متعاملون مرتاحون لنوعية التنظيم والمشاركة التي تعدت ألف عارض
اختتمت، أمس، فعاليات الطبعة 47 لمعرض الجزائر الدولي، وسط ارتياح كبير من العارضين المشاركين الممثلين لـ37 جنسية، كونها كانت فرصة هامة لتبادل الخبرات وعقد لقاءات ثرية، وموعدا اقتصاديا لبحث فرص الشراكة والتعرف على المنتوج الوطني وتنافسية المؤسسات الجزائرية التي سجلت هي الأخرى مشاركة نوعية وقياسية.
في هذا الإطار أوضح رشيد خيار، محافظ معرض الجزائر الدولي، في تصريح لـ»الشعب»، أن الطبعة 47 لقيت نجاحا كبيرا وبكل المقاييس وأكدت أن الجزائر أصبحت قبلة اقتصادية بامتياز تحظى باهتمام العديد من رجال الأعمال والمستثمرين.
وحول تقييمه للتظاهرة الاقتصادية المنظمة بقصر المعارض «سافكس»، قال إن خيار المعرض ينظر إليه من زاويتين، الأولى من حيث حجم المشاركة القياسية الذي ارتفع مقارنة بالطبعات السابقة، إذ تم تسجيل 1064 عارض، منهم 611 أجنبي و453 وطني يمثلون 37 جنسية.
أما الزاوية الثانية، فتتمثل في إقبال الزوار على مختلف أروقة وأجنحة التظاهرة، فإلى جانب الرضا المسجل على مستوى العارضين المشاركين في المعرض، لاسيما باللقاءات الثرية التي عقدت على هامش الحدث وما تحمله من تمهيد لفرص شراكة محتملة وعقود عمل، تم استقبال ما يقارب 35 ألف زائر يوميا، أي حوالي 200 ألف زائر خلال التظاهرة باستثناء اليوم الأول الذي كان مخصصا للافتتاح الرسمي.
وأضاف، أن هذا الإقبال يرجع إلى التنظيم المحكم للمعرض من مختلف جوانبه، من خلال تحديد مواقيت للمهنيين وذلك ابتداء من الساعة 11 إلى 14:00 زوالا. أما الجمهور العادي فتمكن من التوافد ابتداء من الساعة 14 إلى 19:00 مساء، خاصة بعد تخصيص فضاء لبيع المنتوج الوطني.
وبحسب نفس المتحدث، تميزت هذه الطبعة بخصوصية فريدة صنعتها مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية كضيف شرف وبمشاركة حوالي 80 مؤسسة في مختلف المجالات، وهي قياسية مقارنة بالطبعات السابقة وكذا حتى بالنسبة للتظاهرات الاقتصادية المنظمة بالدول المجاورة.
وأشار خيار، إلى أن قيادة كاتب الدولة الأمريكي للوفد المشارك تمثل مؤشرا قويا للأهمية والقيمة التي توليها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن هذا الحدث الاقتصادي تعزز بآخر ثقافي والمتمثل في زيارة عمدة مدينة «القادر» بولاية «آيوا» الأمريكية لولاية معسكر، وذلك في إطار التوأمة المبرمة بين المدينتين.
وفيما تعلق بعقود الشراكة المسجلة أو الصفقات، أوضح محافظ معرض الجزائر الدولي أنه مما لا شك فيه أن هناك صفقات وعقود شراكة عقدت أو مفاوضات بهذا الخصوص، لكنه لا يملك الأرقام، كون أن أغلب العارضين لا يميلون للكشف عن النتائج التي حققوها من مشاركتهم في التظاهرة لأسباب تخصّهم وحدهم، مشيرا إلى أنه مما لاشك فيه أن المعرض كان فرصة حقيقية لخلق فرص شراكة.
وحول زيارة وفد رؤساء الخارجية المشاركين في حركة عدم الانحياز للتظاهرة، اعتبر خيار المبادرة بالطيبة والجيدة، خاصة وأنها سمحت لما يقارب 100 وزير خارجية بالاطلاع على القدرات الوطنية وجودة الإنتاج الوطني في جميع المجالات، ما أعطى صورة واضحة المعالم لضيوف الجزائر عن التطور الذي يعرفه مناخ الاستثمار المؤسساتي والتسهيلات التي ساعدت في بروز عدد معتبر من المؤسسات المتوسطة والصغيرة في مختلف المجالات.