رفع الضرائب المفروضة على التبغ أفضل وسيلة وقائية
أكد البروفيسور سليم نفطي، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى مصطفى باشا خلال حوار أجريناه معه بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين أن أكثر من 15 ألف جزائري يموتون سنويا بسبب استهلاك التدخين،الذي ينتج عنه الإصابة بأمراض خطيرة مشيرا إلى أن رفع الضرائب المفروضة على التبغ لتصل الى مستويات تحد من استهلاكه أحسن وسيلة لمكافحة هذه الآفة الاجتماعية.
الشعب: بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين ماهي الاهداف المحددة سنة 2014 من طرف منظمة الصحة العالمية؟
^^ البروفيسور سليم نفطي: تتمثل الأهداف المحددة لحملة عام 2014 في تشجيع الحكومات على رفع الضرائب المفروضة على التبغ لتصل إلى مستويات تحد من استهلاكه، ويتمثل الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية أجيال الحاضر والمستقبل ليس فقط من العواقب الصحية المدمرة الناجمة عن التبغ، بل أيضاً من الآفات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخان التبغ.
وأن شعار منظمة الصحة العالمي هذه السنة هو رفع الاسعار المحددة للسجائر على الاقل 10 بالمائة من أجل تقليل نسبة المبيعات بـ “ 15 بالمائة حتى لا يتمكن الشباب الدارسين بالثانويات والمدارس المتوسطة من اقتنائها بسهولة ومن المؤسف ان التبغ في الجزائر لم يعرف أبدا ندرة عبر كل القطر الوطني عكس المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها المواطن، إلا أنه لا يجدها متوفرة في بعض الأحيان.
ما مدى خطورة التدخين على صحة المواطن؟
* يشكل التدخين في الجزائر خطرا كبيرا على مختلف شرائح المجتمع حيث ان ظاهرة انتشار التدخين بلغت على المستوى الوطني درجة “مؤلمة” باعتباره يتسبب في إصابة مستهلكيه بأمراض عديدة تصل مباشرة إلى الوفاة، أخطرها السكتة القلبية وسرطان الرئة وتصلب شريان المخ وضيق التنفس، كما أن كثرة التدخين تتسبب في وفاة 45 شخصا يوميا نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة.
وأنا أحذر من خطورة الأوضاع إذا ما استمرت الأمور على حالها ولم تتخذ التدابير الوقائية الضرورية لمجابهتها، لأن التدخين أصبح يهدد صحة الجزائري وينتشر عند المراهقين بالمؤسسات التربوية في مختلف الثانويات والاكماليات إناثا وذكورا دون مراقبة سواء من طرف أعوان الأمن أو الأساتذة أو الأسرة التي تلعب دورا هاما في تربية الأبناء ونصحهم بضرورة الابتعاد عن هذه الآفة الخطيرة التي أصبحت تحصد أرواح الآلاف من البشر بنسبة فاقت حوادث المرور .
ماهي الأمراض الخطيرة التي يتسبب فيها التدخين؟
* تتعلق المخاطر الصحية الرئيسية الناتجة عن استهلاك التبغ بالإصابة بأمراض تنفسية كالربو والتهاب القصبات، كما تشكل الإصابات السرطانية 90 بالمائة من الأمراض الناتجة عن التدخين، وتعتبر من أكبر الأسباب المؤدية للوفاة.
وبالنسبة للمرأة، فإن التدخين له أضرار كبيرة على صحتها، فقد يتسبب في إصابتها بالعقم كما يجعل بشرتها جافة ومجعدة في وقت مبكر بالاضافة الى سقوط الشعر، كما ان استنشاق دخان السيجارة لا سيما الاطفال ويؤدي ذلك الى إصابتهم بأمراض تنفسية حادة ويقلل التدخين أيضا من نسبة الأكسجين اللازم لعضلة القلب، كما يؤدى الى زيادة في سرعة نبض القلب، مما يتطلب زيادة نسبة الأكسجين لذا نلاحظ أن المدخنين يشكون من أمراض الصدر والتنفس، كما أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية.
ما هي أهم تدابير مكافحة التدخين؟
* لعلّ أكثر تدابير مكافحة التدخين التي تعطي نتائج إيجابية تكمن في رفع ضرائب التبغ وتشديد الرقابة على مستوى الحدود الجزائرية حتى تنخفض نسبة استهلاكها على الأقل بـ 20 بالمئة، لأن مكافحة أضرار التدخين واستهلاك التبغ مسؤولية تقع على الجميع من أطباء وأساتذة وأعوان أمن وجمارك وحتى الأسرة بالاضافة الى أهمية تضافر الجهود بين مختلف القطاعات على غرار وزارة التجارة التي من المفروض أن تعمل على رفع أسعار السجائر ووزارة المالية والصحة.
ومع مجموعة من الأطباء نسعى الى العمل على تطبيق المواد القانونية حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، حيث توجد 13 مادة قانونية خاصة بمكافحة التدخين،صحيح أن الكثير من الأشياء السلبية تغيرت لا سيما في السنوات الأخيرة إلا أنها قليلة مقارنة بانتشار الأمراض الناتجة عن التدخين وما تتسببه من وفيات.
وعن ظاهرة تدخين الشيشا في المقاهي التي تشكل أكثر خطورة من السجائر يجب منع محلات بيع الشيشا نظرا لأضرارها الوخيمة على صحة المواطن حيث أن تدخين شيشا واحدة تعادل 3 علب سجائر بل الاخطر من ذلك إن بعض مستهلكيها يقومون بوضع مواد ممنوعة في الشيشا كبعض أنواع المخدرات وأنا أدعو إلى ضرورة معاقبة أولئك الذين لا يحترمون القانون.