحدث التاريخي، الذكرى الثانية للحراك الشعبي المبارك واليوم الوطني «للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية». أحداث مهمة عاشت على وقعها الجزائر في هذا الشهر من عام 2019، كانت منعرجا حاسما في ميلاد جزائر جديدة، مهدت لترسيم 22 فيفري من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوما وطنيا.
يوم يشهد على انطلاق حراك سلمي أبهر العالم ككل، قاده الشعب ورافقه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، فظهر جليا للعيان وللرأي الدولي أنه شعب فخور بتنوعه وثرائه الاجتماعي، وأثبت قوة الترابط مابين الجيش وشعبه، معادلة يتم التأكيد عليها في كل مرة تعيش فيها البلاد المحن، علاقة قوية ما فتئت تتعزز في كل مرة.
وخرج المواطنون، عبر شوارع العاصمة، لاستذكار هذا اليوم التاريخي الذي كتبه أبناء هذا الوطن من ذهب، وكانت المناسبة فرصة لتجديد مواقفهم الرامية لرسم مستقبل أفضل للبلاد، حيث تجمع مئات المواطنين، بشوارع العاصمة رافعين لافتات تؤكد تلاحم الشعب مع الجيش، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة استكمال مسار الإصلاح المؤسساتي تعميقا للممارسة الديمقراطية.
 المناسبة كانت فرصة قال عنها عدد من المواطنين في تصريح لـ»الشعب»، من أمام البريد المركزي، إن خروج الجزائريين قبل سنتين من هذا التاريخ، موقف سيظل التاريخ يحفظه للأجيال، كانت بمثابة هبة وطنية قوية ارتقت بمآثر تاريخ شعبنا المجيد من أجل استعادة كرامة الجزائريات والجزائريين، وتشكل طموحا مشروعا لاستكمال رسم معالم الجزائر الجديدة.
فالتحدي اليوم أكبر يؤكد عدد من المواطنين، فمن المسيرة يقول المواطن محمد، إلى مسار التغيير وبناء الجزائر الجديدة التي يطمح إليها المواطن، والتي أبت الأقدار إلا أن تصطدم مع جائحة كورونا.
والجزائر يقول المواطن محمد، تجني اليوم ثمار الحراك الشعبي بمكاسب ظهرت للعيان اصطدمت كغيرها من دول العالم بهذا الوباء العالمي الذي أثر على كل معالم الحياة، وها هي اليوم- يؤكد محدثنا- تحرص بعد التحكم في الوضع الوبائي على استكمال مسار الإصلاحات وفق طموحات الشعب الذي يأمل في جزائر العزة والكرامة لا يكون فيها للفوارق مكان.
وسجلنا بعين المكان حضورا أمنيا مكثفا، كان حريصا على ضمان أمن المواطنين، حيث لم يتم تسجيل أي تجاوزات، في حين كانت حركة المرور عادية، فيما عرفت كل من شوارع زيغود يوسف وساحة موريس أودان وعسلة حسين وصولا الى ساحة البريد المركزي تجمع المواطنين حاملين شعارات تمجد وحدة الوطن، مؤكدين أن الجزائر خط أحمر.
 يذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان قد أصدر بمناسبة إحياء الذكرى الثانية للحراك الشعبي المبارك عفوا رئيسيا في حق 30 شخصا من موقوفي الحراك، حكم عليهم نهائيا، إضافة الى مجموعة أخرى لم يحكم عليها بعد بصفة نهائية.
 وقال رئيس الجمهورية في خطابه الأخير للأمة، «لقد أدرجنا في الدستور الجديد كل ما طالب به الحراك الشعبي المبارك من حريات فردية وجماعية وإعطاء الكلمة للمجتمع المدني حتى يكون فعالا، مؤكدا سنواصل في هذا الاتجاه حتى يعلو صوت المجتمع المدني ويصبح جزءا من الدولة»، وأعلن رئيس الجمهورية عن قرار حل المجلس الشعبي الوطني الحالي وتنظيم انتخابات تشريعية مستقبلة.