انطلقت، صباح أمس، عبر التراب الوطني الامتحانات الرسمية الخاصة بشهادة البكالوريا لدورة جوان 2014، في ظروف عادية وطبيعية لمستها “الشعب” بمختلف مراكز الامتحان التي زارتها بالعاصمة من خلال التنظيم المحكم وكذا الإمكانات البشرية والمادية المسخرة .
أجمع المترشحون لشهادة البكالوريا 2014 في يومهم الأول في تصريحاتهم لـ«الشعب» بأن الأسئلة الخاصة بمادة الأدب العربي صباحا كانت في متناول الجميع. أبدى معظم التلاميذ من الشعب العلمية، والرياضيات تقني رياضي وتسيير واقتصاد واللغات الأجنبية ارتياحا كبيرا لأسئلة الامتحان خاصة ما تعلق بمادة اللغة العربية في حين تفاجأ مترشحو الشعب الأدبية من إدراج نصين لشاعرين خارج المقرر الدراسي السنوي. كما أعرب عدد من الأساتذة ممن التقيناهم بمراكز الامتحانات والذين استسهلوا بدورهم الأسئلة عن أملهم في أن تكلل مجهودات المترشحين لهذه الشهادة بالنجاح خاصة وأن المواضيع لم تخرج عن المقررات التي تناولها التلاميذ خلال السنة الدراسية، وكذا عن العتبة التي تم تحديدها من طرف الوزارة الوصية سابقا، مؤكدين في السياق ذاته أن الامتحانات وفي يومها الأول جرت بصفة طبيعية وأن كل الإمكانيات المادية والبشرية كانت متوفرة، حيث تم زيادة عدد المراقبين والمؤطرين لضمان شفافية ونزاهة أكثر للامتحانات، كما تم تخصيص مركز للعلاج يضم طبيبا وأخصائيا نفسانيا. أما المواضيع المرتقبة، فان المترشحون لن يمتحنوا إلا في المواضيع المدروسة في الأقسام، حيث تم تحديد عتبة الدروس المعنية، بعد إلغاء عدد من الدروس التي لم تستطع بعض المؤسسات التربوية تداركها.
الأسئلة لم تخرج عن المقرر وعتبة الامتحانات
كانت الساعة تشير إلى تمام الـ8:00 صباحا عندما تم إعطاء إشارة انطلاق أولى امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2014، حيث كانت كل الوجوه قلقة تترقب ما ستحمله أسئلة امتحان اللغة العربية، لكن وبعد دقائق قليلة من فتح الأظرفة وتوزيع الأوراق على الممتحنين ظهر نوع من علامات الارتياح على التلاميذ الأمر الذي عاشته “الشعب” مع تلاميذ شعبة العلوم الطبيعية والحياة بثانوية محمد أمزيان بن حداد بباش جراح.
وبالعودة إلى أجواء الامتحانات، فقد كشفت الجولة التي قادت “الشعب” إلى بعض مراكز الامتحان بالعاصمة على غرار مركز محمد أمزيان بن حداد بباش جراح، ومركز “مصطفى شرشالي” بنفس المنطقة، أكدت المترشحتان “لخضاري امينة “ “ووادفل صبرينة” على سهولة مواضيع الفترة الصباحية والمتعلقة بمادة اللغة العربية، مشيرين أن الأسئلة كانت سهلة وفي متناول الجميع بالنسبة للشعب العلمية في انتظار ماستسفر عنه أسئلة الفترة المسائية في اختبار مادة الانجليزية .
على عكس الشعب العلمية فقد تفاجأ مترشحو الشعب الأدبية بإدراج موضوع للشاعرين “محمد بلقسام خمار” و« النويري “ اللذين لم يكونا ضمن المقرر الدراسي لهذه السنة، هذا ما أكدته لنا الممتحنتان اني كريمة وزروال لامية من ثانوية “قهواجي بوعلام بحي الجبل” اللتان أصيبتا بصدمة كبيرة نتيجة صعوبة أسئلة النصين الشعري والنثري على حد السواء قائلتين بأن “سيناريو الدورة الماضية قد تم إعادته هذا العام”.
في حين قالت “هدى” تلميذة في شعبة تقني رياضي والتي إلتقيناها بثانوية احمد زبانة ببلدية حسين داي أن الأسئلة كانت في متناول الجميع حملت موضوعين اختياريين الأول تضمن نص شعري والموضوع الثاني عبارة عن نص نثري .
من جهة أخرى استحسن كل من تلاميذ شعبة علوم تجريبية، رياضيات، تسيير واقتصاد، الإستراتيجية الجديدة في طرح الأسئلة والتي لم تتضمن هذه السنة أي تعقيدات ما سهل المهمة على التلاميذ وجعل الأسئلة سهلة إلى درجة أن التلاميذ تمكنوا من الإجابة عليها في وقت قصير، حيث لاحظنا خروجهم من مراكز الامتحان قبل انتهاء الوقت المحدد، وقد مكن طرح موضوعين اختياريين في هذه الدورة من الإجابة واختيار الموضوع الأسهل بالنسبة لهم حيث قال وسيم في هذا الإطار طرح موضوعين اختياريين أنقذنا من مأزق الأسئلة الصعبة وتجنب الموضوع الأطول .
المترشحون متخوفون من المواد الأساسية
من جهة أخرى أبدى المترشحون ممن إلتقيناهم بمركز عائشة ام المؤمنين بحسين داي تخوفا كبيرا من امتحان مادة الرياضيات الذي سيجتازونه اليوم، باعتبارها المادة التي ستحدد مصيرهم ذات المعامل 7، في حين اعتبر تلاميذ شعبة آداب مادة الفلسفة أصعب مادة بالنسبة لهم كما سجلوا تخوفهم من الامتحانات الخاصة باللغات الأجنبية والتاريخ والجغرافيا والتي تسجل بدروها معامل 7، حسب ما صرح به عدد منهم.
الأحرار ينتقدون غلق مراكز الامتحان في وجههم وتركهم في الشارع
ولم تمنع سهولة المواضيع من تسجيل بعض الشكاوى من طرف المترشحين خاصة الأحرار حول غياب أماكن الجلوس بعد غلق مراكز الامتحان في وجههم من منتصف النهار إلى غاية الثالثة مساء، أي موعد امتحانات الفترة المسائية، خاصة وأنهم قدموا من بلديات بعيدة، على غرار لخضاري التي قدمت من بلدية براقي لتمتحن ببلدية باش جراح .
تعزيزات أمنية عبر مختلف مراكز الامتحان
وسجلنا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت “الشعب” إلى مختلف مراكز الامتحانات بالعاصمة أن مصالح الأمن والحماية المدنية كانتا بدورهما على موعد مع الحدث حيث وفرت المصالح الولائية كل الظروف الأمنية الضرورية المعتاد تخصيصها عند إجراء مثل هذا الامتحان الوطني الهام والمصيري.