التلقيح يحد من المضاعفات الخطيرة وليس وقف الجائحة
أكّد الدكتور أمحمد كواش مختص في الصحة العمومية، أنّ الجزائر تعيش استقرارا وبائيا في حالات الإصابة بـ «كوفيد- 19» ساهم في تحقيقه وعي المواطنين، غير أنه مع انخفاض عدد الحالات مؤخرا قلّ الشعور بأهمية التدابير الوقائية، ما جعلنا نسجل عودة نسبية للإصابات بفيروس كورونا.
أوضح الدكتور محمد كواش في تصريح لـ «الشعب»، أن الانخفاض في عدد الإصابات يقابله التراخي في الإجراءات الوقائية، هذا ما لوحظ في الكثير من المواطنين الذين يحملون أعراض السعال، التعرق الشديد وفقدان حاستي الشم والذوق، إلا أنه في المقابل هناك إقبال قليل على المستشفيات والمخابر لأن المواطن أصبح يملك ثقافة صحية.
يرى أمحمد كواش، أن عودة الإصابات بـ «كوفيد- 19» ترجع لعاملين أساسيين يتعلقان بالتهاون في الإجراءات الوقائية بعد ثبات المنحنى الوبائي من خلال تسجيل حالات الشفاء من العدوى بمختلف المؤسسات الاستشفاىية، وبانتهاء مرحلة الحماية المناعية المؤقتة للمتعافين من فيروس كورونا.
وأضاف المتحدث أنّ المتعافين من «كوفيد 19» سواء عن طريق الشفاء الطبيعي من خلال المناعة الجيدة، أو التعافي بعد العلاج في المستشفى، أو المتابعة الطبية الخاصة والحجر المنزلي مع العلاج وأخذ الأدوية، سمح لهم باكتساب مناعة مؤقتة تصل بين 6 أشهر وسنة حسب الخبراء والمختصين في علم الأوبئة، انتهت مدتها لدى غالبيتهم.
وأردف قائلا «إنّ الدراسات الجديدة والبحوث توصلت إلى أن المناعة ضد فيروس كورونا، يمكن أن تستمر لمدة خمسة أشهر أو لفترة أطول لدى غالبية المتعافين»، حيث وجد الباحثون أن عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة لديهم استجابة مناعية قوية ومستقرة ضد فيروس كورونا، علاوة على ذلك لدى هؤلاء أجسام مضادة قادرة على تدمير الفيروس.
وأفاد الدكتور بذات الخصوص، أنّ 90 بالمائة من المتعافين من فيروس كورونا لديهم مستويات معتدلة إلى عالية من الأجسام المضادة، ما يعني أن الخلايا البائية والتائية في جهازهم المناعي قادرة على التعرف بصورة أسرع على الفيروس مقارنة بغيرهم، والتي تستمر لشهور أطول مما كان متوقعا بعدها إصابتهم بالعدوى.
بخصوص عملية التلقيح التي انطلقت رسميا السبت الماضي من ولاية البليدة والأحد من العاصمة، فقد شملت كما هو مسطر من السلطات الصحية الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالوباء كعمال الهياكل الصحية، المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة قبل الانتقال إلى بقية المواطنين في الفئة العمرية بين الـ 18 والـ 65 سنة، مشيرا إلى أن توفر اللقاح والحصول عليه لا يعني توقف انتشار الوباء، وإنما الحد من المضاعفات الخطيرة للفيروس.
وأفاد أيضا، أنّ إخضاع الشخص للتطعيم لا يعني عدم الإصابة أو عدم نقل العدوى فالحذر مطلوب، خاصة في حال عدم ارتداء القناع الواقي، حيث يمكن أن يحمل الفيروس وينقله للآخرين، لذلك يجب توخي الحذر ويطالب الخبراء بعدم تناسي الإجراءات الوقائية، خاصة وان العودة إلى الحالة الطبيعية تتطلب مزيدا من الوقت لمعرفة الحياة بعد اللقاح وبعد رفع المناعة الجماعية، لاسيما وأن نظرية انتشار الفيروس بعد التطعيم تعتبر علميا احتمالا واردا.
وحذّر الدكتور كواش من الإصابة بكوفيد-19، لأن الحالات بدأت تعود نسبيا وقد تؤدي إلى ارتفاع منحنى الإصابات في حال التراخي في قواعد الاحتراز وشروط السلامة، خاصة مع استلام اللقاح والتعويل عليه في القضاء على الوباء ومنع انتشاره، الأمر الذي يؤدي إلى احتمال عودة الفيروس ومنه الرجوع إلى تشديد الإجراءات، داعيا الجميع الإبقاء على الشروط الاحترازية لتفادي انتشار الفيروس.
وعرج الدكتور على مخاوف العلماء من حدوث طفرة جينية من الفيروس على غرار الأنفلونزا الموسمية التي تحدث طفرات كل سنة، خاصة وأن الباحثين والعلماء يتوقعون طفرة أخرى في فيفري، مارس أو أفريل، مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة الصحية يستوجب التقيد بالتدابير التي أقرتها اللجنة العلمية لمتابعة الوباء في انتظار تحقيق التلقيح الجماعي.
وأكّد بخصوص عملية التلقيح التي استبشر بها خيرا، أنها تتم وفق تنظيم محكم بحيث يخضع الشخص إلى متابعة طبية باعتماد البطاقة التقنية التي تتضمن بياناته الشخصية من أجل متابعة حالته الصحية أسبوعين أو ثلاثة بعد إخضاعه للتلقيح، داعيا في ذات السياق الجميع إلى المساهمة في إنجاح اللقاح للوصول إلى تلقيح 60 بالمائة من المواطنين.