استقبل، صباح أمس، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، رفقة الوزير المنتدب لدى وزير الصحة البروفسور إسماعيل مصباح، البعثة الطبية الموفدة الى موريتانيا لتقديم خدمات للمصابين بفيروس كورونا.
عبّر وزير الصحة بالمناسبة للفريق الطبي المختص في الإنعاش والتخدير الذي قدم خدمات طبية للمصابين بفيروس كورونا بهذا البلد الشقيق، عن ارتياحه للمجهودات التي بذلها هذا الفريق الشاب لمساندة زملائهم الموريتانيين في التكفل بالمرضى.
وأكد ذات المسؤول بالمناسبة، بأن «السلطات الجزائرية مستعدة لبذل المزيد من المجهودات لتقديم كل العون لهذا البلد الشقيق في المجال الصحي»، كاشفا بالمناسبة عن تنظيم لقاءات مستقبلا مع وزير الصحة الموريتاني للتوقيع على اتفاقيات تعاون في هذا المجال.
وقد لاقت هذه المبادرة، التي قامت بها الجزائر خلال هذا الظرف الصحي الذي تميز بتفشي فيروس كورونا، «استحسانا وترحيبا» من طرف السلطات الموريتانية وكذا المرضى وهذا بحسب ما أكده أعضاء البعثة الطبية التي تنقلت الى نواكشط في الرابع من شهر جانفي الجاري.
وقد قدمت البعثة – كما أضاف الأطباء – إلى جانب العلاج خدمات أخرى في صيانة العتاد والتكوين لزملائهم الموريتانيين الذين يعانون نقصا كبيرا في هذا المجال.
للإشارة، فإن وزارة الصحة أوفدت، الأثنين، بعثة من الخبراء في التكوين والصيدلة والمراقبة الوبائية وبعد تنظيم جلسة عمل مع زملائهم الموريتانيين، توجت هذه الجلسة بوضع ورقة طريق تحدد سبل التعاون الثنائي في المجال الصحي.
كما رافق وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في الرابع من هذا الشهر، البعثة الطبية التي قدمت خدمات بسبعة مستشفيات موريتانية.
ورقة طريق لتجسيد التعاون الصحي
توجت أشغال جلسة العمل المنعقدة، الأثنين، بنواكشط، بين الخبراء الجزائريين ونظرائهم الموريتانيين، بالاتفاق على وضع ورقة طريق لتجسيد التعاون في المجال الصحي بين البلدين.
تضمنت ورقة الطريق، التي تم الاتفاق حولها، ثلاثة محاور رئيسة: التكوين والصيدلة والدراسات في مجال مكافحة الأوبئة وتبادل الخبرات.
فبالنسبة للمحور الأول، فقد اتفق الطرفان على ضرورة تعزيز التعاون في جانب التكوين شبه الطبي، من خلال دعم وزارة الصحة، نظرا لتجربتها الناجحة في هذا الميدان للمدارس الموريتانية، خاصة في تكوين الأساذتة المكونين في هذا المجال.
كما دعا الجانب الموريتاني الى تبادل البرامج البيداغوجية بين البلدين وإحداث توأمة بين المراكز الصحية، الى جانب تعزيز التعاون في مجال زيارات البعثات الطبية الدورية.
وفيما يتعلق بالقطاع الصيدلاني، فقد ركز الجانب الموريتاني على دعم الخبراء الجزائريين بلده من حيث القوانين وتسجيل الأدوية وإجراءات الاستيراد ودراسات السوق ومراقبة الأدوية.
كما اتفق الطرفان على تقديم مساعدة إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية تتعلق بوضع إجراءات خاصة بالتموين في مجالات الأدوية ومواد التحاليل والمستلزمات الطبية.
كما دعا الجانب الموريتاني الى مرافقة الجزائر لبلده لإنشاء وحدة لإنتاج الأوكسيجين.
وأكد ممثل مجمع صيدال من جهته، على استعداد المجمع لمساعدة موريتانيا لإنشاء وحدة لإنتاج المحلول الكحولي.
أما في مجال مكافحة ومراقبة الأوبئة وهو المحور الثالث الذي تناولته الجلسة، فقد اتفق معهدا الصحة العمومية للبلدين على وضع برامج بحث، خاصة في مجال الإحصائيات، إلى جانب تبادل المعلومات حول المراقبة الوبائية.
كما دعا الطرفان إلى تعزيز النشاطات الثنائية حول الأمراض المتنقلة، سيما السيدا ومرض السل والملاريا، مع تسطير برامج تكوين بين إطارات المعهدين.
واتفق، من جهة أخرى، على تعزيز التعاون مستقبلا في المجال البيئي، من خلال تبادل المعلومات حول تلوث المياه والهواء والأرض، مع إطلاق دراسات نموذجية بين البلدين في هذا السياق.