قال الخبير في الصحة العمومية، أمحمد كواش، إن استقرار الوضع الوبائي هذه الأيام لا يعني التراخي في الإجراءات الوقائية، وحذّر من قرب انتهاء المناعة المؤقتة للمتعافين من كورنا، والذين أصيبوا شهري مارس وأفريل الماضيين، ما يعني إمكانية تعرضهم للإصابة من جديد، ولفت إلى أن تهاون المتلقي لجرعتي اللقاح قد يجعل منهم ناقلين للعدوى.
أكّد الخبير في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، في اتصال مع «الشعب»، استقرار الوضعية الوبائية في الجزائر، حيث تعرف منحنى تنازليا للإصابات الجديدة والوفيات، ما اعتبره عاملا مبشرا بالخير، لكن يبقى احترام والتزامات كل الإجراءات الوقائية الموصى بها من طرف الخبراء خاصة التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر لليدين، أنجع طريقة للمحافظة على مكسب استقرار الوضعية الوبائية.
وأوضح كواش أنّ الأرقام المسجّلة لا تعني أبدا انتهاء الوباء لأن المختصين يعيشون تحت ضغط شديد بسبب حالة الترقب لتخوفهم من ظهور أي طفرة جديدة في «كوفيد-19» في الأيام القادمة خاصة نهاية شهر جانفي، فيفري، مارس، وحتى أفريل، لذلك كان من الضروري الإبقاء على الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدولة من أجل الحد من انتشار العدوى.
في السياق ذاته، كشف المختص في الصحة العمومية أن الذين أصيبوا بفيروس كورونا شهري مارس وأفريل من السنة الفارطة، شارفت مناعتهم المؤقتة التي اكتسبوها بعد شفائهم من المرض على الانتهاء، حيث أكدت الدراسات العلمية أنها تتراوح بين خمسة إلى ثمانية أشهر، فيما يؤكد بعض المختصين إمكانية بلوغها سنة كاملة، لذلك كان لابد من أخذ فرضية تسجيل عودة إصابات المتعافين في حالة عدم التزامهم بإجراءات الوقاية في الأيام القادمة بعين الاعتبار، خاصة وأن فيروس كورونا مثله مثل الزكام.
غلق الحدود
ناشد كواش في الوقت نفسه السلطات العليا للبلاد الإبقاء على غلق الحدود لمنع دخول السلالة الجديدة إلى الجزائر، حتى لا نعيد تجربة فيروس «كوفيد-19»، الذي انتقل واستوطن في الجزائر بسبب مغتربة، خاصة وأن بعض الدول مثل بريطانيا يمكن اعتبارها بؤرة لانتشار السلالة الجديدة، لذلك سيكون رفع الغلق عن المجال الجوي سببا في فتح المجال أمام انتقالها إلى التراب الوطني، ما سيؤثّر سلبا على خطة مجابهة الأزمة الصحية الاستثنائية التي تعيشها الجزائر.
في ذات السياق، قال إن الحذر مطلوب للمحافظة على استقرار الوضعية الوبائية يستدعي الالتزام التام بالإجراءات الوقائية، وعلى الدولة الاستمرار في التدابير الخاصة بالحجر المنزلي وإجراءات الغلق التي وضعتها منذ شهر مارس الماضي، فرغم دخول الجزائر مرحلة التعايش مع المرض والتخفيف الذي عرفته بعض التدابير الاحترازية تمّ الإبقاء على الحجر المنزلي لمنع السلالة الجديدة، إلى جانب مراقبة المخالفين.
وأشار كواش إلى نقطة أخرى اعتبرها مهمة جدا هي ضرورة معرفة أن من يخضع للجرعتين الأولى والثانية للقاح ليسوا بمنأى من الإصابة بالعدوى، لإمكانية تحولهم إلى ناقلين ايجابيين للفيروس بسبب تراخيهم في الالتزام بالإجراءات الوقائية، فمن المفروض اقتناء اللقاح في الأيام المقبلة حسب تقديرات المختصين، كما يجب وضع حقيقة أن الانطلاق في عملية التلقيح لا يعني توقف انتشار العدوى بعين الاعتبار.