طباعة هذه الصفحة

عمليات تعكس تلاحم وترابط أبناء الشعب الجزائري

«تويزة» واسعة النطاق لمواجهة تداعيات الجائحة

عزّزت تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» بولاية سطيف منذ ظهور الجائحة شهر مارس المنصرم بالمنطقة وإلى غاية اليوم، جهود المجتمع المدني بفضل «تويزة» واسعة النطاق ترجمت بشكل ملحوظ معاني التضامن والتعاون والتكافل بين أبناء الشعب الواحد.
وانخرطت في إطار هذا المسعى عدة جمعيات إلى جانب رجال الأعمال والحرفيون والأفراد الذين سخّروا جميع إمكانياتهم وطاقاتهم لمنع تفشي كوفيد-19، من بينهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مكتب سطيف) التي ساهمت بشكل فعّال وبارز في العمل التضامني المرافق لجهود الدولة لمجابهة كوفيد-19 وتداعياته على سكان الولاية. وشاركت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ بداية هذا الظرف الصحي الاستثنائي الذي سجلت ولاية سطيف في بعض مراحله معدلات إصابة عليا في التعبئة الجماعية للمجتمع المدني من خلال تقديم يد العون والمساعدة للأطقم الطبية على وجه الخصوص من خلال تجهيز غرفتي إنعاش على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي محمد عبد النور سعادنة، حسب ما أكده لوكالة الأنباء الجزائرية، رئيس المكتب الولائي للجمعية موسى ميلي.
وشملت هاتان الغرفتان أجهزة ومعدات حديثة ومتطورة تمّ اقتناؤها من الخارج على غرار جهازين للتنفس الاصطناعي والأجهزة الضرورية الأخرى كالأسرة وغيرها مما ساهم في تعزيز ودعم وسائل التكفل بالمصابين بالجائحة في ظروف جيدة، حسب ما أردفه ذات المصدر. واستنادا للميلي، فقد جاءت مبادرة تجهيز هاتين الغرفتين من طرف المنبر الطبي التابع لجمعية العلماء المسلمين الذي يضمّ ثلاثين طبيبا عاما ومختصا منخرطين في ذات الجمعية وذلك بعد تداعيات تفشي الجائحة وظهور حالات إصابة عديدة على مستوى الولاية. وأضاف، «لقد سارعت الجمعية منذ ظهور أولى الإصابات إلى تنظيم حملات وقائية واسعة، لاسيما ما تعلّق منها بتطهير وتعقيم المؤسسات المستقطبة للجمهور والهياكل الصحية على غرار المركز الاستشفائي الجامعي محمد عبد النور سعادنة بجميع مصالحه الذي كان في أمس الحاجة خلالها لمثل هذه المبادرات».
واستهدفت العملية كذلك مستشفيات عين ولمان والعلمة والمؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بعين عباسة وغيرها، بالإضافة إلى مراكز إعادة التربية والمراكز البريدية ودور رعاية المسنين والأيتام ومديرية التربية من خلال تسخير فريقين يضم كل واحد منهما، بين 5 إلى 10 متطوعين، كما ذكره ذات المصدر. وسخّر بالموازاة مع ذلك موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالمكتب الولائي لذات الجمعية لتقديم إرشادات توعوية ونصائح طبية لمكافحة هذا الفيروس التاجي الجديد والتخفيف من التداعيات النفسية للحجر الصحي في أوساط المواطنين؛ لاسيما كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة كالسكري والأمراض التنفسية والقلب وغيرها. وكغيرها من فعاليات المجتمع المدني التي كان لها صدى كبير في مجال صناعة الأقنعة الواقية وتوزيعها، تمكنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مكتب سطيف) أيضا من توزيع ما يفوق 100 ألف كمامة على الطواقم الطبية وشبه الطبية والبلديات، بالإضافة الى أعداد معتبرة من قارورات المعقم الكحولي والقفازات والنظارات وغيرها مثلما فصّل ذات المتحدث. واعتبر ميلي بالمناسبة، مثل هذه المبادرات «ضرورية» مؤكدا بأن «التضامن» هو شعار هذه المرحلة الصعبة التي عرفتها ولا زالت تعرفها جميع مناطق العالم إلى غاية القضاء نهائيا على هذه الجائحة. وبدورها، جندت عدة جمعيات وهيئات أخرى تابعة للمجتمع المدني نفسها طوال فترة ظهور الجائحة للتخفيف من تداعيات كوفيد-19 على غرار الهلال الأحمر الجزائري الذي تمكّن من توزيع ما يناهز 40 طنا من المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية ومواد التنظيف والتعقيم على المناطق البعيدة والفقيرة المنتشرة على مستوى 25 بلدية. وشملت هذه المساعدات مواد غذائية مختلفة على غرار السميد والفرينة وزيت المائدة والعجائن والمشروبات المعدنية وغيرها، تمّ توزيعها في طرود معلبة إلى جانب 6 آلاف علبة من حليب الأطفال و50 ألف وحدة من خافض اللسان و200 بدلة طبية، إلى جانب كمية معتبرة من مواد التنظيف والتعقيم، حسب ما أوضحه من جهته رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بسطيف رشيد بوقصة.