تتواصل بعاصمة الأهقار على مدى 07 أيام، بمدرسة النحت على الأحجار الكريمة والحلي التقليدية، التابعة لغرفة الصناعة التقليدية، فعاليات دورة تكوينية في مجال ترقية وتطوير وتحويل المرجان الأحمر، وهذا بمشاركة 18 حرفي في مجال تحويل المرجان يمثلون 12 ولاية، والتي تم تنظيمها بالشراكة ما بين الوكالة الوطنية للتنمية المستدامة للصيد البحري وتربية المائيات، وغرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الطارف.
الدورة التكوينية التي تعتبر الأولى من نوعها في هذا المجال، يسعى من خلالها القائمون عليها إلى تحقيق جملة من الأهداف، على غرار تقوية قدرات حرفيي تحويل المرجان من خلال تعلم تقنيات جديدة لاسيما التصميم والنحت، إضافة إلى تبادل المعارف والخبرات بين الحرفيين من مختلف الولايات، كولايتي الطارف وتمنراست، إضافة إلى تشجيع إدماج المرجان في الصناعات التقليدية المحلية التي تشتهر بها عاصمة الأهقار، لإعطائها قيمة مضافة.
في هذا الصدد، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للتنمية المستدامة للصيد البحري وتربية المائيات نعيم بلعكري، أن هذه الدورة التكوينية تندرج في إطار التحضير لإعادة فتح استغلال المرجان، خاصة وأن الحكومة منعت تصدير المرجان الخام، منذ سنة 2015، وبالتالي وجب تطوير وترقية حرفة تحويل المرجان في الجزائر ومن طرف حرفيين جزائريين، خاصة وأن الكمية المرخص بصيدها تقدر بستة (06) أطنان سنويا، في إطار مخطط وطني مستدام لتسيير استغلال المرجان من خلال نظام التناوب، الذي يعتمد على تحديد 10 مناطق استغلال، حيث يتم فتح منطقة استغلال لمدة 5 سنوات ثم يتم غلقها لمدة 20 سنة ثم تفتح منطقة أخرى، بهدف تجديد المخزون والمحافظة على ثروة ‘’ الذهب الأحمر» هذا من جهة.
من جهة أخرى أضاف المتحدث، أن الدورة تعد فرصة من أجل إيصال المرجان إلى أبعد منطقة ممكنة، مما يمكن الحرفيين من التكوين في مجالات جديدة، خاصة وأنا ولاية تمنراست تتواجد بها مدرسة للنحت على الأحجار الكريمة تتوفر على تجهيزات حديثة وأساتذة مكونين ذوي خبرة عالمية، بعد تبادل الخبرات في إطار تعاون الجزائر مع دولة البرازيل.
من جهته، إعتبر مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الطارف، بوناب رزاق، الدورة التكوينية فرصة لتكوين عدد معتبر من حرفيي الوطن، للنحت على المرجان الأحمر، في وقت يتزامن مع التحضير لإستغلال مادة المرجان بالجزائر، الأمر الذي بحسبه يتطلب تحضير الحرفيين للتعامل مع المرحلة المقبلة، خاصة مع التحفيزات التي من المنتظر أن تمنح لهم في هذا المجال.
في المقابل عبر عبد الله لقراوي مدير المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة والحلي التقليدية بعاصمة الاهقار، على أهمية هذه الفعّالية التي تم تأطيرها على مستوى المدرسة، والتي تعد إعترافا بأهميتها في تطوير وترقية العديد من الحرف والإستثمار فيها على غرار المرجان الأحمر.
بدورهم ثمن المشاركون هذه الخطوة، التي تعد مكسب لهم وللصناعة التقليدية الوطنية وللثروة الطبيعية التي تحوزها الجزائر، الأمر الذي حسبهم يمكنهم من المساهمة في الإستثمار فيها بطرق راقية، خاصة في ظل تواجد أجهزة الدعم والمرافقة التي كان لها تحسيس على هامش إنطلاق الدورة التكوينية، بضرورة خوض غمار المقاولاتية والإستثمار في هذا المجال وبالتالي فتح أفاق جديدة من شأنها المساهمة في الإقتصاد الوطني.