طباعة هذه الصفحة

المشاركون في تظاهرة «القصبة معالم وحرف»:

الترويج لتراث الأجداد والحفاظ على أصالته

أمينة جابالله

استحسن العارضون في التظاهرة الثقافية والعلمية التي احتضنها قصر رياس البحر «الحصن 23» بالعاصمة، التي جاءت تحت شعار «القصبة معالموحرف»، تزامنا مع التحضير لمناسبة يوم القصبة الموافق لـ23 فيفري من كل عام، وكانت فرصة للتعريف بالحرف والصناعات التقليدية، وهذا من خلال المنتوجات التي تزيّنت بها كل «دويرة» من الدويرات التاريخية لهذا المعلم الحضاري العتيق.

وقفت «الشعب» على منتوجات العارضين الذين أجمعوا على رفع التحدي من أجل الارتقاء بالصناعات التقليدية والحرف، ورصدت أصداءهم تثمينا وتشجيعا لهذا المكسب البشري الذي يدخل في تنمية وإحياء القصبة وإعطاء هذه الأخيرة صيغة مدينة سياحية بامتياز.
تقول العارضة بسمة سادات حرفية مختصة في الرسم على الخشب: أنا فتاة جامعية أحببت هذا المجال الذي أتقنته بتشجيع من والدي، وأثمن مثل هذه التظاهرات التي من خلال مشاركتي بها أستطيع أن أُعرِّف بمنتوجي الذي يعتبر كغيره من الحرف التقليدية  الضاربة في جذور تراثنا المادي، وهو يعكس مدى تمسكنا بالصنعة التي أفتخر بانتمائي إلى أهلها، ومن خلال هذا المنبر أتوجّه بكلمة إلى الشباب وأنصحهم باستكشاف «صنعة اليدين» وأن يطوّروها من خلال  ما يروق لهم من أفكار وتصاميم تستحق أن يروج  لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها تقول العارضة مباركي إسراء مختصة في الطبخ التقليدي: مشاركتي في المعرض اقتصرت على منتوجات استهلاكية، متمثلة في مرطبات تقليدية وفق الطريقة الأصلية، تماما مثل التي كانت تصنعها جداتنا سواء في الشكل أو في الذوق، وعلى ضوئهم أحاول أن أحيي هذا الفن الذي يتميز به المطبخ الجزائري،من خلال بنة زمان المتمثلة في عرض المربى بمختلف الفواكه  والنكهات بمعايير ومقادير صحية للكبار والصغار.
أما السيدة إلهام منتوري مختصة في الحلويات التقليدية فتوضّح: المشاركة سمحت لي بالتعريف بحلويات زمان على أصولها وبالشكل المتعارف عليه، هي فرصة لإعادة إحياء هذا الجانب المهم من الذاكرة الشعبية التي من خلال تروجينا لها نكون قد حافظنا عليها  شكلا ومضمنونا، وأرى أنه من واجب كل مختص في الحلويات التقليدية، إبراز أهمية هذا الجانب الذي يعتبر من مقومات تراثنا الشعبي ونقله إلى الأجيال بكل خصائصه ومميزاته التقليدية الأصيلة.
عبير أصغر عارضة مختصة في صناعة الماكرامي وتزيين القفف من ذوي الاحتياجات الخاصة تفصح عن انطباعها: سعيدة جدا بهذه المشاركة التي حظيت بها مع والدتي، حيث سمحت لي بعرض ما تعلمته من حرفة يدوية المتمثلة في صناعة الماكرمي التي تزين هذه الأصص، وكذا فن تزيين «القفف» بمختلف الغرز والطرز التقليدي.
تقول العارضة فنوح فريدة مختصة في الطرز الجزائري: أسعى من خلال مشاركتي بهذه القطع القماشية المخرمة بفن الطرز، أن أظهر الصناعة و الخياطة التقليدية وأحيي  صناعة الجدات، مع إدخال بعض اضافات العصرنة حتى تتوافق مع محبي وعشاق الطرز التقليدي المعاصر.
يقول العارض وليد خرشي مختص في التحف الخشبية وتزيين المرايا: تعتبر مشاركتي في هذه التظاهرة الأولى من نوعها، وأنا جد ممتن للمعنيين بالأمر على مبادرتهم الطيبة التي أعطت لي ولكل العارضين، فرصة إحياء الحرف والصناعة التقليدية، ففن تزيين المرايا والتحف موروث تقليدي شعبي كباقي الحرف التي كان أسلافنا يتنافسون على تعلمها وكذا تعليمها.
تقول العارضة ليلى خرشي عضوة في جمعية الابتسامة مختصة في تزيين التحف والرسم والنقش: كنا متعطشين لمثل هذه المبادرات التي انقطعنا عنها بسبب جائحة كورونا، لأننا من خلال هكذا معارض وتظاهرات ثقافية، نتمكن من تبليغ رسالة الحرفي الواقف على التراث والساهر على إتقان فن الصنعة والترويج لها من خلال منتوجاته، وكذا على حمايتها من الاندثار.
العارضة مقبل سميرة مختصة في صناعة حلوى «البنوين»: هذه أول مشاركة لي عبر هذه التظاهرة والتي من خلالها أعرض منتوج نوع واحد من الحلوى لكن بمختلف النكهات والأشكال والألوان، التي أقدمها في علب مختلفة الأحجام والأنواع، أتمنى أن تتكرّر مثل هذه المناسبات حتى يتمكّن كل مشارك من التعريف بمنتوجه الذي  يستحق الزيارة والتشجيع على الاستمرارية.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات تظاهرة القصبة معالم وحرف، ضمّت مجموعة من المشاركين، فلا تفوتوا زيارة عروض المنتوجات الحاضرة بـ»ريحة زمان» التي تدوم إلى غاية 25 فيفري.