في حين يواصل فيروس كورونا إثارة الرعب حول العالم بغموضه وتحوارته، تتّجه الأنظار نحو ووهان الصينية بؤرة تفشي الفيروس، حيث زار خبراء منظمة الصحة العالمية عددًا من المواقع البارزة التي لها صلة بمنشأ الفيروس، بما في ذلك سوق للمأكولات البحرية حيث سُجلت أولى الإصابات.
وفي هذا الشأن، بدأ خبراء منظمة الصحة العالمية، يستبعدون فرضية تسرّب الفيروس من مختبر. فقد أكّد كبير خبراء المنظمة في ووهان لوكالة فرانس برس إن الفريق الذي يزور الصين أجرى مناقشات «صريحة جدًا» مع العلماء الصينيين حول منشأ الفيروس المسبب لوباء كوفيد-19، بما في ذلك فرضية تسربه من مختبر للفيروسات.
مزاعم غريبة
قال بيتر بن امبارك إن المحادثات تناولت مزاعم تناقلتها وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع، بعد يوم من زيارته وفريقه مختبر ووهان للفيروسات.
ومن دون أن يتطرق إلى فرضيات محددة، وصف بن امبارك بعضها بأنه بعيد عن كل تصور عقلاني، مؤكدًا أن المحققين لن يضيعوا الوقت في مطاردة أكثر المزاعم غرابة.
كما أوضح اختصاصي سلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عبر الهاتف من ووهان، المدينة الواقعة في وسط الصين حيث سُجلت أولى الإصابات بفيروس كورونا في ديسمبر 2019، «كانت المناقشات صريحة للغاية».
وأضاف بن امبارك الذي عمل في مكتب منظمة الصحة العالمية في بكين لمدة عامين ابتداء من عام 2009، «ناقشنا...الكثير من النظريات الشهيرة وما إلى ذلك وما جرى لشرحها».
أكثر الأمراض خطورة في العالم
إلى ذلك، كانت زيارة معهد ووهان للفيروسات من أبرز المهام على جدول أعمال الخبراء بسبب فرضيات أثارت جدلًا بطرحها أنه مصدر الوباء.
يجري علماء هذا المختبر أبحاثًا عن بعض أكثر الأمراض خطورة في العالم، بما في ذلك سلالات فيروسات تاجية تصيب الخفافيش مشابهة للفيروس المسبّب لكوفيد-19.
فقد سرت تكهّنات في بداية انتشار الوباء بأن الفيروس قد يكون تسرب من طريق الخطأ من المختبر في ووهان، رغم عدم وجود دليل يدعم مثل هذه الفرضية.
واستغل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب وأنصاره تلك الشائعات وقاموا بتضخيمها من خلال نظريات مؤامرة مفادها أن الصين تعمدت تسريب الفيروس.
سيناريوهات للأفلام
كما قال بن امبارك إنّ المناقشات مع علماء المختبر كانت مفيدة لفهم موقف العاملين فيه «بالنسبة للعديد من هذه التصريحات والادعاءات التي شاهدها الجميع وقرأ عنها في الأخبار». وبدا أنه يرفض بعض هذه الفرضيات بوصفه الكثير من التكهنات بأنها تنفع أن تكون «سيناريوهات ممتازة لأفلام ومسلسلات جيدة للسنوات المقبلة».
كما أكّد أنّ محقّقي منظمة الصحة العالمية «يتبعون العلم ونتبع الحقائق» للوصول إلى استنتاجاتهم. وقال لوكالة فرانس برس «إذا بدأنا في ملاحقة سراب والجري خلفه هنا وهناك فلن نحقق أي تقدم على الإطلاق».
وتابع «لذا فهذه أيضًا خطوة مهمة أننا تمكنا من فهم مصدر هذه القصص...ونحن قادرون، بطريقة عقلانية...على شرح لماذا يجانب بعضها المنطق تمامًا، ولماذا يمكن أن يكون لبعضها معنى، ولماذا يمكن تفسير بعضها أو لا يمكن تفسيره».
استنتاج نهائي
هذا وزار الفريق مختبر «بي4» في المعهد والخاضع لأقصى متطلبات السلامة البيولوجية في آسيا كونه مجهزًا للتعامل مع مسببات الأمراض الأخطر من الفئة 4 مثل إيبولا.
وقال بن امبارك إن الرحلة إلى ووهان التي من المقرر أن تنتهي الأسبوع المقبل، لن تؤدي إلى استنتاج نهائي بشأن كيفية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر.
وقال «لن نتوصل إلى فهم كامل نهائي لمنشأ هذا الفيروس، لكنها ستكون خطوة أولى جيدة...ستكون أفضل طريقة قوية وواضحة جدًا لشرح كيف يمكن المضي قدمًا».
إلى ذلك، تسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 2,269,346 شخصا في العالم وأصاب أكثر من 104,350,880 شخصًا، منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.
العربية نت