أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، كمال صنهاجي، بالجزائر العاصمة، أن قرار تنويع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 يعد «صائبا ومناسبا»، معتبرا الأثار الجانبية لهذه اللقاحات «عادية».
أوضح صنهاجي، لدى نزوله ضيفا على أمواج الإذاعة الوطنية، أن «التسابق الدولي على اقتناء اللقاح الخاص بفيروس كورونا، حتّم على الجزائر وعديد الدول اتخاذ قرار التنويع في اللقاحات»، واصفا ذلك بـ»القرار الصائب الأنسب باعتباره الحل الوحيد لمواجهة الوباء الذي مايزال يشكل خطورة على الإنسانية».
وأبرز المتدخل، أن اللقاحات تعمل جميعا من أجل هدف واحد يتمثل في إنتاج مضادات مناعية ضد الفيروس المستجد. غير أن الاختلاف بين هذه المضادات-يوضح صنهاجي- يكمن في طريقة إنتاجها. وبناء على ذلك، فإن «التنوع في اقتناء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لا يشكل أي خطر على صحة المواطن».
وكان وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، كشف مؤخرا عن استلام الجزائر لشحنة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من جمهورية الصين الشعبية «قبل نهاية شهر يناير الجاري»، موضحا أنه إضافة إلى اللقاح الروسي، من المنتظر أن تستلم الجزائر شحنة أخرى من اللقاح المضاد للفيروس من الصين.
من جهة أخرى، طمأن صنهاجي المواطنين حول عدم تسجيل آثار خطيرة عند أخذ هذه اللقاحات، ماعدا -يؤكد البروفسور- إمكانية حدوث بعض الأثار الجانية التي تتشابه في مجملها مع الأثار التي عادة ما تسجل عقب إجراء تطعيمات أخرى، على غرار تسجيل إحمرار طفيف ومؤقت، مشيرا إلى أن «التطعيم ضد كوفيد-19 لا يمكن أن يستفيد منه الجميع، حيث توجد استثناءات تتعلق أساسا بالمرضى الذين يعانون من نقص في المناعة وفئات محددة، منها الحوامل بسبب عدم تحديد الأثار الجانبية المتوقعة على الأجنة».
وبالمناسبة، دعا صنهاجي إلى ضرورة «مراجعة المنظومة الاتصالية الخاصة بحملات التلقيح، لاسيما منها الخاصة بفيروس كوفيد-19»، مبرزا أن التخوف من أخذ اللقاح يعد «ظاهرة بشرية طبيعية»، قبل أن يلح على دور وسائل الإعلام في توعية المواطنين بأهمية التطعيم ضد فيروس كورونا.
وبعدما أكد حرص الوكالة الوطنية للأمن الصحي على اقتناء اللقاح «الآمن والأكثر نجاعة»، أشار ذات المسؤول إلى دور الفريق العلمي، الذي يضم عددا من العلماء الجزائريين في ميدان المناعة، الذي نصبته الوكالة من أجل دراسة الملفات التقنية الخاصة بهذه اللقاحات، حيث قدمت الوكالة تقريرا يتضمن ترتيبا من 1 إلى 8 يخص هذه اللقاحات وذلك باعتماد جملة من المعايير وتقييم جل المنشورات العلمية الخاصة بهذه اللقاحات.
من جهة أخرى، أكد صنهاجي العمل على «إعادة بعث الصناعة الوطنية في مجال إنتاج اللقاحات»، لاسيما في ظل توفر الكفاءات العلمية في هذا الميدان وكذا توفر الهياكل البحثية المناسبة.
وأوضح المسؤول نفسه، أن الوكالة تعكف على تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين في مجال إنتاج اللقاحات والاستغلال الأمثل لمخرجات الأبحاث العلمية الخاصة باللقاحات، مقترحا إنشاء مركز خاص بعلم اللقاحات وكذا مستشفى ينفرد بمعالجة المصابين بالأوبئة، لتفعيل مبدأ «اليقظة» من أجل اتخاذ التدابير اللازمة في وقتها المناسب.
يذكر، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان أمر الوزير الأول، في 20 ديسمبر الماضي، بالإسراع في اختيار اللقاح الأنسب ضد فيروس كورونا والشروع في عملية التلقيح خلال شهر يناير 2021.