يرى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا سعد بن شرادة أن توافق الليبيين على آلية اختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس حكومة وحدة وطنية، تعد خطوة ايجابية نحو توحيد الرؤى بين الأطراف المتنازعة في المستقبل، رغم بعض العراقيل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف على غرار كيفية اختيار البعثة المكونة من 75 عضوا، مضيفا أن تعيين مبعوث جديد لن يقدم أي سيناريوهات مستحدثة في المشهد وعلى المسارات الثلاث المتفق عليها والتي يجرى العمل عليها، مشددا على أن الجميع يطالب بضرورة تفعيل المسار العسكري، خاصة أن خروج المرتزقة هو المطلب المتفق عليه من الأغلبية.
هل تعتقد أن توافق اللّيبيين على آلية اختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس حكومة وحدة وطنية، خطوة ايجابية نحو توحيد الرؤى؟
لا شك أن تحقيق التوافق على آلية اختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس حكومة وحدة وطنية شيء جيد وحتى الآن هناك اقتراح من اللّجنة الاستشارية التي شكلت من قبل البعثة وأخرجت مقترح للآلية وبدء التصويت عليها عبر الرسائل النصّية وستعلن النتيجة الثانية قريبا، ولكن في المقابل هناك مفخخات وعراقيل إن صحّ التعبير وضعتهم البعثة منذ البداية على غرار كيفية تشكيل اللّجنة المكونة من 75 عضوا وهذه المفخخات تلاحق كل اتفاق يحدث بين الأطراف في المستقبل، لأن آلية الاختيار للشخصيات ونسب العدد بين الأقاليم الثلاثة لا توجد عدالة فيها، وهذا سوف يكون عائق لكل اتفاق في المستقبل.
تستضيف مدينة الغردقة الاجتماع الثاني للمسار الدستوري اللّيبي، خلال الفترة من 18 إلى 21 جانفي، كيف تتوّقعون المخرجات؟
نعم في المسار الدستوري بين مجلس الدولة ومجلس النواب، تم تشكيل لجنة من مجلس الدولة تتكون من 13 عضوا ويفترض أن يقابلهم نفس العدد من مجلس النواب، ولكن هذا لم يحدث للأسف وتم تشكيل خمس أعضاء من قبل عقيلة صالح أي النواب المحسوبين على مجلس نواب طبرق، وكما تعلمون أن مجلس النواب منقسم بين مدينتي طرابلس وطبرق وأعضاء مجلس النواب في طرابلس لم يشاركوا ولهذا السبب تم رفض 7 من 13 أعضاء من مجلس الدولة الذهاب إلى مصر لسبب واحد بأنهم يروا أن أعضاء مجلس النواب من طيف واحد، وذهب 6 أعضاء من مجلس الدولة المحسوبين أو قريبين من جماعة الإخوان المسلمين مقابل أعضاء البرلمان طبرق، وهذا ليس بالجديد، فقد حدث نفس الأمر في وقت سابق في مدينة بوزنيقة بالمغرب التي احتضنت اللقاء بين برلمان طبرق والمحسوبين على إخوان المسلمين في مجلس الدولة، وأتوّقع شخصيا أن لا تكون مخرجات جدّية في الغردقة لأسباب سالفة الذكر.
وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش مبعوثا جديدا إلى ليبيا، بعد قرابة عام من استقالة المبعوث السابق غسان سلامة، هل من تعليق؟
في ليبيا الكل مستغرب من سرعة تعيين الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش مبعوثا جديدا إلى ليبيا بعدما أخذت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ويليامز استيفاني خطوات متقدمة جدا في الملف اللّيبي، بل ساهمت بشكل كبير في إنجاح لقاء 5+5، وهي خطوة تقبلها الشارع بكل تفاؤل وترحاب بعد الأزمة التي عصفت بين معسكري الكرامة والوفاق، فهي قادرة على الضغط بشكل جيد على كثير من الدول المتداخلة في الشأن اللّيبي لحثها على المساهمة في وقف إطلاق النار، وأنا شخصيا أعتقد أن تكليف المبعوث الجديد في هذا الوقت بالذات هو إرباك للخطوات المتخذة والعودة إلى مربع البداية.
مع اعتلاء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سدة الحكم، هل تتوقع أي تغيير في السياسة الخارجية لاسيما التعامل مع الملف اللّيبي؟
المتفق عليه هو أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن المحسوب على الديمقراطيين لن تختلف سياساتهم عن الجمهوريين في داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بخصوص السياسة الخارجية غالبا تكون موّحدة، لأنها تتحكم فيها مؤسسات أخرى مثل الأمن القومي، والمخابرات، إلى جانب اللوبيات التي غالبا ما تعود لها الكلمة الأخيرة، أما بخصوص الملف اللّيبي فالوضع لا يهمهم باستثناء ملف واحد وهو التواجد الروسي في ليبيا وهذا يكون مزعجا لهم.
مع اقتراب المُهلة التي منحها رئيس المجلس الرئاسي للمغادرة.. من تراه الشخص المناسب لخلافته في المستقبل وقيادة ليبيا إلى برّ الأمان؟
ليبيا لا تتوقف عند شخص واحد فحسب، فهناك العديد من الشخصيات القادرة على رفع التحدي وقيادة البلاد إلى بر الأمان شريطة الحصول على التوافق الوطني من خلال تشكيل حكومة وطنية ممثلة كل الأطراف بعيدة عن تدخل الأطراف الأجنبية..