الاعتـداء الجنسي في صــدارة الجــرائـم
سجلت مديرية الأمن الوطني مابين شهري جانفي وأفريل لسنة 2014، أكثر من 2132 طفل ضحية عنف فيما سجلت 6321 حالة عنف ضد الأطفال في 2013، هذه الأرقام عرضتها، أمس، عميد الشرطة، خيرة مسعودان، رئيسة مكتب الطفولة وجنوح الأحداث لمديرية الشرطة القضائية، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها بجناح المديرية العامة للأمن الوطني بقصر المعارض احياء لليوم العالمي للطفولة، والتي حضرها أيضا ممثلون عن المجتمع المدني.
وأكدت عميد الشرطة خيرة مسعودان، بلغة الأرقام أن الضرب والجرح العمدي والاعتداء الجنسي، أهم أنواع العنف الممارس ضد الأطفال، حيث سجلت مصالحها في السنة الماضية 3599 ضحية عنف جسدي و1818 عنف جنسي ممارس ضدهم، أما سوء المعاملة فجاءت في المرتبة الثالثة بـ627 ضحية.
اما الاختطاف الذي عرف حملة اعلامية واسعة العام الماضي فسجلت 250 حالة اختطاف كان تدخل الشرطة المختصة في الوقت المناسب، اما عدد الاطفال الذين كانوا ضحية الجرح والضرب العمدي المفضي الى القتل فبلغ 7 حالات، وسجل 14 طفلا ضحية القتل العمدي.
أما الأشهر الأربعة الأولى لـ2014 فتم تسجيل 1210 ضحية للضرب والجرح العمدي أما الاعتداء الجنسي فـ622 ضحية و210 ضحية لسوء المعاملة، وفيما يخص الاختطاف سجلت مصالح الامن مابين شهري جانفي وافريل 81 حالة اختطاف، وضحية واحدة للضرب والجرح العمدي المفضي الى القتل و8 ضحايا للقتل العمدي.
وبالنسبة للفئة العمرية لاحظت رئيسة مكتب الطفولة وجنوح الأحداث لمديرية الشرطة القضائية أن شريحة الاقل من عشر سنوات هي الاكثر تضررا من العنف بمختلف اشكاله، امر أرجعته الى ازمة الاخلاق التي يعرفها المجتمع خاصة مع تنامي استعمال مختلف الوسائل التكنولوجية للانترنيت ما ادى الى استسهال القصر للقتل، وأصبح وسيلة بسيطة للردع بينهم وفي غالب الاحيان يكون السبب تافها (كلمة، سوء تفاهم، هاتف نقال) مقارنة بحجم جرم القتل العمدي.
وأكدت منشطة المنتدى ان مصالح الشرطة المختصة بحماية الأطفال سخرت جميع الوسائل المتاحة من تكنولوجيا حديثة إلى التكوين والتأطير المتواصلين للإطارات التي تعمل بالفرق الخاصة بحماية الطفولة والبالغ عددها خمسون على مستوى التراب الوطني، ثلاثة منها متواجدة بالعاصمة، حيث يشرف مختصون جزائريون واجانب على هذه العملية في الجزائر والخارج ايضا.
وفي تصريح لـ» الشعب» على هامش الندوة الصحفية، أكد عبد الرحمن عرعار رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفولة «ندى» ان الشرطة تلعب دورا مهما في حماية الطفل من الاخطار المحدقة به في المجتمع، وايضا في وقايته منها لأنه من الفئات الهشة في المجتمع، لذك خصصت مديرية الامن الوطني فرقة خاصة تعمل بالتنسيق مع المجتمع المدني والعدالة معا خاصة فيما يخص الإجرام الذي طال الأحداث.
وأكد في حديثه أن فرق الأحداث يجب أن تحسن عملها مستقبلا حتى تكون مستقلة في عملها وهياكلها لتتلاءم وخصوصيات الطفولة التي يتم استقبالها في مراكز الشرطة حتى ننمي ثقافة الاطمئنان لديهم، وفي مقارنة بالاتفاقية العالمية لحقوق الطفل اعتبر عرعار الجهد المبذول غير كاف وضعيف «لاننا بعيدون عما هو عليه في الدول المتقدمة».
وارجع عبد الرحمن عرعار المشكل في آليات تنفيذ الإجراءات العقابية التي تبقى غالبا معطلة رغم أن تعديل قانون العقوبات في 2014 جاء دعما لحماية الطفولة من الانتهاكات الخطيرة التي تقع ضدهم في كل ثانية، كما اعتبر غياب التنسيق بين مؤسسات الدولة في هذا المجال جعل الوضع الذي تعيشه الطفولة أكثر سوءا.