يتوجه السوريون اليوم إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد والاختيار بين ثلاثة مترشحين يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته بشار الأسد الذي يحظى بأكبر الحظوظ للفوز بولاية ثالثة مقارنة بمنافسيه ماهر حجار وحسان النوري.
وهذه أول انتخابات رئاسية تعددية تجري في ظل الدستور السوري الذي تم إقراره في العام 2012، كما أنها تأتي في خضم النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
فبعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي بدأت في 15 مارس 2011 والتي تطورت في ما بعد إلى ما يسمى الأزمة السورية، تم إقرار دستور جديد للبلاد اعتباراً من تاريخ فيفري 2012 ومن أهم التغيرات على مستوى رئاسة الجمهورية إلغاء المادة الثامنة التي كانت تنص على أن حزب البعث العربي الإشتراكي هو الحزب القائد للدولة والمجتمع وبالتالي الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية لم يعد محصوراً بالقيادة القطرية لحزب البعث وتحوَّل اختيار رئيس الجمهورية من استفتاء على ترشيح القيادة القطرية إلى انتخابات تعددية. كما أبقى الدستور على مدة الدورة الرئاسية المحددة بسبع سنوات ولكن حدد عدد مرات إعادة الإنتخاب بمرة واحدة فقط أي يمكن لأي مرشح أن يستمر رئيسا لدورتين مدة الدورة الرئاسية 7 سنوات.
وأجرت دمشق انتخابات لرعاياها في الخارج في 43 سفارة، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن نسبة المقترعين “تجاوزت 95 في المئة من الذين سجلوا أنفسهم”. ومنعت دول مؤيدة للمعارضة أبرزها فرنسا وألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، إجراء الانتخابات على أراضيها. ونظمت تظاهرات رافضة للانتخابات لسوريين معارضين في لبنان وتركيا.
ويرى المراقبون أن كثافة التصويت بالخارج أعطت مؤشرات إيجابية بأن هناك حراكا شعبيا محتملا لمشاركة كثيفة في انتخابات اليوم. وأخذت حملات المرشحين الانتخابية مدى واسعا في الانتشار سواء في الإعلام المحلي أو الخارجي، وهو ما أفضى إلى كشف تفصيلي لبرامجهم الانتخابية. وإلى اليوم، فإن آمال الشارع السوري تتجه نحو استكمال المراحل الأخيرة للاستحقاق السيادي والتطلع إلى وقف الاقتتال الدموي وإقرار المصالحة وإعادة الأمن والاستقرار لذرى الشام.
هذا، وأعلن مسؤول إيراني، أن وفوداً من 9 بلدان حليفة لدمشق ستشرف اليوم على مجريات الانتخابات الرئاسية في سوريا.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، إن ممثلين من أوغندا وزيمبابوي وبوليفيا والفيليبين وفنزويلا وطاجيكستان سيرافقون وفدا من النواب الإيرانيين.
وأضاف أن نوابا من روسيا ولبنان وصلوا إلى سوريا، وذلك إثر مؤتمر في طهران جمع وفق السلطات ممثلين لثلاثين بلدا تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
المترشحون الثلاثة
أعلن محمد جهاد اللحام، رئيس مجلس الشعب، عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية اعتباراً من تاريخ 22 أفريل حتى 11 ماي 2014، حيث تقدم 24 شخصا بأوراق ترشيحيهم ولكن المحكمة الدستورية العليا قبلت ترشيح ثلاثة مرشحين فقط هم:
ماهر حجار
عضو مجلس الشعب، من مواليد حلب عام 1968، انتمى للحزب الشيوعي في عام 1984 وانشق عنه في العام 2000.
اتخذ البرنامج الانتخابي لماهر حجار طابع يساري حيث تركّز على المستوى الدولي بالعمل على توطيد العلاقات مع الدول التي تحترم القانون الدولي وخصوصاً دول البريكس ودول منظمة شنغهاي إضافة إلى العمل على تقوية العلاقات مع حركات التحرر الوطني والاجتماعي في العالم سعياً لتشكيل إطار سياسي يجمع الشعوب لمواجهة القطب الإمبريالي ـ الصهيوني وإفشال مخططاته.
أما على الصعيد السوري، فركز البرنامج الانتخابي لحجار على سورية بلا دماء ودمار وتخريب ونص على الوصول إلى عفو عام يطوي صفحة ما يقارب أربع سنوات من الأزمة الدموية والضرب بيد من حديد على كل من يتجرأ على سيادة الدولة السورية، كما أكد البرنامج على أن الدولة هي راعية لكل المواطنين وتتحمل مسؤولية إعادة الإعمار ورعاية المهجّرين وإشراكهم في إعادة الإعمار وتوحيد بوصلة السوريين ضد عدوهم الحقيقي الأميركي الصهيوني .
حسان النوري
رئيس “المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير” والرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الإدارية والتسويقية وعضو سابق في مجلس الشعب (1998 حتى 2003) ووزير دولة سابق لشؤون التنمية الإدارية ومجلس الشعب (2000 حتى 2002) كما عمل أيضاً كأمين سر غرفة صناعة دمشق (1997 حتى 2000)هو من مواليد دمشق 29 فيفري 1960 وحاصل على بكالوريوس من كلية الإقتصاد والتجارة بجامعة دمشق ودكتوراه في الإدارة العامة - تنمية الموارد البشرية من جامعة كينيدي في الولايات المتحدة.
بشار الأسد
الرئيس الحالي المنتهية ولايته وقد انتخب لأول مرة في العام 2000 وتم تجديد ولايته في العام 2007. هو من مواليد دمشق في 11 سبتمبر 1965 وحاصل على شهادة طب العيون من جامعة دمشق، انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979، تزوج من السيدة أسماء الأخرس عام 2001 وله منها ولدان وبنت حافظ وزين وكريم.