بعد ساعات من موافقة واشنطن على دعوة أوروبية للمشاركة في محادثات تحضرها إيران لبحث سُبل إحياء الاتفاق النووي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه يجب على واشنطن رفع «بشكل غير مشروط وفاعل كل العقوبات التي فرضت أو أعيد فرضها أو أعيدت تسميتها من قبل ترامب».
أبدى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف استعداد بلاده التراجع عن جميع خطواتها إذا رفعت واشنطن عقوباتها دون شروط وبشكل عملي، وذلك غداة إبداء واشنطن استعدادها لإجراء مباحثات لإحياء الاتفاق، بينما قالت لندن إنه يجب على طهران العودة لالتزاماتها.
وأكد وزير الخارجية الإيراني «عندها سنعكس فورا كل الإجراءات التعويضية التي اتخذناها» اعتبارا من 2019، وشملت التراجع عن العديد من الالتزامات الأساسية بموجب اتفاق 2015، ردا على الانسحاب الأمريكي منه.
وأتى موقف ظريف بعد ساعات من خطوات أمريكية حيال طهران في محاولة لإحياء اتفاق فيينا، قبل أيام من تاريخ 21 فيفري الجاري، وهي مهلة حددتها إيران لتقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما لم ترفع واشنطن العقوبات القاسية التي أعادت فرضها، منذ 2018.
وبعد نحو عام من هذا الانسحاب، بدأت إيران بالتراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق المعروف بـ»خطة العمل الشاملة المشتركة»، والذي وضع إطاره القانوني بقرار من مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 2231.
من جانبها، أبدت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عزمها العودة إلى الاتفاق، لكنها تشترط بداية عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها. في المقابل، تؤكد إيران ضرورة رفع العقوبات أولا، قبل عودتها إلى التزاماتها. أما موقف وزير الخارجية أنتوني بلينكن فغير واضح، حيث المبعوث الأمريكي روبرت مالي تواصل مع جميع أطراف الاتفاق ما عدا إيران، واتصل أيضا بممثلي دول عربية. وكان ريتشارد ميلز القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، قد أبلغ مجلس الأمن الدولي في رسالة، بأن بلاده سحبت طلب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لإعادة فرض العقوبات على إيران.
وحذّرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة إيران من تداعيات «خطيرة» لمضيّها قدما في تنفيذ هذه الخطوة، مؤكدة ضرورة عودة طهران للتقيّد التام ببنود الاتفاق النووي. وقال مسؤول أمريكي إنه توجد فرص للمرة الأولى، منذ سنوات، لإنهاء سياسة الضغوط القصوى والعودة للدبلوماسية مع إيران.