يُطالب سكان ولاية البليدة من السلطات إعادة تشغيل المصعد الهوائي المؤدي إلى أعالي الشريعة، وذلك لتجنب مشقة التنقل عبر الطريق الوطني رقم 37، والذي بات يعرف ازدحاما كبيرا خاصة في عطلة نهاية الأسبوع التي تعرف توافد أعداد هائلة من الزُوًار والسائحون من أجل التنزه والترويح عن النفس.
علّق العشرات من العائلات القادمة من الجزائر خلال الأسبوع الماضي الذي شهد تساقط للثلوج بالشريعة والتي أدت إلى انغلاق الطريق المُشار اليه، وتدخل أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني لفتحها وإعادة هؤلاء العالقين، وهو أمر قد يتكرر إذا ما بقي «التليفيريك» خارج الخدمة.
ومرّ على توقف المصعد الهوائي الرابط بين البليدة والشريعة قرابة السنة، أي قبل فرض الحجر الصحي الكامل على مدينة الورود في شهر مارس المنقضي، ومؤخرا أخضعته مؤسسة النقل بالمصاعد الهوائية «etac» للصيانة الدورية، بحسب ما بلغنا من مدير النقل لولاية البليدة، حيث مسّت هذه الصيانة أعمدته التي تمتد عبر خط طوله يناهز 8 كيلومتر، وعدد عرباته 138.
وصرّح عضو المجلس الشعبي الولائي فريد أوهنصل رئيس لجنة النقل وتهيئة الإقليم، بأنه كممثل للشعب يُلًح على ضرورة استئناف النقل بالمصعد الهوائي لما فيه فائدة على الجميع، حيث قال بأن كثير من شباب بولاية البليدة استفسروا لديه عن السبب الذي أدى إلى توقيف هذه المرفق الهام، خاصة وأن البعض منهم من يستغله للتنقل والاسترزاق، ويرى هذا المسؤول المحلي أن عودة المصعد الهوائي ستنعش السياحة في البليدة وتكون لها آثار اقتصادية مهمة.
واُعيد تشغيل هذا المصعد سنة 2016 بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات، علما أنه يُساهم كثيرا في التخفيف من حدة الازدحام على الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة، سيما خلال نهاية عطلة الأسبوع أو فترة الثلوج. ويضمن لراكبيه من السياح الذين يقصدون المكان من مختلف ولايات الوطن مناظر طبيعية خلابة وسط أشجار الصنوبر الشاهقة. واستنادا لأرقام « etac « فإن هذا المصعد الهوائي يضمن نقل أكثر من 35 ألف راكبا شهريا، كما تعد وسيلة النقل هذه الأفضل لقاطني منطقة الشريعة لاسيما في فترة الاضطرابات الجوية وتساقط الثلوج.
وأقرت الوزارة الأولى مؤخرا عودة النقل بين الولايات تدريجيا عن طريق السكة الحديدية، وكذا الحافلات وسيارات الأجرة، وأكدت بأنها ستسمح لاحقا باستئناف النقل عن طريق المصاعد الهوائية وعن طريق « الميترو»، مع العلم أن مصلحة الأرصاد الجوية تتوقع تجدد الإضطراب الجوي مع نهاية شهر جانفي الحالي، لذا بات من الضروري تسهيل تنقل سكان المناطق المرتفعة والجبلية والسُيًاح على حد سواء.
في سياق منفصل، يشتكي الوافدون الجدد على سكنات عدل بالمدينة الجديدة بوعينان من مشاكل بالجملة بسبب عدم توفر النقل نحو الجزائر العاصمة التي قدموا جلهم منها، وبسبب هذا المشكل مازال الكثير منهم لم يتنقل إلى سكنه الجديد، خاصة هؤلاء الذين لا يملكون سيارات خاصة. وفي هذا الصدد قامت جمعية الحياة لحي 3000 سكن بمدينة بوعينان الواقعة في منطقة عمروصة بمراسلة السلطات المحلية، وكذا الوزارة الوصية والوزارة الأولى، لنقل معاناتهم مع النقل، مع العلم أن المنطقة تعززت مؤخرا بحافلات نقل تابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البري تربطها بشارع باب الجزائر وسط مدينة البليدة.