يعتبر ملتقى جنيف أول محطة رسمية بالنسبة للعناصر الوطنية للسباحة منذ مارس الفارط بسبب تداعيات جائحة كورونا التي أدّت إلى غلق كل المنشآت الرياضية بالجزائر، لأنه فرصة وقف خلالها الطاقم الفني على مدى نجاح العمل الذي قام به رفقة السباحين منذ شهر أوت الماضي قبل وضع البرمجة المُستقبلية التي تسبق التحضيرات الخاصة بالبطولة الأفريقية المقررة بجنوب أفريقيا في أفريل القادم لأنها مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، والتي سيسبقها عدة ملتقيات لا تقل أهمية.
عمل الطاقم الفني بقيادة كل من مولود بوشندوقة وإلياس نفسي على تحضير عبد الله عرجون، أنيس جاب الله، أمال مليح للملتقى الدولي الهام بجنيف من أجل تحقيق نتائج إيجابية بالنظر للمستوى العالي الذي يعرفه الموعد بحكم مشاركة أبطال أولمبيين وعالميين لأنه مؤهل لبطولة العالم للحوض الصغير بأبوظبي 2021 والمسبح الكبير بفوكويوكا 2022، هذا ما جعل العناصر الوطنية ترفع التحدي من أجل التواجد في المراكز الأولى لأنها فرصة مواتية لتجسيد مدى جاهزيتهم، خاصة بالنسبة للثنائي الذي يحضر بالجزائر، والأمر يتعلق بكل من عرجون وجاب الله.
بالرغم من صعوبة المأمورية بما أن المنافسة لم تنطلق بالجزائر بسبب الإجراءات الوقائية التي تدخل في إطار محاربة إنتشار فيروس كورونا، التي نصّت على ضرورة إبقاء المنشآت المغلوقة بما فيها المسابح باستثناء عناصر النخبة التي تُحضّر في العاصمة بكل من القبة والمسبح التابع للمركب الأولمبي محمد بوضياف، وفي بعض الولايات التي يتواجد بها سباحون ينتمون للمنتخب معنيّون بالألعاب الأولمبية والمتوسطية بعدما انطلق الموسم الدراسي لأن أغلبهم صغار في السن ومرتبطون بمقاعد الدراسة.
بالتالي، فإن ملتقى جنيف في طبعته الـ 54 كشف عن عدة أمور إيجابية من خلال إفتكاك 4 ميداليات منها ذهبية أمال مليّح التي تفوقت على البطلة العالمية والأولمبية الإيطالية بليغريني في نهائي الـ 50 مترا سباحة حرة بتوقيت قدره 26.04 ثانية، فيما تمكن عرجون من تحقيق الحد الأدنى «ب» المؤهل بطولة العالم بأبوظبي وفوكويوكا في إختصاص الـ 50 مترا سباحة على الظهر على التوالي بعدما حقق المركز الثالث بتوقيت 25.87 ثانية ليتحقق بذلك بجواد سيّود الذي سبق له أن تأهل لنفس المنافستين في اختصاص الـ 200 والـ 400 متر أربعة أنواع خلال البطولة الفرنسية المفتوحة، وكان عرجون قد حلّ ثانيا في سباق الـ 200 متر على الظهر، أما أنيس جاب الله حقّق المركز الثالث في سباق 1500 متر حرّة بتوقيت 16.08.16 دقيقة، وهو قريب جدا من توقيته الشخصي لأنه لم يحضر لهذه المسافة وكان من المقرر أن يشارك في اختصاص الـ 800 والـ 400 متر حرّة.
بوشندوقة: «إصابة جاب الله كانت صدمة كبيرة لنا»
لكن الأمور سرعان ما تغيّرت بسبب ثبوت إصابة السباح أنيس جاب الله بفيروس كوفيد-19 عقب صدور تحاليل «بي - سي - آر» التي سبقت اليوم الثالث من المنافسة، وبما أنه كان في تواصل مع مواطنه عرجون وضع الثنائي في الحجر الصحي الطّوعي، ولم يتمكن من إكمال نهائيات اليوم الثاني وغاب عن سباقات الـ 200 حرة والـ 100 على الظهر تواليا. وفي هذا الصدد قامت الإتحادية بالتنسبق مع السلطات داخل الوطن والسفارة الجزائرية بسويسرا لأن السفير شخصيا قام بتسهيل المهمة أمام الوفد الجزائري في كل تحركاته، حسبما أكده المدرب بوشندوقة في تصريح خاص لجريدة «الشعب»، والذي قال «الأمور كانت تسير في الطريق الصحيح، حيث تنقّلنا إلى جنيف يوم 13 جانفي، شاركنا في اليوم الأول بكامل التعداد المتكون من جاب الله وعرجون ومليح التي إلتحقت بنا قادمة من فرنسا، حيث حصدنا 4 ميداليات منها ذهبية أمال ملّيح، عرجون نال فضية وبرونزية فيما حقق جاب الله برونزية، وكان التوقيت رائعا خلال أول خرجة رسمية بعد 10 أشهر من الإبتعاد عن المنافسة الرسمية، ونحن المدربين صراحة لم نكن نتوقع ذلك ولهذا أشكر كثيرا السباحين لأنهم رفعوا التحدي وقدّموا ما عليهم، بدليل تفوق مليح على بطلة أولمبية وعرجون تأهل لبطولة العالم في الحوضين الصغير والكبير بكل من الإمارات واليابان على التوالي».
واصل الناخب الوطني قائلا في ذات السياق «للأسف لم نتمكن من مواصلة المنافسة بالرغم من أملنا في مواصلة التألُّق بالنسبة لكل من عرجون وجاب الله بسبب ثبوت إصابة هذا الأخير بفيروس كوفيد 19 ما أثر على مرودوه نوعا ما، وبما أنه كان في تواصل مع زميله قامت اللجنة الطبية إلى إحالتهما للحجر الصحي مدته 10 أيام، وبالتالي لم يشاركا في سباقات اليوم الأخير من المنافسة، وهذه هي الصدمة الكبيرة التي لم نكن نتوقعها بالنظر للوجه الرائع الذي قدمه السباحين نتيجة الانضباط العمل بالجاد خلال الأشهر الماضية، لكن الإيجابي في الأمر التدخل السريع للاتحادية التي عملت كل جهدها من أجل توفير الظروف الملائمة أمامنا بما أنه كان من المقرر أن نعود يوم 18 جانفي، حيث عمل الرئيس بوغادو بالتنسيق مع السفارة الجزائرية بسويسرا على تسهيل الأمور من كل الجوانب المادية والمعنوية من خلال دفع تكاليف الإقامة، التحاليل، الإطعام والنقل، وفي حال ثبوت أن عرجون غير مصاب سيشرع في العمل في أحد المسابح بناء على الوعود التي قدمها رئيس الإتحادية إلى غاية عودة الثنائي إلى الجزائر، من أجل مباشر العمل مجددا إستعدادا لملتقى مارسيليا في مارس القادم، والذي ستليه البطولة الأفريقية بجنوب أفريقيا شهر أفريل لأننا نعول عليها كثيرا لتأهيل أسماء أخرى لموعد طوكيو 2021».