طلبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية، الخميس، بفتح تحقيق سريع ومحايد حول ضربة جوية فرنسية أدت إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل في وسط مالي.
يؤكد سكان محليون وجمعية تابعة لاثنية الفولاني، أن الضربة قتلت 20 شخصًا خلال حفل زفاف في قرية بونتي، في 3 جانفي الجاري.
تؤكد السلطات الفرنسية والمالية أن طائرات حربية فرنسية استهدفت عشرات الارهابين وقضت عليهم وأنه لم يكن هناك زفاف أو نساء وأطفال.
وقالت المنظمة إنها تحدثت مع ثلاثة من سكان بونتي، أكد كل منهم أنه كان هناك حفل زفاف وأن «الرجال كانوا مجتمعين بشكل منفصل عن النساء والأطفال بسبب تدابير الفصل بين الرجال والنساء، التي تفرضها الجماعات الارهابية النشطة في المنطقة».
وسبق أن طلب الاتحاد الدولي من أجل الحقوق الإنسانية والجمعية المالية لحقوق الإنسان فتح تحقيق مستقل بالمسألة.
وسبق أن فتحت بعثة الأمم المتحدة في مالي تحقيقًا.
تذمّر متزايد من الوجود الفرنسي
من ناحية ثانية، فرقت قوات الأمن في مالي الاربعاء مئات الأشخاص، كانوا يتظاهرون بالعاصمة احتجاجا على الحضور العسكري الفرنسي في البلاد.
ورفضت السلطات الترخيص للمظاهرة، لأسباب تتعلق بالإجراءات الاحترازية ضد كورونا.
ويأتي هذا التحرك المناهض للقوات الفرنسية بمالي، في وقت تتحدث فيه فرنسا عن «إدخال تعديلات على نشاطها العسكري في الساحل».
ولتخفيف وجودها العسكري، تعوّل باريس كثيراً على نشر وحدات النخبة الأوروبية من ضمن قوة «تاكوبا» الجديدة المكلفة مواكبة الجيش المالي في النزاع.
وأُنشئت هذه القوة بمبادرة فرنسية، وهي مجموعة من القوات الخاصة الأوروبية تضمّ حالياً فرنسيين وإستونيين وتشيكيين.
الإرهاب يقتل ويشرّد
من ناحية ثانية، ذكرت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، أن مليوني شخص نزحوا في منطقة الساحل الإفريقي التي تشهد أعمال عنف من قبل جماعات إرهابية، مشيرة إلى أنه عدد قياسي «محزن».
وأوضح مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين أن النزوح الداخلي في المنطقة - التي تضم بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر - «تضاعف أربع مرات في عامين فقط إذ كان هناك 490 ألف نازح داخلي في بداية عام 2019».
وجاء أكثر من نصف عدد النازحين في المنطقة من بوركينا فاسو.
ومنذ بداية العام، دفعت الهجمات والاعتداءات الإرهابية في النيجر وبوركينا فاسو أكثر من 21 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذ في بلدانهم، وفقًا للمفوضية.
في بوركينا فاسو، أدت سلسلة من الهجمات الارهابية، منذ 31 ديسمبر في منطقة كومبري والقرى المجاورة في شمال البلاد إلى نزوح أكثر من 11 ألف شخص.
وتستضيف منطقة الساحل الإفريقي أكثر من 850 ألف لاجئ، معظمهم من مالي.