التزمت الجزائر بوعدها بإيصال أول شحنة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”، وسابقت الزمن لإحضار أولى الدفعات من بينها 500 ألف لقاح “سبوتنيك 5”، الذي لم يكن سهلا الحصول عليه أمام التدافع على الجرعات عبر العالم، حيث لعبت الجزائر دورا كبيرا في تحقيق هذا المسعى، وأبدت التزاما أمام مواطنيها لجلب اللقاح الذي يعزز المناعة السكانية لتحقيق الحماية الجماعية، يقول الأخصائي في الأمراض المعدية الدكتور قايدي.
أوضح الدكتور قايدي في تصريح لـ “الشعب”، أنّ عملية التلقيح ستنطلق من ولاية البليدة كإشارة رمزية كونها أول بؤرة انتشر فيها الوباء، والتي سيخضع فيها بعض الأطباء والممرضين العاملين في الميدان الى التلقيح لإعطاء أول إشارة لانطلاق العملية التي ستتم وفق برنامج وطني تشرف عليه وزارة الصحة.
وأشار في ذات السياق، أنّ عملية التلقيح ستكون كبيرة وستشمل كل الجزائريين والجزائريات عبر كامل التراب الوطني كما سبق وأن أعلنته الحكومة، وهذا باعتماد اللقاح الروسي “سبوتنيك 5” الذي أثبت فعاليته بنسبة 95 بالمائة، وليس لديه أعراض كبيرة، وسيقدم على جرعتين، حيث تمّ اختيار هذا اللقاح وفق المعايير التقنية التي تناسب الجزائر التي أكدت جاهزيتها بكل الوسائل اللوجستية من أجل تخزين اللقاح في أحسن الظروف.
وأضاف أخصائي الأمراض المعدية، أنّ بداية التلقيح ستكون رمزية من ولاية البليدة الى غاية توزيعه على باقي الولايات الأخرى التي ستخضع للعملية التي تشمل في مرحلتها الأولى عمال السلك الطبي والمسنين فوق 65 سنة، على أن تعمّم لاحقا حسب المخطط العام الخاص بتلقيح كل الجزائريين، أي الأشخاص بين 18 و65 سنة للوصول الى المناعة الجماعية التي تكون بتطعيم على الأقل 60 بالمائة من المواطنين.
ودعا قايدي إلى توعية وتحسيس المواطنين بأهمية اللقاح من أجل الإقبال على التطعيم الذي يستمر طيلة سنة 2021، ويتوقّع أن يكون إقبال كبير عليه، خاصة وأن اللجنة العلمية لمتابعة الوباء قد صرحت بالبرنامج الوطني المتبع في عملية التطعيم التي ستتم عبر 8 آلاف مركز وطني ووفق شروط تضمن السلامة للأشخاص الخاضعين للتلقيح.
وبخصوص الوضعية الوبائية في بلادنا، أكد الدكتور أنّنا في وضع أحسن مقارنة ببعض الدول المتقدمة والدليل انخفاض عدد الاصابات والمتواجدين بمصالح الإنعاش بالمستشفيات، مشيدا في ذات السياق بجهود اللجنة العلمية في فرض الإجراءات الوقائية التي تضمن صحة وسلامة المواطنين.
وأشار في الختام إلى عاملين أساسيين للحفاظ على استقرار الحالة الوبائية في بلادنا يتعلقان بوعي ويقظة المواطن وكذا الاستمرار في الحفاظ على غلق الحدود، خاصة مع ما يجري في العالم من ظهور سلالة جديدة محوّرة لكوفيد-19 أكثر انتشارا، داعيا المواطنين الى إنجاح عملية التلقيح الى غاية القضاء على الوباء والعودة الى الحياة العادية تدريجيا.