طباعة هذه الصفحة

تهاويس الرمل

مبروك بالنوي

قفي لا تخافيني وخافي مجازاتي ...
 إذا سرقوا من مقلتيك حكاياتي
فلا تنبشي جرحا تعودت نزفه...
 على لغة الأبعاد نز بمأساتي
فكم تعشبين الحرف في ربوة الرؤى.
 ... فها شققي معناي من وجع الذات
ومن عمقها إذ تفتحين سرادبي ّ..
 وإذ تسبرين الآن غور جراحاتي
أتيتك محموما بجمر مواجعي ...
 تساكنني فحوى أتون معاناتي
تأبطني ليل تعتمني رؤى .
.. فتهت ولم تستوقدي في نجماتي
يسويك من رؤياي حلما ليقظتي
 ... تنيخ كوابيسي على صدر ليلاتي
فأعبر عمري في تهاويس تربتي ..
 . وأقصى مداه من سراب المفازاة
يطاردني ظلي أسابق خطوه ...
 وما قد وصلت الآن حد النهايات
وأزمنتي تاهت بلا قدر ولم ...
 تعشب تلاويح الهوى في العشيّات
قرأت لوجه الرمل ألف حكاية
 ... تعيد خطاي السمر صوب البدايات
فقال تمهل هل أتاك حديثنا ...
 على لغة حبلى كنضو الخطيئات
وقد شققت من ذكريات مواجدي ..
.. فواصل آهات لتلك المناغاة
فلذت بهذا الصمت أنبش غربتي ...
 نمت في مراعي الذات تذكي احترقاتي
تنصت والأصـــوات في تشابهت.
.. ولم أدر أين الشدو في نبر أصواتي
وراحت سنين التيه تمتح وجهتي
 ... رمت لفم البلوى هسيس حكاياتي
أذابت بقايا يقظـــــتي حين ذوبت ..
 . ملامح بيد البوح في جب مأساتي
فتجتث في عمقي على مدن الهوى ..
 . وريد السواقي بعد حث ارتياباتي
وأمكنتي قد ذوبتها مع الرؤى ....
 بأزمنة تقتات من ليل حيراتي
أطرز عمق الريح إذ طال عقمها. ....
 وفي هوسي أستل منها خيالاتي
وكم أوقدت نارا بعينيك تربتي.
.. وكم أقلقت عيناك زهو الحضارات
تطوح بالوهم المعربد طهرها ..
.. وقد كسرت ألواح طهر البدايات
وقد جردتني منك حين لبستني ...
 . كجبة حلاج تماهى بذراتي
وفي شفقي جالت لتطفئ جمره ..
.. فلذت وحيدا منك أجتر خيباتي
وكم أفزعتني آية قد تمردت..
 ...عن الوجد تخفي فيك جرح النبوءات
تطيرها نار المجوس بلا هدى ...
 وقد نسقت فيها شفيف حكاياتي
تعربدني من قبل بوح معارجي ...
 ومن بعد صمت المنتهى في إشاراتي
فمني ترقى العارفون بعشقهم ..
 .. وفي ترقى العاشقون لغاياتي
أنا أول النايات في نبرة الأسى ...
 وأصدقها حتما مهوسا ببحاتي
أتيتك لما حدثتني حكايتي.
.. بكل مقامات الرؤى في امتداداتي
فكم سخروا دهرا برؤياي ويحهم.
 ...وفي الجب ألقوني ألوك مناماتي
ومن يد نخاس إلى قصر محنة
 ...تلقفني من حيث تؤتى الغوايات
تمنعت إذ قدت قميصي وولولت
 ....ألا احتجزوا هذا الفتى إنه عات
وفي سجنها مرمى فأسبر غيهبي ..
.. بتفسير أحلام المساجين والآتي
ولولا رؤى في سر سبع سنابل
 ...وسبع عجاف من طقوس الغيابات
لعتمني هذا الزمان بظله ..
.. وخامرني فيه نزيف الخطيئات
ولكنني في النيل أفرغت رؤيتي ..
 . إلى أم موسى كي أساءل آياتي
أتلقي بموساها الكليم ليمه ...
 وفرعون يستحي نساء لميقاتي
على موعد للغيب قد جئت مريما.
 ..أغسل عيساها بنور الفيوضات
عساني إلى أرض الحجاز تقودني ..
 ..وها غيرت دربي لشطر ابتلاءاتي
إلى عرب قد فرق الأمس شملهم ّ..
 .قميص ابن عفان ندي الخصومات
معاوية أشقى بثأر قصاصه ..
 . عليا ولم يثأر لرؤيا الحكايات
أتيتك لولا تسألين عوالمي ..
 . فإني بهذا الدهر مدمى الجراحات
على جسدي منفى أحاسيس نبضنا ....
 وفي خافقي روح الهوى من صباباتي
على شفتي قد رف شدو ربابتي ....
.. وفي مغرب الروح انبعاث مقاماتي
بذاكرتي ينمو نخيل مواجدي. ..ّ....ّ.
 ..ّومن قصبي تشجو مواويل ناياتي
أشمس عمري في خرائب حلمنا ....
 ..وأخرج ذاتي من كهوف اغتراباتي
على نخل هذا العشق تندى مواجدي ...
 .فأعبر أغوار الوجود بمشكاتي
أقلب وجه الغيب فاستغلقت دجى ...
 ...مفاتيحه عني فذابت دياناتي
لكل رؤى من خافقي نبض نخلتي .....
 تعانق وجه من مرايا رسالاتي
أهرب عن أحداقها دمع شرقنا ....
 ..فتبلح في ذاتي عراجين مأساتي
نذرت لهذا البيد عمري بنبضه ....
 .ولكنني لفت شموسي ضباباتي
بلى سأظل العمر أحمل حرها ...
 ..إلى منتهى كل المعارج في ذاتي
وأعبر هذا الأفق أنثر شدوها .
 ...فذي الأرض ألحاد تشي بالغوايات
فمازلت مكتظا بكل مخاوفي ..
 .وأشباح هذي الأرض تسكن أمواتي
أدرت لباب الكهف ظهري وكلبه .....
 يشيط نباحا كي تفيق ظلالاتي
طفقت أمد الخطو من ذعر وهمه.
 ..فيسخر ظلي من بنات ضلالاتي
توقفت والأشباح سعلى تكومت ...
 .كظلماء هذا الجب تبدي مخافاتي
توحدت في معناي أشعل فكرتي.
.. أضاءت ببطن الحوت جوف متاهاتي
تعثرت بالأنوار أغزل خيطها ..
 ..لليلة إشراقي فضجت حطاماتي
يلملمني بدر المحاق بمحنتي ...
 .إلى العالم الليلي يستف أشتاتي
تمهل أجل قالت عروس بوارقي ...
 أتبعث أرواح المنى من عذاباتي
تآكل نبض الروح فينا تعيدنا ....إ
 إلى الزمن المشبوه أرض الخرافات
فقابيل كم يغلي دماء لطينها ........
 .يسن هنا سكينه فوف هامات
وهابيل وشى من دماه قضية ....
 تحاكي عيون القدس تبكيك غاراتي
وفي الهيكل المزعوم ألف رواية ..
 ..سليمان قد أهدى لبلقيس توراتي
وفي كعبة الأنوار أصنام ردة .....
 ...ترى هبلا فيها خصيا لدى اللات
توجع في مسراي نبض خطوطنا.
 ....وخط نجاشي الرؤى ذاب في ذاتي
فتكبر أوجاع الرؤى عند نخلة ..
 ....لمريم هزت جذع أحلام ناياتي
عساها بلا زهو تساقط رطبها .....
 ..على حائط المبكى لتغسل بحاتي
و تحبل قليس الغواية ترتجي ..
....لدى صخرة الأقصى بريق فتوحاتي
فيخرس صوتي قبلة الشرق في دمي  
 ....بأسئلة عنها تضيق إجاباتي
تشابهت الدنيا توحد ناسها ..........
 ..وشاهت خصال تميز أصواتي
وعالمنا مستنسخ كل نبضه ...
 ....وذاب على رؤياه دفء الحضارات
أتيتك مهلا لا تخافي عمامتي ..
 ...وخافي لدى الإصباح مسخ النفايات
تملك دنيا البدء مد جذوره ....
 ... إلى منتهى أرض الرؤى والبدايات
ولكنني مازلت نخل مبادئي ...
 ...ّ برغم جفافي رغم سحب الخيانات
أزيد شموخا كي تعانق قامتي ...........
 .مكامن غيث تحتويه في سماواتي
أجل لا تخافيني فإني بلا هدى
 ..أحاول تقديم الرؤى في انتكاساتي
أجل لا تخافيني وخافي نبوءتي.
 ستغدقها في مقلتيك حكاياتي