عرفت الجامعة الجزائرية، مطلع الأسبوع، حادثة مأساوية، راحت ضحيتها طالبة مقيمة بالإقامة الجامعية أولاد فايت 2.
الطالبة نصيرة بكوش، توفيت حرقا في غرفتها بمقر الإقامة الجامعية أولاد فايت ٢ للبنات في العاصمة، يوم السبت، وأثارت موجة استياء وسط الرأي العام بالجزائر، وصلت حد المطالبة بضرورة تنحية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، بعد «واقعة» حدثت جراء إهمال قيل إنه سيتم محاربته والحد منه.
وبين من يتّهم الطالبة الراحلة بإدخال ما هو ممنوع إلى غرفتها بالإقامة الجامعية، ومن يدافع عنها ويصوب نار غضبه إلى المسؤولين عن تسيير ملف الخدمات الجامعية، رحلت نصيرة في صمت إلى بارئها، كاشفة مرة أخرى عن ضعف وتدني مستوى الخدمات التي دائما ما رافعت عنها الوزارة بتقديمها أرقام مهولة بلغت الملايير من الدينارات.
أسباب الكارثة
في هذا الصدد، ربط رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، فاتح سريبلي، تجدّد حالات الوفاة في الاقامات الجامعية في الجزائر بصفة عامة، بغياب وانعدام الأمن داخل الاقامات، ما ترك المجال للطلبة إدخال قارورات الغاز أو المقوّمات التي هي أصلا ممنوعة داخل هذه الأخيرة.
وأشار سريبلي في اتصال هاتفي مع «الشعب ويكاند»، إلى أن تشخيص هذا الواقع يؤكّد لنا الكثير من النقاط السوداء في الجانب الخدماتي، لأنّ استعمال قارورات الغاز من أجل الطهي يدل على رداءة الوجبات المقدمة، مضيفا: «استعمال هذه المقومات دليل على غياب التدفئة، هذه الأمور التي تعتبر أساسية أصبحت في 2021 مطالب!».
إقالة مدير الإقامة
المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية بشير درواس، الاثنين، أقال مدير الإقامة الجامعية للبنات لأولاد فايت 2، سيف الدين حاجي، وعيّن بوعشرين عبد القادر خلفا له.
وعلّق ممثّل الطلبة بأنّ «الإقالات ستخفّف من الضغط الطلابي لكن في الحقيقة ما هي إلا حلول ترقيعية». ودعا المتحدث إلى ضرورة الإسراع في إصلاح حقيقي وعميق لهذه المنظومة ككل، خاصة مع توفر الإرادة السياسية على المستوى المتوسط، أما على المستوى الآني لابد من الرفع من درجات الحيطة والحذر والتعامل بجدية والتطبيق الصارم للقانون.
إجراءات لحماية الطّلبة
وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، أسدى تعليمات إلى مديري الخدمات ومديري الإقامات الجامعية، باتخاذ كل الإجراءات والتدابير الأمنية الوقائية الضرورية، من أجل الحفاظ على سلامة الطلبة والعمال والممتلكات، داخل فضاءات وهياكل الخدمات الجامعية، بما فيها شبكات الغاز، الكهرباء، الماء والتدفئة.
وتنقّل بن زيان الإثنين، إلى منزل عائلة الفقيدة نصيرة بكوش، بدوار أولاد سعيد ببلدية الرحوية (39 كلم شمالي تيارت)، أين أدى واجب العزاء لذويها.