أكد وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، أن الشروع في عملية التلقيح ضد فيروس كورونا في الجزائر يعتبر «حدثا هاما»، و أن توفير اللقاح سيساهم في تخفيض عدد الوفيات الناتجة عن الاصابة بكوفيد -19 وسيكون له دورا حاسما في مواجهة الجائحة.
قال وزير الصّحة، خلال إشرافه على اطلاق المنصّة الرقمية للمخطط الوطني للتكفل بمتلازمات الشريان التاجي الحادّة، إن انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، في شهر جانفي الجاري، تمت في اطار الالتزام بتعليمات الرئيس تبون الذي أمر في 20 ديسمبر الماضي بالإسراع في اختيار اللّقاح الأنسب ضد فيروس كورونا وتوفيره في آجال محدّدة.
ذكّر بن بوزيد بالضغط الكبير الذي شهدته العديد من ولايات الوطن، خاصّة البليدة، بسبب انتشار الفيروس بشكل مخيف والذي خلّف عددا كبيرا من الوفيات وأدى الى إصابة الكثير من المرضى بتعقيدات صحّية خطيرة، مشيرا الى أن اللّقاح سيسمح أخيرا بالتحكّم والسيطرة في الوضع الوبائي في إطار الحد من خطورة الفيروس، بعد عدة أشهر، من المعاناة ومكافحة الوباء.
منصّة رقمية للتكفل بمتلازمات الشريان التاجي
أعلن وزير الصّحة عن اطلاق منصّة رقمية للمخطط الوطني لمتلازمة الشريان التاجي الحادة مع تحوّل المقطع، موضحا أن المخطط يهدف الى اختصار الفترة الزمنية للتشخيص والتكفل بالمرضى على مستوى مختلف نقاط الاستعجالات الأوّلية وربطها بمختلف مراكز أمراض القلب المرجعية المجاورة لها.
أضاف بن بوزيد أن متلازمات الشريان التاجي الحادة مع انسداد عضلة القلب تعد من أولى أسباب الوفيات في الجزائر، ويمكن أن يصاب بها أي شخص وفي أي وقت، مشيرا الى ضرورة الاستعجال في التشخيص والتكفل السريع بمختلف الحالات على أن لا تتجاوز على الأقل مدّة 6 ساعات الأولى خاصة وأنها الطريقة الوحيدة للحد من المضاعفات الخطيرة لهذه الحالة الاستعجالية.
كما دعا الى تعزيز العمل ضمن شبكة منظمة بين الهياكل الأولية «آلام الصدر « ومراكز أمراض القلب المرجعية وكذلك مختلف المتدخلين من خلال تطبيق رقمي آمن مخصص لمتلازمات الشريان التاجي الحادة ووضع بروتوكولات واضحة ومناسبة وكذا القيام بحملات تحسيسية واسعة وإقليمية حول آلام الصدر ومتلازمات الشريان التاجي الحادة.
كما أفاد أن انعدام التكفل المناسب بالمرضى في الوقت المحدد يتسبب في وفاة شخص واحد من أربعة، خلال الساعات الأولى من ظهور الأعراض، مشيرا الى أن غياب بروتوكولات منظمة للتكفل بالمريض وعدم العمل ضمن شبكة فعالة يؤدي الى معاناة أغلبية المرضى سواء من نقص في التشخيص أو الحصول على علاج متأخر.
أشار أيضا الى أن السّجلات الجزائرية، أكدت بأن الوقت المستغرق للتكفل بالمرضى طويل جدا يتجاوز 6 ساعات، ما يفسر عموما العدد المعتبر للتحويلات الثانوية، موّضحا أن وضع مخطط عمل هدفه الأساسي تحسين الفترة الزمنية المستغرقة للتكفل بالمرضى وتحديد أوقات الانتظار للحصول على العلاج «مهلة النظام»، وهي إحدى المؤشرات لتقييم نوعية أي منظومة صحّية.
يتضمن المخطط بروتوكولات وتقييمات دورية، بالاضافة الى تكييفه مع خصوصيات كل منطقة من البلاد من أجل تخفيض معدلات الاصابات والوفيات المرتبطة بمتلازمات الشريان التاجي الحادة في جميع أنحاء الوطن، من خلال تقليص وقت الحصول على العلاج ووقت تنبيه المريض والتكفل به.
في هذا السياق، كشف عن انشاء رعاية إقليمية مؤسساتية مخصصة لمتلازمات الشريان التاجي الحادة ووضع طبيب عام على مستوى الاستعجالات الطبية للهياكل المسماة بالأولوية لآم الصدر في مركز التكفل بالمتلازمات التاجية الحادة زيادة على اعادة المسؤولية للمراكز المرجعية الاقليمية لأمراض القلب.
50 ٪ يتوفون بالأمراض المزمنة
كشفت رئيسة مصلحة الأسباب الطبّية للوفيات بالمعهد الوطني للصّحة العمومية، صورية بلعمري، أن 57 ٪ من الجزائريين يتوفون نتيجة تعرضهم للإصابة بالأمراض المزمنة، حيث نسبة 66 بالمائة من بينهم من الفئة العمرية 30-69 سنة تتوفى مبكرا.
البروفيسور مهياوي: «انطلاق التلقيح مؤشر على الخروج من الأزمة»
قال عضو اللجنة متابعة ورصد وباء كورونا البروفيسور مهياوي ان انطلاق عملية التلقيح مؤشر ايجابي يدل على قرب الخروج من أزمة كورونا، كون اللّقاح هوالسلاح الوحيد الذي يمكن استعماله للتغلب على خطورة الفيروس والعودة للحياة الطبيعية، مؤكدا أن الجزائر مستعدة للتصّدي للسلالة الجديدة المتحوّرة.
كما أشاد مهياوي بالمجهودات المبذولة من قبل السلطات العليا التي سخرت جميع الوسائل والامكانيات للحصول على اللقاح في أقرب أجل، مشيرا الى أن الهدف يكمن في تلقيح 60 أو70 بالمئة من الجزائريين لاكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس والذي لن يتحقق في ظرف وجيز، بل سيستغرق وقتا طويلا وستتم العملية بصفة تدريجية.
وطمأن المواطنين بمدى سلامة اللقاح الروسي سبوتنيك V وخلوه من الاعراض الجانبية الخطيرة التي يتخوف منها الكثيرون، موضحا أن اختيار اللقاحات تم وفق دراسات علمية دقيقة، حيث يساهم في ضمان فعالية بنسبة عالية، مشيرا الى ضرورة الاستمرار في الالتزام بقواعد الوقاية كون اللّقاح لا يقضي نهائيا على الفيروس، بل يسمح بالتقليل من مخاطره.