يبقى التعامل بين الجالية والبلد الأم في الميدان الثقافي هاجسا يؤرق المغتربين وعلى رأسهم الجمعيات الناشطة خارج التراب الوطني، هذه الأخيرة التي تسعى مع المؤسسات والدواوين الجزائرية لترقية الفعل الثقافي وخدمة ذلك الزخم الذي يتميز به تراثنا في مختلف الأجناس الفنية والأدبية في هذا القطاع الحساس، حسب ما أكده ممثلو الجمعيات بنادي الإعلام الثقافي بقاعة الأطلس.
احتضن أمس نادي الاعلام الثقافي بقاعة الاطلس ندوة خاصة حول «دور الجمعيات الجزائرية في الخارج في ترقية الفعل الثقافي الوطني» خارج رقعته الجغرافية، حيث تم استضافة ما يقارب 60 ممثلا عن هذه الجمعيات بالخارج، حيث أكد مدير الإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح لـ»الشعب» حرص الديوان على خدمة الثقافة والسعي إلى الوصول لكل نقاط العالم من أجل ضمان بقائه حيا وموجودا، معتبرا الجمعيات سبيلا مهما لترقية وتفعيل النشاط الثقافي في بلاد تملك فيها اعتمادات ولها الحرية في تبني النشاطات والفعاليات، ومنها أخرى تملك فضاءات، الشيء الذي يساعد في التصدي للعراقيل التي تواجه المؤسسات والمنابر الثقافية التي لا تتمتع باعتماد في الخارج يسمح لها بممارسة نشاطها والسير وفق طريق يؤدي بالدرجة الأولى إلى الحفاظ والابقاء على الهوية الجزائرية حية مع كل تيارات العولمة الجارفة التي تهدّد الشخصية الوطنية ومختلف الأنواع الثقافية التي تحوي في ثناياها زخما إبداعيا مؤرخا لتاريخ الجزائر، ومميزات تضرب في عمق الحضارات.
قام الوفد المتكون من جزائريين مغتربين يحملون حنينا إلى الوطن، أتوا في مبادرة من الإعلامي والنائب البرلماني في فرنسا عن حزب «المستقبل» سمير شعابنة لاكتشاف خبايا الكنز الثقافي الموجود في وطنهم في كل الجهات، حيث قادتهم الرحلة إلى عديد الولايات والمناطق منها باتنة، بوسعادة، قسنطينة، بسكرة، بجاية، وغيرها لتكون محطة هذه الأيام ثقافة جزائر مزغنة.
وقد رأى سمير شعابنة في تصريح له لـ»الشعب» أن ترقية الفعل الثقافي من شأنه تحقيق التنمية، وفتح المجال أمام رجال الأعمال للاستثمار في هذا العالم وإعطاء الثقافة بعدها الاقتصادي، مؤكدا من جانب آخر على الحق الذي تملكه الجالية في معرفة أسرار هويتها وثقافتها مع السعي إلى التعريف بها وإخراجها خارج رقعتها الجغرافية وتحقيق وجودها ضمن الثقافات العالمية.
ومن جهتهم، دعا ممثلو الجمعيات الجزائرية في الخارج إلى ضرورة فتح جسور التواصل بينها وبين كبرى المؤسسات والدواوين المعروفة، وتحسين الإشهار والدعاية المرتبطة بايصال المواعيد الثقافية في الجزائر وفي الخارج إلى أبعد مستمع أو مشاهد إما على مستوى الشاشات التلفزيونية الجزائرية أو الفضائيات.
كما تم طرح عديد الاقتراحات خاصة ما تعلق بالفلكلور الجزائري، حيث دعا ممثل جمعية من بوردو إلى ضرورة حضور الفلكلور المتعلق بالتراث الوطني من شاوي، ترقي، قبائلي وغيره في الفعاليات في الخارج وعدم حصر المنشطين لتلك النشاطات في الفن العصري، إضافة إلى إعطاء دفع لعديد الميادين الثقافية والفنية منها الفن التشكيلي، الموسيقى، المسرح الذي يعتبر لسان حال المجتمع.
للإشارة افتتحت الندوة بعرض شريط تم الوقوف فيه على تاريخ الديوان الوطني للثقافة والاعلام ، إضافة إلى كبرى المهرجانات والنشاطات التي ينظمها والموجهة للكبار والبراءة، تهدف في مجملها إلى خدمة الثقافة، والتأكيد على دورها في تحقيق التنمية.