طباعة هذه الصفحة

2020 سنة التطبيع والخذلان

أنظمة عربية قايضت القضية الفلسطينية بمصالح زائفة

ستبقى سنة 2020 راسخة في الأذهان كسنة للتطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني رغم احتجاج شعبي، تم إخماده بالعنف في بعض الأحيان. ففي مدّة تقل عن خمسة أشهر، أعلنت أربع بلدان عربية وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، عن إرادتها في إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
بتاريخ 15 سبتمبر 2020، وقعت كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتشجيع من الرئيس الأمريكي المغادر دونالد ترامب مع إسرائيل على «معاهدات سلام» سميت بـ «اتفاقات ابراهيم.»
وكان السودان البلد الثالث الذي اختار التطبيع، لكن ترامب هو من أعلن عن ذلك أولا، يوم 23 أكتوبر الماضي.
وبعد مضي أقل من شهرين أي يوم 10 ديسمبر الجاري جاء تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

التطبيع.. مسألة مقايضة

أراد الرئيس دونالد ترامب الذي دخل في سباق مع الساعة لدى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تكملة ما كان يعتقده عهدته الأولى، بتحقيق انتصار على الصعيد الخارجي.
وللتأكد من تحقيق هدفه، لم يتردد في اتباع سياسة الإغراء من خلال دفع بلدان عربية نحو التطبيع.
وفي مقابل اتفاق التطبيع بين النظام المغربي واسرائيل، اعترف ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية ما يعني إبرام «مقايضة» حقيقية مخالفة للقانون الدولي الذي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير.
وفي 14 ديسمبر الجاري، أعلن ترامب أن السودان لم يعد موجودا على القائمة الأمريكية المتضمنة للدول المدعمة للارهاب مما أفضى إلى رفع الحصار الاقتصادي المفروض على هذا البلد، منذ 27 سنة.
وبخصوص الإمارات العربية المتحدة، كان التوقيع على «معاهدة السلام» متبوعا ببيع أسلحة أمريكية حديثة لهذا البلد منها طائرات الشبح المقاتلة « أف 35».
أما البحرين فقد كان يبحث عن ضمانات إضافية في مجال الأمن في ظرف يتميز بتوترات في المنطقة.

تطبيع يرفضه الشارع العربي

يبدو أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية الأربع وإسرائيل هو من فعل الأنظمة وحدها وليس الشعوب التي لم تتردد في التعبير عن رفضها للتقارب مع الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني.
في هذا الصدد، تم تنظيم مظاهرات في البحرين، فور الإعلان عن الخبر. حيث تم بين سبتمبر وأكتوبر، تنظيم العديد من الاحتجاجات في هذا البلد.
أما في الإمارات، فكانت الرابطة الإماراتية للمقاومة ضد التطبيع هي التي كثفت أعمالها للتنديد بالاتفاقية الموّقعة مع إسرائيل.
وفي شهر أكتوبر، احتل المتظاهرون شوارع السودان، وأضافوا إلى مطالبهم السياسية في الوقت الحالي، رفضهم للتطبيع مع الإسرائيليين.
أما في المغرب، فإن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع، منذ 12 ديسمبر الجاري، ونظمت عدة مسيرات في البلاد رغم قمع الشرطة.

 مبادرة السلام في خبر كان

في عام 2002، في قمة جامعة الدول العربية في بيروت، اقترحت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربية التي نصّت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشروط معينة منها على وجه الخصوص، إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.