فتحت وزارة التجارة ورشات كبيرة تتضمن اصلاحات تشريعية وقانونية عميقة في القطاع لتكييفه مع التحولات التي يشهدها الاقتصاد الوطني على أكثر من صعيد، بحسب ما أفاد به، أمس، مدير التنظيم والشؤون القانونية بوزارة التجارة الهادي بكير .
أوضح السيد الهادي في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن هذه الاصلاحات التي شرع فيها منذ 2020 تأخذ في الاعتبار عدة عناصر تتعلق أساسا بتبسيط الاجراءات وتسهيل كل ما يتماشى مع الاجراءات الرامية الى تحسين مناخ الاستثمار سيما في مجال إنشاء المؤسسات ومرونة أكثر في عمليات الرقابية.
تخص هذه الاصلاحات أساسا مجالات التجارة الخارجية والداخلية بهدف تنظيم السوق الوطنية وتكريس رقابة فعّالة لحماية الاقتصاد الوطني.
استهلت الوزارة برنامج الاصلاحات الجاري بمراجعة القوانين الاساسية التي تسير القطاع أهمها القانون 04/08 المتعلق بشروط ممارسة الأنشطة الاقتصادية، والقانون الأساسي 04/02 المتعلق بالممارسة التجارية وقانون المنافسة إلى جانب سن قوانين جديدة ملحقة تتعلق بمشروع القانون المتضمن المصادقة على اتفاقية التبادل الحر للقارة الافريقية، ومشروع القانون التمهيدي لقانون المتضمن تحديد القواعد العامة المطبقة على المناطق الحرة التجارية قيد الدراسة، ومشروع قانون يتعلق بآليات مكافحة التقليد قيد الإعداد.
كما تكفلت المديرية العامة للتنظيم والشؤون القانونية بإعداد 27 مرسوما تنفيذيا و24 قرارا تهدف في مجملها إلى تنظيم النشاط التجاري وحماية حقوق المستهلك.
لإدراج التعديلات المبرمجة أنشأت الوزارة، بحسب نفس المسؤول، ورشات داخلية تخص القطاع في إطار الهدف المسطر لأخلقة الأنشطة التجارية من خلال لجان ضمّت ممثلي عدة قطاعات وزارية، يضيف السيد بكير.
يترقب القطاع إتمام عمليات مراجعة النصوص التنظيمية البالغ عددها أزيد من 100 نص تنظيمي حيث تم التكفل بـ 73 نصا، منها خلال 2020.
خصصت السنة الماضية، بحسب السيد الهادي، لدراسة جدوى النصوص القانونية في عدة مجالات، (التجارة الخارجية، المنافسة، الرقابة، السوق الوطنية.. إلخ)، ومدى تحقيقها لهدف تطوير الاقتصاد الوطني.
مشروع البوابة الالكترونية الموّحدة لإنشاء المؤسسات
تطرق بكير الى المرسوم التنفيذي رقم 15-234 المحدد لشروط وكيفيات ممارسة الانشطة والمهن المنظمة الخاضعة للقيد في السجل التجاري، والذي يشجع الشباب والمتعاملين على انشاء المؤسسات، وتمكينهم من مباشرة استثماراتهم دون تقديم رخصة مسبقة للقيد في السجل التجاري بالنسبة للأنشطة المقننة.
كما كشف نفس المسؤول عن الشروع في إعداد مرسوم تنفيذي هو حاليا في طور الانجاز، يتعلق بالبوابة الالكترونية لإنشاء المؤسسات والذي سيكون جاهزا خلال الثلاثي الاول من السنة الجارية (2021 ).
تعد هذه البوابة شباك وحيد يجمع مصالح الوزارة ومصالح المركز الوطني للسجل التجاري ومصالح الضرائب ومصالح الادارة المكلفة بالاحصائيات وإدارة الضمان الاجتماعي، والتي تسمح للمتعاملين الراغبين في انشاء مؤسسة بالقيام بتسجيل واحد والحصول على رقم تعريف واحد يسمى الرقم المشترك.
الهدف من هذا الاجراء، يتابع السيد بكير،»اتاحة المزيد من الشفافية لتتبع مسار المؤسسات (المتعامل) من طرف الهيئات المعنية (..) إلى جانب تحسين مناخ الاستثمار وتبسيط الاجراءات».
إصلاح غرف التجارة والصناعة وإعادة النظر في تنظيم المخابر
في مجال إصلاح الإدارات التابعة للقطاع، أكد المتحدث على أهميتها خصوصا تلك المتعلقة بالغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة وغرف التجارة والصناعة، أين تم في هذا الاطار اعداد مرسوم تنفيذي هو قيد الدراسة حاليا على مستوى الأمانة العامة للحكومة.
إلى جانب ذلك، يعكف القطاع على إعداد مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم أحكام المرسوم التنفيذي رقم 07-217 الذي يحدد شروط وكيفيات تنظيم التظاهرات التجارية الدورية وسيرها، ومشروع تنفيذي يحدد شروط وكيفيات وضع خدمة ما بعد بيع السلع حيز التنفيذ، والذي تمت المصادقة عليه على مستوى الحكومة.
وفي هذا الصدد ارتأى القطاع إعادة النظر في تنظيم مخابر قمع الغش حتى تتمكن من استحداث شبكة مخابر تابعة للوزارة تقوم ميدانيا بعمليات رقابة النوعية وقمع الغش.
من جهة أخرى، عرفت سنة 2020 وضع عدة اطر قانونية جديدة منها، وضع نص جديد يحدد استحداث المناطق الحرة التجارية لدفع عمليات التصدير ضمن اتفاقية التبادل الحر.
في مجال التجارة الخارجية، تم اعادة النظر بحسب المدير العام للتنظيم، في المرسوم التنفيذي رقم 05/458 المحدد لكيفيات ممارسة نشاط استيراد المواد الاولية والمنتجات والبضائع الموجهة لإعادة البيع على حالتها.
تهدف هذه المراجعة الى إعادة النظر من جهة أخرى، في كافة المتدخلين في مجال التجارة الخارجية لإضفاء مهنية أكثر على نشاط الاستيراد.
وعليه تم ادراج دفتر أعباء جديد للمستوردين والحصول على شهادة احترام الشروط التي ينص عليها التنظيم بخصوص ممارسة نشاط الاستيراد.
يسمح هذا الاجراء بتحقيق مهنية واحترافية أكثر في نشاط الاستيراد والتخصص، ما يمكن المستورد من اكتساب الخبرة وتقليص نسبة الخطأ في اختيار المنتوج المعني.
في مجال تجارة المقايضة عمد القطاع، وفق نفس المصدر، إلى تأطير هذا النشاط عبر الحدود والذي يتضمن تسهيلات ومرونة أكثر لتموين هذه المناطق وتشجيع التبادلات مع دول الجوار.
حدد القطاع قائمة اسمية للسلع التي تسمح للدولة الجزائرية بمقايضتها مع دول الجوار أهمها (النيجر ومالي وموريتانيا) وذلك عبر تجار متعاملين في مجال البيع بالجملة.
وتعد هذه التعديلات أولى التغييرات الجوهرية التي مسّت القوانين المنظمة لنشاط القطاع، منذ سنة 2004، بحسب المدير العام للتنظيم، والذي أشار إلى أن هذه التحيينات القانونية المدرجة والتعديلات والنصوص الجديدة، أنجزت في إطار الاحترام التام للمقاييس الدولية والمتطلبات الحالية للاقتصاد الوطني.