أكد رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي، بمستشفى فرانس فانون، بالبليدة البروفيسور، عبد الرزاق بوعمرة، أن تخفيف إجراءات الحجر الجزئي والسماح بعودة بعض النشاطات، جاء بناء على تطور المعطيات العلمية واستقرار الحالة الوبائية، التي تعرف تناقصا يوميا في حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19، مشيرا أن التحسن يسمح بالرجوع التدريجي إلى الحياة العادية، لكن مع الإبقاء على الإجراءات الوقائية.
أوضح البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة في اتصال بـ «الشعب»، أمس، أنه نظرا للتحسن النسبي الذي يعرفه الوضع الوبائي وتطور المعطيات العلمية تقرر تعديل الحجر الجزئي المنزلي والسماح بالفتح الكلي للمساجد عبر الوطن، وكذا إعادة فتح المطاعم والمقاهي ومحلات الأكل السريع، مشيرا في تشريحه للوضع أن السلطات لجأت إلى تخفيف الإجراءات الجماعية والإبقاء على الاحتراز «الفردي» كخطوة نحو التعايش مع الوباء إلى غابة رفع المناعة الجماعية.
أضاف في سياق موصول، إلى احتمال العودة إلى التدابير الوقائية الجماعية في حال تغير منحى الإصابات وتراجع الوضع الصحي، موضحا بخصوص الأخبار حول عودة قوّية لوباء كورونا، إنها عبارة عن احتمالات بنيت على أساس نشاط الفيروس الذي مازال موجود وهونشط وإن قلّ نشاطه مؤخرا، غير أن الحالة الوبائية في الدول المجاورة غير مطمئنة، لأنها تسجل عددا كبيرا من مرضى الكوفيد، بالإضافة الى ظهور نوعية جديدة من الفيروس غيّرت الوضع في أوروبا.
قال أيضا، إنه يجب التوجه إلى رفع المناعة الجماعية عن طريق التطعيم للتحكم في الوباء، مضيفا أن الجزائر لم تصل بعد إلى مرحلة التحكم التي تتطلب وقت للوصول إليها، غير أن الإجراءات الوقائية الحل الأمثل للحفاظ على استقرار منحنى الإصابات.
حذّر البروفيسور من التهاون مع كورونا والإسراف في التفاؤل بعودة الحياة إلى طبيعتها بمجرد الشروع في عملية التطعيم، التي قد تعطي للمواطنين اعتقاد خاطئ وغير واقعي، خاصة وأن التهاون قد يتسبب في عرقلة الإجراءات المتخذة للحد من العدوى، مشيرا أن اللّقاح لا يتحكم في الوباء بشكل سريع، وإنما الطريق مازال طويلا للعودة إلى الحياة العادية.
عن عملية التطعيم التي تتواصل بأغلب ولايات الوطن قال الدكتور بوعمرة، إن الحماية التي ستوفرها لن تكون آنية، بل قد تستغرق أسابيع لإنتاج أجسام مضادة فهو لا يوفر الحماية بنسبة مائة بالمائة، مشيرا أن الجرعة الأولى للقاح تحمي الشخص، بنسبة 50 بالمائة من الإصابة بالوباء، وأن المناعة تكون كاملة بعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، بحسب ما أكدته الدراسات الأخيرة.
أوضح المتحدث، إن فعالية التلقيح مرتبطة بعدد الأشخاص الملقحين، ويجب أن تصل إلى 70 بالمائة من مجمل الملقحين لكي نصل إلى المناعة الجماعية المرغوب فيها، مشددا على ضرورة احترام التدابير الوقائية بعد الخضوع لعملية التلقيح، لأن الوباء منتشر في أوساطنا حتى مع تواصل عمليات التلقيح وتعميمها على الوطن.
أكد البروفيسور، أنه في الوقت الذي بدأت فيه عمليات التلقيح ضد كورونا عبر العالم، مازالت الدراسات متواصلة حول أعراضه الجانبية ومدة الحماية، غير أن هذا مؤشر إيجابي للتحكم في الوباء والقضاء عليه مستقبلا، لأن البحوث حول «كوفيد 19» تطورت وتم فهم الفيروس ونشاطه، كما جاءت به الدراسات العلمية، مضيفا أن الخبرة في المجال الوبائي تقوم بدور في تغيير منحى الإصابات في بلادنا.