كشف مدير الصحة والسكان بالنيابة لولاية ورڤلة، طارق بلباي، في ندوة صحفية، عن تخصيص 43 مركزا خاصا بالتلقيح ضد كورونا و5 وحدات متنقلة للمناطق النائية والمعزولة وكذا مناطق الظل لتمكين كافة المواطنين على مستوى الولاية من الاستفادة من اللقاح.
ذكر ذات المسؤول أنّه تمّ تسخير فرق طبية للإشراف على عملية التلقيح وهي مكونة من أطباء وممرضين، استفادوا من تكوين خاص لتوضيح كل المعلومات الهامة حول هذا اللقاح المستخدم وكيفية التعامل معه طبقا للشروط المعمول بها على المستوى العالمي.
أشار بلباي الى أن كل مركز سيتوفر على طبيب وممرضين لإجراء عملية التلقيح، موضحا أنه تم تخصيص مراكز متمثلة في عيادات جوارية من أجل تقريبها من المواطنين، أما المراكز المتواجدة على مستوى المستشفيات ومصالح الوقاية فستكون خاصة بالعمال في قطاع الصحة وعمال الهيئات الإستراتجية.
وعن تحضيرات عملية التلقيح ضد كوفيد-19 التي ستكون خلال الأيام القريبة جدا حسبه، أوضح أن غرف التبريد والمجمدات الخاصة بحفظ اللقاح متوفرة على مستوى المؤسسات الصحية بالولاية وجاهزة ومهيأة لاستقبال جرعات اللقاح.
وأضاف أن اللقاح مجاني وليس إجباريا، لكن موصى به بشدة لتقليل نسبة العدوى، أما فيما يخص مدة التلقيح فالعملية تبقى متواصلة على مدار العام. وأوضح فيما يتعلق بالتسجيل أن المواطن مدعو للانخراط في العملية، عبر إيداع معلومات عامة عنه وإذا كان من ذوي الأمراض المزمنة مع رقم الهاتف الشخصي في أقرب عيادة جوارية، وسيتكفل القطاع بالاتصال بالمواطنين وتحديد المواعيد لتلقي جرعات اللقاح كإجراء وقائي وتنظيمي للعملية.
وفي سياق ذي صلة، ذكرت الدكتورة إيمان طواهير طبيبة مختصة في طب العمل، أن اللقاح سيكون متوفرا تدريجيا وبكميات متزايدة بمرور الوقت، كما أن عملية التلقيح ستكون مستمرة على مدار السنة. وقالت إنه قد تم تحديد فئات ذات أولوية لترتيب عملية التلقيح، بداية من عمال قطاع الصحة وعمال الهيئات الإستراتيجية والمواطنين فوق عمر 65 سنة وأصحاب الأمراض المزمنة ثم بقية المواطنين أعمارهم تفوق 18 سنة.
أما الفئات غير المعنية باللقاح هم الأمهات الحوامل والمرضعات والمواطنين أعمارهم أقل من 18 سنة، وذلك نظرا لأنهم لم يكونوا متواجدين في تجارب سريرية للقاح.
وتتمثل موانع اللقاح في حساسية الفرد لمكون من مكونات اللقاح، حيث أن أي مواطن قبل أن يتلقى التلقيح سيستفيد من فحص طبي قبلي لمعرفة إذا ما كان لديه أي موانع للتلقيح بينما الأفراد الذين سبق وأن أصيبوا بالفيروس فإنّهم يخضعون للتلقيح بعد مدة ثلاثة أشهر من الإصابة بالمرض.
من جانبها ذكرت الدكتورة حشاني فتيحة أستاذة استشفائية جامعية وممارسة في مستشفى محمد بوضياف، أن عديد الحالات مرت على ممارسي القطاع ولغاية اليوم مازال يستقبل مرضى
كوفيد-19، موضحة “ولأننا نعلم جميعا أنه لا دواء للفيروس، نلجأ كأطباء إلى تقديم مضادات حيوية من أجل تجنب تسجيل مضاعفات في الحالة، كما نزودهم بالأكسجين ومضادات للالتهاب من أجل تحسن حالتهم”.
وصرّحت حشاني، “بما أن هذا المرض الفيروسي وإلى غاية الساعة لا وجود لدواء خاص به، فإن أحسن وسيلة للوقاية وللعلاج هي التلقيح. ورأينا كأخصائيين أن التلقيح في الوقت الراهن، يبقى الحل الوحيد للخروج من دائرة الجائحة”.
وأكّدت أنه للخروج من هذه الوضعية ولتفادي تسجيل حالات أو ظهور إصابات جديدة بالفيروس، يجب تلقيح أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مشيرة إلى أنه لا بد من تلقيح نحو 75 في المائة من المواطنين من أجل تحقيق المناعة والحد من انتشار الفيروس في المجتمع من جهة، والتخفيف من الأعراض أو تسجيل مضاعفات صحية بسبب الإصابة بفيروس كوفيد-19.