كشف، أمس، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رضا تير، عن تسخير الموقع الالكتروني للأخير، لنشر فرص الاستثمارات الدولية خاصة الإفريقية منها، وجعله بوابة لكل المستثمرين الجزائريين الذين يريدون الولوج الى عالم المال والأعمال خارج الحدود الوطنية، وذلك عن طريق نشر كل ما يتعلق باستثمارات أي بلد من بلدان القارة السمراء ووضع قاعدة بيانات في البوابة الالكترونية المسماة بـ “افريقيا”.
قال رضا تير، إنّ رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أخذ على عاتقه “دعم المتدخلين الجزائريين اقتصاديا، في اطار التفتح على أسواق إفريقيا، خاصة وأن الجزائر ملاذها الأخير هناك، حيث قمنا بوضع قاعدة بيانات بالاتفاق مع وزير الخارجية، حيث سيتم التوقيع في أقرب وقت على اتفاقية في هذا الصّدد.
ومن أجل ذلك تمّ وضع نظام معلوماتي نجمع فيه كافة الفرص وكل المناقصات في إفريقيا والمشاريع الكبرى في كافة بلدان العالم، حيث تقوم سفارة الجزائر في أي بلد بإرسال مطبوعات تخص كل المشاريع المتواجدة هناك، لوضعها في الأرضية الرقمية، من أجل إتاحة فرص الاستثمار والتجارة لكل المتعاملين ورجال الأعمال الجزائريين الراغبين في اقتحام الأسواق الدولية”.
وأضاف رئيس الكناس، أن “توفير المعلومة للمستثمرين الجزائريين تدخل ضمن مهامنا الجديدة، حيث ستجد أي مؤسسة فرص الإستثمار بإفريقيا ومن حقها أن تطلب مثلا دفتر الشروط للإطلاع على كل معطياته وتفاصيله الدّقيقة”.
وفي السياق ذاته، كشف تير، المعيّن على رأس الهيئة الاستشارية التابعة لرئاسة الجمهورية، عن تقديم دراسات للرئيس عبد المجيد تبون خلال آخر اجتماع له معه في جانفي 2021، للمضي نحو فتح شبكة بنكية سريعا بإفريقيا، لأن الجزائريين ــ بحسبه ــ يعانون من تحويل الأموال والاستثمار ووضع قدم هناك، حيث قدمت للرئيس حلول تتمحور حول كيفية الحصول على استثمارات في افريقيا، يقول تير.
المستثمرون مدعوون لطرح مشاكلهم عبر الأرضية الرقمية
وفي إطار دور الوساطة بين الحكومة والمتعاملين الاقتصاديين، التي كلف بها الرئيس تبون المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كشف تير عن استحداث المنظومة الرقمية للإنترنت بموافقته، حيث تمكّن أي مستثمر “حقيقي” له مشروع “متوقف” بسبب عراقيل مع الإدارة العمومية، الولوج الى الأرضية الرقمية وإيداع شكواه.
ومن ثمّ يبدأ دور المجلس، حيث يقوم بدراسة الملف وإبداء رأيه للوزارة المعنية بحل المشكلة، وهذا طبعا إذا وجدنا ملفه مؤسسا. وهذا كله للتوصل الى حل العديد من مشاكل المستثمرين الجزائريين بعيدا عن البيروقراطية.
واسترسل تير في شرحه للأرضية الرقمية، التي ستكون متاحة لكل الجزائريين، قائلا: “سيكون بإمكان أي مواطن وضع عريضة، وإذا كانت تلك العارضة تتجاوز حدّا معينا من الإمضاءات، فمثلا في بلد معين في أوروبا قد تصل عريضة إلى 500 ألف إمضاء، سندرس الملف، ومن ثم سيتم إخطار الرئيس والوزير الأول وإخطار الجمهور، إضافة إلى إخطار المؤسسات أيضا”.
نجاح في إزالة عوائق الاستثمارات الكبرى
في نفس الإطار كشف رئيس “الكناس” عن تدخله في اطار الوساطة وحل مشاكل المستثمرين، حيث تمت دراسة الملفات بطلب من الرئيس، مشددا على أنه وضع على مكتب رئيس الجمهورية، خلال الأشهر القليلة الماضية، 10 ملفات استثمارية كبرى، تحمل في طياتها اقتراحات وحلولا، 50 بالمائة من اقتراحاتنا قُبلت، طبقا له.
وأضاف، أن الوزير الأول عبد العزيز جراد، بدوره تلقى نفس الوثائق وحلّت العديد من مشاكل الاستثمارات الكبرى وهو ما يبشر بالخير، لأن البيروقراطية في الجزائر التي تهدد النظام هي خفية ومتعددة ومتجددة، لذلك يجب كسرها، يقول تير.
وشدّد رضا تير، على أن موقع المجلس يحوز على قسمين جديدين، واحد للتّصدير والاستثمار، حيث توجد كافة القوانين والمعاهدات مع البلدان والإتفاقيات وكافة المعلومات الاقتصادية، حتى نكون نحن المصدر الأول لمعلومات المستثمر، وهذا كله ــ بحسبه ــ لمساعدة الجزائريين ولتفادي خلق مشاكل في التسيير، حيث وفرنا معلومات في افريقيا وكافة البلدان، ونحوز على حوالي 60 اتفاقية دولية. بينما خصص قسم كامل لأفريقيا وسمي بـ “إفريقيا”، لأن استراتيجيتنا تعتمد حاليا على التوجه والإنفتاح نحو السوق الإفريقية، من باب أنها بوابة القارة الإفريقية ومفتاح المنطقة بين يد الجزائريين، حيث جاء هذا الإجراء في إطار مضي الجزائر للذهاب نحو منطقة التجارة الإفريقية الحرة، التي دخلت حيز التنفيذ ابتداء من جانفي 2021.