طالبت جنوب أفريقيا الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، بالعدول عن قرار سلفه فى البيت الأبيض دونالد ترامب حول الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء العربية.
صرّحت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب أفريقيا التي ترأس بلادها منظمة الاتحاد الإفريقي بمناسبة تقييمها أمام الصحافة بمركز «شثان هاوس» لعهدة جنوب إفريقيا بمجلس الامن الدولي ورئاستها للمنظمة القارية، أن هذا الأمر هو الجزء «الأكثر القضايا استعجالا ضمن السياسة الخارجية تجاه إفريقيا التى يجب على الرئيس الجديد معالجتها».
وكانت السيدة ناليدي باندور قد استقبلت مطلع الأسبوع المنصرم نظيرها الصحراوى السيد محمد سالم السالك، الذي سلمها رسالة من السيد إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، إلى السيد سيريل رامافوسا رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وذلك في لقاء بين الجانين حضره السفير الصحراوي السيد محمد يسلم بيسط ومديرون من الخارجية الجنوب أفريقية.
على بايدن أن يصحّح الخطأ
من ناحية ثانية، دعت مجموعة من الأكاديميين والحقوقيين من مختلف دول العالم، الرئيس الأمريكي جو بايدن، في رسالة مفتوحة، لإلغاء قرار الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، حول الصحراء الغربية.
وذكّر الموقعون الـ 45، الرئيس بايدن أن «الصحراء الغربية معترف بها كبلد غير محكوم ذاتيا من قبل الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية وكذا محكمة العدل الأوروبية، ووفقا لإجماع واسع من علماء القانون الدولي»، وبالتالي، تضيف الرسالة، «فمن حق شعب تلك الأمة تقرير مصيره واستقلاله إن أراد ذلك، من خلال إجراء استفتاء حرّ ونزيه، كما هو منصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة».
وأضاف الموقّعون على الرسالة بأن «الصحراء الغربية المعروفة رسميا باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، معترف بها كذلك من قبل عشرات الدول، وهي عضو مؤسس كامل العضوية في الاتحاد الأفريقي، الذي يحظر ميثاقه التغييرات أحادية الجانب للحدود الموروثة عن الاستعمار»، وعليه «فإن إعلان ترامب قد سجل تبني الولايات المتحدة احتلال بلد أفريقي معترف به قانونيا من قبل بلد آخر».
توسيع مهمّة «المينورسو»
أشارت الرسالة إلى أن «السماح بالإبقاء على هذا القرار، سيقوّض بشكل خطير سمعة الولايات المتحدة الأمريكية في القارة بل وقد يشجع دولا أخرى على الاعتقاد بأن بإمكانها التوسع دون حساب».
وذكرت العريضة كذلك بالمواقف الواضحة لمجموعة من أبرز السياسيين والدبلوماسيين الأمريكيين الذين عارضوا بشدة موقف ترامب من قضية الصحراء الغربية، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، جيمس بيكر، ومستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، بالإضافة إلى أعضاء كبار في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين مثل الجمهوري، جيمس إينهوف، والديمقراطي باتريك ليهي.
كما ذكرت الرسالة جو بايدن من جهة أخرى كيف أن إدارة أوباما، الذي كان هو نفسه جزءا منها، قد سعت سنة 2013 لإدراج حماية ومراقبة حقوق الإنسان في مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية «المعروفة باسم المينورسو».
ودعا الموقّعون على الرسالة جو بايدن في الأخير لإلغاء «اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالتوسع المغربي، والتشديد على ولاية حول حقوق الإنسان للمينورسو، وإلغاء خطط الولايات المتحدة لفتح قنصلية بمدينة الداخلة، في الصحراء الغربية، ودعم تقرير المصير في الصحراء الغربية».
تجدر الإشارة إلى أن الموقّعين على الرسالة أساتذة جامعيين وحقوقيين من الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، الجزائر، فرنسا، اسبانيا، المانيا، البرتغال، استراليا، كندا وإيطاليا.