تتواصل بولاية بومرداس عملية التلقيح ضد كوفيد-19 وانحصارها في عدد من العيادات والمراكز المتواجدة بالمدن الكبرى ومنها العيادة متعدّدة الخدمات لعاصمة الولاية التي تعرف إقبالا معتبرا للمواطنين، مقابل ضعف الاستجابة لعدد طلبات الاستفادة خاصة وسط فئة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة الذين كانوا سباقين للتسجيل في القائمة التي أعدتها مديرية الصحة لتنظيم الحملة، حسب الأولوية وكمية اللقاح التي لا توازي حجم الطلب..
ينتظر المواطنون وبالخصوص القاطنين بالبلديات النائية ومناطق الظل الكثيرة المنتشرة بولاية بومرداس دورهم وموعد وصول حملة التلقيح ضد كوفيد19، للاستفادة من جرعة الأمل بعد عدة أشهر من المعاناة وهواجس كورونا، وهي الحملة التي يسمعون بها فقط ويشاهدون أطوارها عبر وسائل الإعلام، حسب تصريحات بعض المواطنين من كبار السن في حديثهم لـ»الشعب»، مع استفسارهم عن تاريخ وصول الأطقم الطبية إليهم لإعفائهم من عناء التنقل للمستشفيات والمراكز الصحية بالمدن.
وكانت مديرية الصحة لبومرداس قد أعلنت في وقت سابق عن تخصيص 76 فرقة طبية للإشراف على العملية مع تخصيص فرق متنقلة ستجوب مناطق الظل للتكفل بالسكان دون الحاجة للتنقل، لكن وبعد دخول الحملة أسبوعها الثالث، لا تزال العملية محصورة في عدد من العيادات الرئيسية أبرزها العيادة متعدّدة الخدمات محمد بويحياوي بعاصمة الولاية التي انطلقت منها الحملة لكن يبدو أنها عاجزة عن توفير عدد كافي من اللقاحات لطوابير المواطنين المسجلين، فما بالك بسكان نقاط الظل.
وفي تعليقه على سير حملة التلقيح ضد كوفيد19، كشف مدير الصحة والسكان لولاية بومرداس سعيد أوعباس في تصريح خصّ به «الشعب» على هامش إطلاق القافلة الطبية نحو 39 منطقة ظل، «أن الحملة تسير في ظروف حسنة، مع تسجيل إقبال كبير للمواطنين للتسجيل من اجل اخذ اللقاح»، إلا أنه تحفظ «على تقديم رقم تقريبي على عدد الأشخاص الذين استفادوا من اللقاح»، فيما قدّرته مصادر طبية بأزيد من 200 شخص مستفيد.
وفي سؤال عن حظوظ سكان البلديات النائية وتاريخ انطلاق الحملة، ربط مدير الصحة العملية «بمدى توفر الظروف وشروط الحفظ الجيد والتبريد التي تتطلب درجة برودة كبيرة يتعذّر من خلالها نقل جرعات اللقاح إلى مناطق بعيدة، وبالتالي تمّ تحضير مراكز صحية معينة تستجيب لهذه الشروط في انتظار استقبال حصة ثانية من نفس لقاح سبوتنيك أو اللقاح الآخر المبرمج الذي لا يتطلّب مثل هذه الشروط الدقيقة المتعلقة بدرجة البرودة»، وأضاف اوعباس «أن القافلة الطبية من مهمتها القيام بحملة تحسيسية لتحضير المواطنين لعملية التلقيح المنتظرة في الأيام القادمة».