لم تتأخر ردود الفعل الدولية والإقليمية على نتائج انتخاب ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف للسلطة التنفيذية الانتقالية الموحدة، وهي الجهاز التنفيذي الذي يقود البلاد خلال فترة تنتهي في الـ30 من ديسمبر المقبل بعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق خارطة الطريق التي أقرها الملتقى.
سارع المجتمع الدولي الى تأكيد التعاون والعمل مع الحكومة الليبية الجديدة ساعات قليلة عقب اعلان نتائج منتدى الحوار السياسي، الذي أشرفت عليها الأمم المتحدة وجرت في جنيف بهدف التحضير لانتخابات وطنية ليبية. وأفضت الى فوز كل من محمد المنفي برئاسة المجلس الرئاسي وعبد الحميد الدبيبة برئاسة الحكومة.
ترحيب محلي
رحب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، بتشكيل الحكومة الجديدة المؤقتة، وقال في بيان له «نبارك نجاح ملتقى الحوار السياسي الليبي في الوصول إلى اختيار سلطة تنفيذية جديدة، وأتقدم بالتهنئة لمن اختيروا لتولي المسؤوليات في المجلس الرئاسي الجديد ورئاسة حكومة الوحدة الوطنية».
وأعرب عن امله في أن تعمل السلطة الجديدة خلال المرحلة القادمة على «توفير الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر في 24 ديسمبر القادم لوضع الأساس لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة».
الجوار يثمّن نتائج الحوار
ثمّنت دول جوار ليبيا انتخاب حكومة جديدة مؤقتة، ورحبّت تونس بانتخاب السلطة تنفيذية الجديدة، وذلك في خطوة وصفتها بـ»الإيجابية، والحدث التاريخي الذي يؤشّر إلى إنهاء الانقسام، وتعافي ليبيا وخروجها من الأزمة التي عاشتها لعقد من الزمن». وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها إن هذه الخطوة، التي تمخضت عن اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي بجنيف تعد «شُروعا في بناء مرحلة جديدة من تاريخ ليبيا».
وثمنت في هذا الصدد، جهود منظمة الأمم المتحدة، ودورها الذي وصفته بالمحوري في تحقيق هذا الإنجاز، مُتمنية في الوقت نفسه «التوفيق للأعضاء المُنتخبين في أداء مهامهم السامية حتى الوصول إلى الانتخابات في موعدها المحدّد».
وأعربت في المقابل، عن حرص تونس «الراسخ على العمل مع السلطة التنفيذية الليبية الجديدة من أجل إعطاء دفع أقوى للعلاقات الثنائية، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، لما فيه خير ومصلحة الشعبين، وتجسيدا لروابط الأخوة الصادقة، والإيمان المشترك بوحدة المصير وبقيم التضامن والتعاون والتكامل».
من جهتها أشادت موريتانيا، بالاتفاق الذي توصل له الفرقاء الليبيون، ونوّه بيان صادر،أمس، عن وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية، بالدور الذي اضطلعت به منظمة الأمم المتحدة، في رعاية هذا الاتفاق. وأكد البيان «دعم موريتانيا لهذا المسار، ولكل ما من شأنه أن يحقق تطلعات الشعب الليبي إلى الأمن والاستقرار، ويضمن وحدة أرضه وسيادته».
مجلس التعاون الخليجي يُشيد
رحّب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف، باتفاق الأشقاء في ليبيا باختيار السلطة التنفيذية الجديدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي ورئيس الوزراء. وأعرب الأمين العام عن أهمية هذه الخطوة للوصول إلى الحل الدائم والشامل، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، ويلبي تطلعات وطموح الشعب الليبي الشقيق. وأشاد الحجرف بجهود بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بهذا الاتفاق، متمنياً أن يعمّ الأمن والسلام أنحاء ليبيا كافة، ويعزز وحدتها الوطنية.
ارتياح دولي
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بتشكيل الحكومة الجديدة في ليبيا ودعا كل الأطراف الليبية والدولية إلى احترام النتيجة. وقال غوتيريس للصحافيين «إنني أناشد الجميع بأن يعترفوا ويقبلوا هذه النتائج وأن يعملوا مع السلطات الجديدة التي جرى انتخابها... من الضروري للغاية توحيد ليبيا والمضي قدما نحو السلام». مثمّنا الأخبار الجيدة جدا في البحث عن السلام بعد اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتتالت ردود الفعل الإقليمية والدولية إزاء اختيار منتدى الحوار السياسي الليبي سلطة جديدة لقيادة البلاد، فيما تعهدت القوى الغربية بفرض احترام الاتفاق ومعاقبة منتهكيه. وقد رحبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالاتفاق الذي توصّل إليه منتدى الحوار السياسي الليبي بشأن سلطة تنفيذية ليبية مؤقتة وموحدة لقيادة البلاد.
ودعا بيان أميركي أوروبي مشترك جميع السلطات والجهات الليبية الفاعلة إلى ضمان تسليم سلس وبنّاء للسلطة إلى السلطة التنفيذية الجديدة. كما شدّد البيان على أن الحكومة المؤقتة الجديدة - التي سيقترحها رئيس الوزراء المكلف - يجب أن تكون شاملة وتسمح بتمثيل جميع الليبيين.
دعوة للتحضير للانتخابات
دعا البيان مندوبي منتدى الحوار السياسي الليبي إلى الحفاظ على مواقعهم بما يضمن قيام السلطة التنفيذية الجديدة بالتحضير للانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل. وأكدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استعدادهما لمحاسبة كل من يهدّد الاستقرار أو يقوّض العملية السياسية في ليبيا.
وقالت الأمم المتحدة إنها ستوكل إلى المجلس الانتقالي مهمة «إعادة توحيد مؤسسات الدولة وضمان الأمن» حتى الانتخابات المقبلة. وانضمت حكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى الولايات المتحدة في الترحيب بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها حذرت من أن الطريق «لا يزال طويلا». وبدورها، تمنت وزارة الخارجية الروسية للفريق الجديد «حل جميع القضايا الصعبة في الفترة الانتقالية بنجاح»، ومن بينها تنظيم استفتاء على الدستور وانتخابات عامة.